نضال وتد من تل أبيب: خصصت الصحف الإسرائيلية صفحاتها الأولى اليوم للحريق الإيراني وحالة الغليان في الشارع الإيراني وإرتفاع الأصوات التي تطالب بإلغاء نتائج الإنتخابات بدعوة التزوير. وإعتبرت الحف الإيرانية ، أن ما تشهده العاصمة طهران من مواجهات ومظاهرات عنيفة هو بمثابة زرع بذور الثورة على النظام الإيراني. وقالت الصحف الإسرائيلية إن الغاليان في إيران وعدم استجابة المواطنين لدعوات الآيات الله بعدم التظاهر هو بداية تحرك شعبي واسع ضد الوضع الداخلي في إيران، وهو تحرك وثورة قد تكون الأولى من نوعها من اعتمادها على خدمات شبكة الانترنت والفيسبوك.

على ذلك واصلت الصحف الإسرائيلية متابعة تداعيات خطاب نتنياهو في بار إيلان. فأظهرت كل من هآرتس ويسرائيل هيوم أن خطاب نتنياهو أعاد له التأييد الشعبي، إذ قال 61% من الإسرائيليين، حسب استطلاع يسرائيل هيوم إنهم راضون عن خطاب نتنياهو، وارتفعت هذه النسبة إلى 71% حسب استطلاع هآرتس. ونقلت هآرتس عن مصادر في القدس أن الولايات المتحدة خففت من لهجتها في موضع المستوطنات، في حين ترفض أوروبا حتى بعد الخطاب رفع مستوى العلاقات والتعاون بينها وبين إسرائيل.

يديعوت أحرونوت: مليون متظاهر في شوارع طهران واتساع دائرة الاحتجاج

اختارت يديعوت أحرونوت أن تستهل تغطيتها للمظاهرات في طهران، باقتباس صرخات المتظاهرين quot;أين ذهبت أصواتناquot;، لافتة في الوقت ذاته إلى أن نفس الميدان الذي شهد تظاهرة المليون شخص بالأمس، كان قبل ثلاثين عاما نقطة الانطلاق في الثورة ضد نظام الشاه وصعود أية الله خوميني للحكم. وحذرت الصحيفة، على لسان د.سولي شاهفار، في مقالة خاصة، من الخطأ القاتل في اعتبار التظاهرات والتحرك الشعبي في إيران، بأنه جاء فقط على خلفية نتائج الانتخابات. وقالت الصحيفة إن مئات آلاف المتظاهرين جاءا للميدان الرئيسي في العاصمة الإيرانية ليعبروا عن تطلعهم للحصول على حقوقهم الأساسية مثل حرية الرأي والتعبير وحرية الحركة وحرية العبادة، ولتطلعهم لنظام حكم ديمقراطي في بلادهم.

وبحسب رئيس قسم الدراسات الإيرانية في جامعة حيفا، د. سولي شاهفار فإن الإيرانيين يعتبرون أن بلادهم موطن الحريات والديمقراطية على مر تاريخها العريق، رغم أنها بلين بين الحين والآخر بنظام دكتاتوري متسلط. وأشار هاشفار إلى أن الإيرانيين اليوم، الذين يتظاهرون في الميدان الرئيسي لطهران، هم مثقفين بدرجة أكبر من الماضي، يدركون حقوقهم ولذلك فإنهم أكثر إيمانا بعدالة مطالبهم، وبحقهم في التحرر من نير النظام المستبد، كما فعلت شعوب أخرى كثيرة.

ويلفت هاشفار إلى أن الخطوات القادمة التي سيتخذها النظام الإيراني خلال الأيام القريبة، هي التي ستحدد مدى شرعيته في نظر المواطنين، فإذا لم تغير نتائج الانتخابات، أو لم تجر انتخابات جديدة، واستمرات الإجراءات الحكومية والاعتقالات الواسعة في صفوف زعماء الإصلاحيين، وإذا استمرت المواجهات بين الشرطة وبين المتظاهرين، فسوف يفقد النظام شرعيته وتشق الطريق نحو إسقاطه.

الاستخبارات الإسرائيلية النظام الإيراني لن يسقط قريبا

أعربت مصادر رفيعة المستوى في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ، عن تقديرها بأن نظام آيات الله في طهران مستقر ولا يتوقع أن يسقط على أثر الانتخابات. مع ذلك تقدر هذه الجهات، أن الأحداث الأخيرة هي خطيرة وقد تكون لها تداعيات في المستقبل البعيد. وقال مراسل الصحيفة، رونين بيرغمن، المختص في نشاط الأجهزة السرية والاستخبارات، إنه وعلى ضوء الأحداث الأخيرة، فقد أجرت أجهزة لاستخبارات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة كدالات مستفيضة، قامت خلالها بقراءة الموقف وتقدير شتى الاحتمالات في مجال لا سهم عادة الإسرائيليين، وهو الوضع الداخلي الإيراني. وبحسب بيرغمان فإن الفرضية الأساسية تقول بأن لمنصب الرئيس في إيران وهوية الرئيس الإيراني، تأثير علني كبير، لكن هذا التأثير قليل للغاية فيما يتعلق بالملفات التي تقلق بال إسرائيل وهي الملف الذري وتأييد طهران لحزب الله وحماس.

وأشار بيرغمان إلى أنه فقط إذا استمرت التحركات في إيران لدرجة تهدد بقاء النظام فإن ذلك سيزيد من اهتام إسرائيل بالشأن الإيراني الداخلي. وترى إسرائيل أن أخطاء النظام، وفي مقدمتها محاصرة النظام لهاشم رفسنجاني وتزييف الانتخابات هي التي دفعت بالتطورات الأخيرة بسرعة كبيرة وهائلة، خاصة في ظل تقييد حرية الحركة وحرية التعبير عن الرأي وهو ما زاد من قناعة الإيرانيين بإن أحمدي النجاد عمل على تزييف الانتخابات.

يسرائيل هيوم: 61% من الإسرائيليين يؤيدون خطاب نتنياهو ومثلهم لا يؤمنون بتحقيق السلام

نشرت صحيفة يسرائيل هيوم نتائج استطلاع خاص للرأي أجرته الصحيفة لمعرفة مدى رضا وقبول الجمهور الإسرائيلي بخطاب نتنياهو أمس الأول. وقالت الصحيفة إن أغلبية مطلقة من الجمهور اليهودي في إسرائيل، نحو ثلثي اليهود في إسرائيل( يشكل الفلسطينيون العرب في إسرائيل أكثر من 20 % من السكان، ن.و) يؤيدون الموقف الذي عرضه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والقائل بأن إسرائيل ستقبل بدولة فلسطينية بشرط أن تكون منزوعة السلاح، وأن تعترف بإسرائيل دولة يهودية.

ومع ذلك قالت الصحيفة إن نسبة موازية أيضا شككت بفرص التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين. فقد قال 63% من الجمهور اليهودي إنهم لا يعتقدون بإمكانية التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين مقابل 20% فقط يؤمنون بذلك. ووفقا للاستطلاع فإن نسبة ضئيلة فقط من الإسرائيليين يؤيدون المطلب الأميركي بتجميد البناء في المستوطنات كليا، وبضمن ذلك البناء لأغراض الزيادة الطبيعية. وقال 30% من اليهود إنهم يؤيدون تجميد المستوطنات. وقال 20% منهم إن تأييدهم لنتنياهو زاد بعد سماع خطابه في بار إيلان مقابل 10% فقط منهم قالوا إن تأييدهم لنتنياهو قد قل بسبب الخطاب.

هآرتس: الإدارة الأميركية لن تطلب تجميد المستوطنات كليا

نقلت صحيفة هآرتس عن مصدر سياسي في القدس قوله إن الإدارة الأميركية على استعدادا لإبداء مرونة في موقفها من مسألة البناء في المستوطنات، إذ لن يطلب الأميركيون تجميدا كاملا ومطلقا، وسيكتفون بوقف جزئي وبتخفيف وتيرة هذا البناء. وقالت الصحيفة إن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن الأميركيين سيوافقون على مواصلة بناء مشاريع بدأ العمل بها، وأن نتنياهو سيلتقي الخميس القادم مع المبعوث الأميركي جورج ميتشيل في باريس من أجل الاتفاق نهائيا على تفاصيل هذا الأمر. وكشفت الصحيفة أن إسرائيل والولايات المتحدة تعملان، حاليا، على بلورة معادلة تسوية تحدد بشكل دقيق ما يجوز بنائه وما لا يجوز، مع الإشارة إلى أن الأميركيين لن يتراجعوا عن مطلبهم بوقف البناء في المستوطنات ما عدا مواصلة إتمام المشاريع التي بدأ العمل فيها. ولفتت الصحيفة إلى أن المباحثات بين الطرفين تدور حول تحديد نقطة اللا عودة في مشاريع البناء الجارية.

ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن الأميركيين أدركوا أنه حتى في حال وافق نتنياهو على تجميد الاستيطان، فإن الحكومة الحالية لا تملك صلاحية قانونية لتطبيق ذلك، لأن الحديث يدور عن مشاريع بناء لصالح شركات خاصة، وأنه في حال قررت الحكومة تجميد البناء فإن هذه الشركات ومتعهديها سيتوجهون لمحكمة العدل العليا ويحتمل جدا أن تقف المحكمة إلى جانبهم. وقالت الصحيفة إن مصدرا رفيع المستوى، في البيت الأبيض، لم ينف إحراز تقدم إيجابي في الاتصالات الإسرائيلية الأميركية بهذا الخصوص وقال للصحيفة :quot; لقد نجحنا بتقليص الفجواتquot;.