دمشق: رجح محلل سياسي بعثي سوري أن تنصح سورية الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يزورها الخميس بعدم التسرّع بتشكيل الحكومة الفلسطينية لأنها عملية تحتاج للمزيد من التشاورات والتفاهمات بين الفلسطينيين، كما رأى أن زيارة عباس لسورية تأتي في ظل رغبة سورية لتصفية الأجواء العربية وقناعتها بضرورة توصل الفلسطينيين إلى تفاهمات شاملة لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية.

وحول زيارة الرئيس عباس لدمشق وظروفها، قال فايز عز الدين القيادي السابق في حزب البعث الحاكم في سورية quot;تأتي زيارة الرئيس عباس إلى دمشق في صلب التشاورات العربية ـ العربية اللازمة الآن، والتي بحثها الملك الأردني عبد الله الثاني في دمشق قبل أيام، وهي تأتي في سياق الرغبة السورية في التنسيق العربي والتشاور والنظر بالمبادرة الأميركية الجديدة التي يضعها الرئيس باراك أوباماquot; .

وكان العاهل الأردني عبد الله الثاني أشار إلى مبادرة يحضرها الرئيس الأميركي باراك أوباما تتعلق بسلام شامل في الشرق الأوسط يطال كافة الدول العربية والإسلامية وإسرائيل.

وأضاف عز الدين quot;من الواضح أن الإدارة الأميركية الجديدة جادة خلافاً لكل الإدارات الأميركية السابقة التي كانت تؤجل عملية السلام في الشرق الأوسط إلى نهاية مرحلتها، بينما الظاهر الآن أن الرئيس أوباما يضع هذا السلام على رأس مشروعاتهquot;، وتابع quot;وفقاً للرؤية السورية فإنه قبل ذلك يجب أن يكون هناك وحدة في الصف الفلسطيني، وبخصوص ذلك نجد أن بعض التشاورات قد حدثت في دمشق كاستقبال وزير الخارجية السوري وليد المعلم الثلاثاء لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، واستقبال نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع لبسام الشكعة وغيرهما من القادة الفلسطينيين، وهذا يعني أن هناك حراكاً وحواراً سورياً ـ فلسطينياً بخصوص النظر بإمكانية الوصول إلى تفاهمات فلسطينية ـ فلسطينية وجسر الهوة واستكمال ما لم تكمله محادثات القاهرة من وحدة التفاهمات الفلسطينيةquot;.

وأضاف quot;من الواضح أن زيارة الرئيس عباس لا تتصل فقط بإخراج الحكومة الفلسطينية، مع أن سورية ليس لها شأن بالموضوع الداخلي الفلسطيني، فهي ستقبل، إن كان على مستوى الوزارة بما يقبله الفلسطينيون ممثلين بكافة أطيافهم، أم على مستوى السلام، فسورية معروفة بقوة الثبات على الموقف، وكل ما يتعلق بالسلام قالته بشكل علني، وهو عودة إسرائيل إلى ما بعد خط الخامس من حزيران/ يونيو، والاعتراف بحق الفلسطينيين بدولة قابلة للحياة، ثم النظر بحق العودة، وهي الثوابت التي لا تتخطاها سورية في كل علاقة سياسية لها إن كان مع الفلسطينيين أم إقليمياً ودولياً، وهذه الأمور ستكون مادة للحديث بين الرئيس بشار الأسد والرئيس عباسquot;.

وتابع quot;ستسعى سورية نحو تمكين وحدة الصف العربي واتباع منهج موحد للسياسة العربية، ومن المرجّح أن يُفهم الرئيس الأميركي باراك أوباما نتنياهو أن كل ما يأتي به خارج حل الدوليتين هو خارج الأجندة الأميركيةquot;.

وحول أهمية الزيارة قال عز الدين quot;لهذه الزيارة مؤشرات كثيرة، فهي تأتي في ظل تصفية الأجواء وبناء تفاهمات عربية، وأيضاً في ظل التوافق على ضرورة إخراج حكومة وطنية فلسطينيةquot;؟

ورغم تأكيده على إصرار سورية عدم التدخل بالشأن الداخلي الفلسطيني إلا أنه رجّح أن ينصح الأسد عباس تأجيل تشكيل الحكومة والبحث أولاً عن توافق فلسطين، وقال quot;أعتقد أن القيادة السورية ستنصح الرئيس محمود عباس بعدم التسرع بقيام الحكومة وتشكيلها، لأن هذه المسألة قد تحتاج للمزيد من التشاورات ومزيد من التفاهمات حتى يمكن ترتيب موقف فلسطيني موحد، ويجب التوقف عند موقف حركة حماس الذي يرى أن تشكيلها يعني نعي مباحثات القاهرةquot; التي جرت بين السلطة الفلسطينية وحماس برعاية مصرية.

وتابع quot;هناك بعض المعلومات التي تشير إلى لقاءات سيجريها الرئيس أوباما مع قادة كثر في المنطقة، وقد يترتب في اللحظة المناسبة لقاء القمة الذي سيكون بالتأكيد أهم اللقاءات بين الرئيس الأسد والرئيس أوباما إن أتيح لهذا اللقاء أن يظهر، وهذا يعني أن على الإدارة الأمريكية بدورها أن تُظهر أنها جادة فيما يتعلق بانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة، وتحرير الجولان، وإقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة، وبحث حق العودةquot; وفق جزمه.

يشار إلى أنعباس سيصل إلى العاصمة السورية دمشق غداً الخميس في زيارة تستمر يومين يلتقي خلالها الأسد وعدد من كبار المسؤولين السوريين، لمناقشة الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة الفلسطينية ومبادرة السلام المتوقع أن يطرحها الرئيس أوباما.

ومن المتوقع أن يلتقي عباس في دمشق أيضاً بعدد من قادة الفصائل الفلسطينية المقيمة في دمشق على رأسها الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.