لندن: يواجه رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون تهديدا محتملا لقيادته اليوم الاثنين بعد أن تدنت شعبية حزب العمال الحاكم الى أدنى مستوى لها منذ قرن من الزمان كما أشارت نتائج انتخابات البرلمان الاوروبي. التراجع الحاد في الاصوات التي حصل عليها حزب العمال والذي جاء بعد أداء مخيب للامال في انتخابات الحكم المحلي الاسبوع الماضي ساعد في فوز الحزب الوطني البريطاني الذي ينتمي لاقصى اليمين بمقعدين في البرلمان الاوروبي وأصبح ممثلا فيه للمرة الاولى في تاريخه.
ويقف براون يوم الاثنين أمام نواب البرلمان عن حزب العمال وبعضهم أعرب صراحة عن انتقاده لاسلوب قيادته مطالبينه بالتنحي كي يعطي لحزب العمال فرصة للمنافسة في الانتخابات البرلمانية القادمة المقررة في 2010. وقد استقال ستة وزراء بارزين في الحكومة البريطانية الاسبوع الماضي كما استقالت الوزيرة جين كينيدي يوم الاثنين قائلة انها ضاقت ذرعا quot;بالظلم والتهديد والتخويفquot; الذي قالت ان مكتب براون يمارسه.
وأشارت نتائج استطلاع رأي اجرته مؤسسة لكوم ريس الى أن 62 في المئة من الناخبين يميلون الى اجراء انتخابات بأسرع ما يمكن. ويشير الاستطلاع أيضا الى أن تغيير القيادة قد لا يؤدي الى تحسين فرصه في النجاح. وتتوقع استطلاعات الرأي فوزا كبيرا لحزب المحافظين المعارض. وقالت كينيدي لقناة سكاي التلفزيونية quot;نريد أن نعطي حزب العمال فرصة للمنافسة من أجل كسب تأييد الناس.quot;
وأضافت quot;قدر من انزعاجي يرجع الى أن غوردون لا يمكنه فعل ذلك.. هذه طريقته. وهذا شكل السياسة التي ينتهجها.. شكل السياسة الذي حاربته طوال حياتي ولا يمكنني أن أدعمه.quot;
براون الذي كان يجري تبديلا للمواقع بين بعض مسؤولي الحكومة قام بتغيير وزارته في محاولة لاستعادة السيطرة على حزبه الذي ابتلي بالانقسامات. وقد أثر عدم وضوح الرؤية السياسي الحالي على سعر الجنيه الاسترليني. ويخشى المستثمرون تأثير ذلك على السياسة الاقتصادية خلال الانكماش الاقتصادي الاكبر منذ عقود ومع لجوء الحكومة الى الاقتراض بمستويات غير مسبوقة.
وقالت هارييت هارمان نائب رئيس حزب العمال ان نتيجة الانتخابات الاوروبية quot;هزيمة سيئة جدا جداquot; للعمال ولكن براون quot;عنيدquot; وسوف يواصل القتال. وتحدى ديفيد كاميرون زعيم حزب المحافظين حزب يمين الوسط المعارض براون أن يدعو الى انتخابات مبكرة. وقال quot;ستعطي البلاد بداية جديدة حيث نحتاجها بشدة في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد من صعوبات ويعاني النظام السياسي من الفوضى والحكومة ضعيفة للغاية هذا أمر غريب.quot;
ومن شأن تنحي براون ان يعجل باجراء انتخابات عامة مبكرة والتي من المتوقع أن يفوز بها المحافظون بعد 12 عاما من الجلوس في مقاعد المعارضة. لكن عليهم أولا أن يبرزوا خططهم الخاصة للتغلب على مشكلة الاقتراض الحكومي والذي من المتوقع أن يصل هذا العام الى 175 مليار جنيه استرليني (278 مليار دولار). ومع معرفة معظم نتائج الانتخابات الاوروبية حصل حزب العمال على 15.5 بالمئة من الاصوات خلف حزب استقلال بريطانيا المعارض للاتحاد الاوروبي الذي حصل على نسبة 16.5 بالمئة والمحافظين الذين حصلوا على 27.7 بالمئة. وقد انخفضت نسبة التصويت لحزب العمال بنسبة سبعة في المئة عن انتخابات البرلمان الاوروبي لعام 2004.
وطالب تشارلز فالكونر الوزير العمالي السابق يوم الاحد بتغيير في قمة القيادة بهدف تحسين فرص حزب العمال في اي انتخابات عامة ويشاع أن البرلمانيين العماليين الرافضين لسياسات غوردون براون يحشدون الدعم من أجل الاطاحة به. ويقول منتقدون ان حزب العمال يفتقد السياسات المتماسكة وان براون ليس حاسما ويفتقر مهارات التواصل وليست لديه القدرة على نقل ثقته على مستوى الاقتصاد العالمي الى مستوى السياسة الداخلية. وقالت الصحف يوم الاثنين ان براون سوف يرجئ خصخصة البريد الملكي ويفتح تحقيقا في حرب العراق بهدف استعادة المبادرة السياسية.
التعليقات