لندن: تنوعت التغطيات حول الشرق الاوسط في الصحف البريطانية الصادرة الاحد، ومنها تغطية نشرتها صحيفة الديلي تلجراف عن حياة توني بلير السياسية واختلاطها بمعتقداته الايمانية. العنوان يقول: عرّاب توني بلير يقول ان بلير اعتقد ان الله اراد له ان يذهب الى الحرب لقتال الاشرار. هذا العراب يقول ايضا ان قرار بلير بادخال بريطانيا في حربي العراق وكوسوفو انما كانت جزءا من quot;معركته المسيحيةquot; ضد الباطل والشر.

وتنقل الصحيفة عن جون بيرتن، المندوب السياسي لبلير في دائرة بلير الانتخابية لنحو 24 عاما، قوله ان المعتقد الديني لرئيس الوزراء البريطاني السابق كان له تأثير على قرارات الاخير السياسية الكبرى. ويضيف ان بلير كان معتقدا اعتقادا جازما بأنه على حق في اتخاذ تلك القرارات، وانه كان مؤمنا تمام الايمان بأن quot;الحق لا بد ان ينتصر على الباطلquot;.

انتصار كردي

ومن معتقدات بلير الايمانية الى نفط العراق، حيث تخرج صحيفة الجارديان بعنوان يقول: قرار بغداد السماح للنفط الكردي بالمرور عبر انابيب النفط الوطنية الى اسواق العالم، يعتبر نصرا لحكومة اقليم كردستان. ويقول مراسل الصحيفة من كردستان العراق ان المناوشات السياسية بين الحكومة الفدرالية في بغداد وحكومة اربيل، عاصمة الاقليم، شهدت تحولا رئيسيا بعد سنوات من الجدل والخلاف.

هذا التحول تمثل في موافقة بغداد اخيرا على السماح للنفط المخصص التصدير من الاقليم للوصول الى الاسواق العالمية عبر انابيب النفط الوطنية. وتشير الصحيفة الى ان الخلاف بين اربيل وبغداد حول قانون النفط والغاز في البلاد كان قد تسبب في عرقلة الاستثمارات الاجنبية في قطاع النفط في كردستان والعراق عموما، مما عطل تطوير البنى التحتية لهذا القطاع، والتي يحتاج اليها بشدة.

وتقول الصحيفة ان حكومة اقليم كردستان تعارض هذا القانون لانه يمنح بغداد سيطرة كبيرة على موارد النفط، وهو ما تعتبره اربيل متناقضا مع روح الدستور العراقي. وتشير الصحيفة الى ان القلق الكردي يأتي من اعتماد الاقليم اعتمادا ماليا شبه كلي على بغداد طوال 70 عاما، وان كردستان ظلت محرومة شعبا وارضا من خيرات النفط طيلة تلك الفترة.

وتذكر الصحيفة ان حكومة الاقليم قامت خلال العامين الماضيين، ومع استمرار الخلاف مع بغداد، بتوقيع اكثر من 20 عقدا نفطيا مع شركات عالمية، للاستثمار في استخراج النفط من منطقة الحكم الذاتي. وتقول الصحيفة ان حجم الاحتياطيات النفطية في اقليم كردستان يقدر بنحو 45 مليار برميل.

الا ان بغداد ترى ان تلك العقود غير قانونية ومخالفة للدستور، وان اي عقد يجب ان يمر عبر قنوات الحكومة المركزية. ويرى مراسل الصحيفة ان تراجع بغداد عن موقفها امام الاصرار الكردي يعتبر نصرا يسجل لصالح حكومة اقليم كردستان. ويقول المراسل ان القادة الاكراد يستطيعون القول امام الشعب الكردي انهم كانوا ندا للحكومة في بغداد، خصوصا مع اقتراب الانتخابات البرلمانية في كردستان في يوليو/ تموز المقبل.

وفي الشأن العراقي، لكن في صحيفة التايمز هذه المرة نقرأ العنوان التالي: مهربو الخمور من العراق الى ايران يخاطرون بحياتهم او بالسجن. وتتحدث الصحيفة عن مجموعة من المهربين الذين ينقلون الكحول بانواعه، وخصوصا الويسكي، من العراق الى ايران عبر جبال كردستان الوعرة. وتقول الصحيفة ان بعض المهربين يتعرضون لنيران حرس الحدود الايرانيين وهم ينقلون مهرباتهم الى داخل ايران ليلا.

كما يصبح آخرون ضحايا لحقول الالغام المنتشرة هناك منذ الحرب العراقية الايرانية، التي انتهت منذ نحو عشرين عاما، خلال محاولاتهم ايجاد طرق ومسالك جديدة للتهريب. وتشير الصحيفة الى ان مغريات الربح الكبيرة هي التي تفتح شهية المهربين للمجازفة وارواء عطش بعض الايرانيين الى الكحول، حيث يمنع تعاطيه في ايران الاسلامية. وفي الشأن الايراني لكن على المستوى السياسي الاوسع تخرج صحيفة الاوبزيرفر بموضوع تحت عنوان: محمود احمدي نجاد يحاول اسكات خصومه مع اقتراب الانتخابات الايرانية.

وتقول الصحيفة ان الرئيس الايراني صوب نيران انتقاداته على خصومه من مرشحي التيار الاصلاحي، بالقول ان سيفنّد الانتقادات التي يوجهها هؤلاء لاسلوب حكمه. وخلال زيارة الى مدينة خرمشهر عاد احمدي نجاد، حسب الصحيفة، الى النغمة التي سيطرت على حملته لاعادة انتخابه منذ انطلاقها الاسبوع الماضي، والنغمة هي: القوة العسكرية الايرانية. لكن منتقديه يرون في المقابل انه سجل اخفاقات على المستوى الداخلي، كما ان سياسته الخارجية باتت توسم بانها عدوانية على نحو متزايد. لكن الرئيس الايراني قال انه سيرد على تلك الانتقادات خلال مناظرات تلفزيونية مقبلة.