نبيل شرف الدين من القاهرة: قال الناطق باسم الأمانة العامة للجامعة العربية، إن أمينها العام عمرو موسى بحث خلال لقائه يوم السبت مع محمد عثمان الميرغني، رئيس التجمع الوطني الديمقراطي في السودان، آخر تطورات الأوضاع على الساحة السودانية، قال المستشار زيد الصبان مسؤول ملف أفريقيا بمكتب الأمين العام للجامعة العربية quot;إن اللقاء يأتي في سياق ترسيخ الوفاق الوطني في مختلف ربوع السودانquot;، مشيراً إلى أن الحديث تطرق لعدد من الملفات، وفي صدارتها اتفاق القاهرة الذي وقع بين الحزب الاتحادي الديمقراطي السوداني والحكومة السودانية منذ سنواتquot;.

وأضاف الصبان قائلاً quot;إن الحديث عن اتفاق القاهرة جاء في موعده المناسب، لأن الحزب الاتحادي الديمقراطي يرى أنه قد آن الأوان لنبذ الخلافات والنظر إلى مستقبل السودان خاصة مع اقتراب استحقاقات اتفاق السلام الشامل بحلول العام 2011 واستمرار الأزمة في إقليم دارفور، وإن كانت قد تحسنت، لكن الأمر مازال يحتاج إلى ترتيب البيت من الداخلquot;، على حد قوله.

وأشار مسؤول الملف الأفريقي بالجامعة العربية إلى أن الميرغني أكد خلال اللقاء أنه يوالي الاتصالات مع الحكومة السودانية في هذا المضمار، كما يجري اتصالات مع الأحزاب الأخرى من أجل تحقيق هذا الهدف، كما أطلعنا على هذه الاتصالات والجهود التي يقوم بها مع مختلف الأطراف في السودان.

الانتخابات السودانية
وفي ختام اللقاء سئل الميرغني عن مفاوضات الدوحة بين حركة العدل والمساواة وحكومة الخرطوم، ومدى تأثيرها على المصالحة الشاملة في السودان، قال الميرغني quot;لقد تقدمت بمذكرة في هذا الخصوص لأمين عام الجامعة العربية حول الوفاق الوطني الشامل لكافة الأطراف في السودان، وليس فقط من منظور المؤتمر الوطني وفصائل من دارفورquot;، مؤكدا أن السودان بحاجة إلي وفاق وطني شامل، وأعرب عن أمله من بأن تقوم القاهرة والجامعة العربية بواجبهما تجاه هذا الأمر لتعزيز وحدة السودان، وسعياً إلى التوصل إلى اتفاق شامل خاصة وأن السودان مقبل على إجراء انتخابات عامة.

وتابع الميرغني قائلاً للصحافيين عقب اجتماعه بموسى: quot;إن اللقاء تطرق إلى الأوضاع الأفريقية عموماً، والسودانية على نحو خاص في إطار العمل على إنجاح المساعي للاستقرار وتعزيز وحدة السودانquot;، معربا عن أمله في أن تقوم الجامعة العربية بدورها كاملاً في هذا الإطار.

ومضى الميرغني قائلاً إنه تحدث مع موسى حول اتفاق القاهرة الذي وقع في عام 2005 في حضور الرئيسين المصري حسني مبارك، والسوداني عمر البشير، وأضاف quot;تقدمنا بمذكرات في الخرطوم للحكومة السودانية ولمن وقع معنا الاتفاق ولنائب الرئيس علي عثمان طه، بصفتي رئيساً للتجمع الوطني الديمقراطيquot;، موضحاً أن هذه المذكرة تضمنت رؤى لمعالجة أوجه القصور في عدم تنفيذ اتفاق القاهرة، إذ كان هناك بطء في التنفيذ، كما أشار إلى أنه تذكر الاتفاقيات الأخرى في نيفاشا وأبوجا وغيرها ولا يتم الحديث فيه عن اتفاق القاهرة وكأنه لم يكن.

وأضاف الميرغني قائلاً في تصريحاته الصحافية: quot;إننا نسعى لتفعيل اتفاق القاهرة، وهو اتفاق شامل وإذا وضع موضع التنفيذ سوف يكون فيه الحل لكثير من المشاكل التي يعاني منها السودانquot;. ورداً على سؤال حول إمكانية قيام التجمع بتحالفات مع الأحزاب الأخرى في السودان، قال الميرغني quot;إن التجمع الوطني دائما يحصل على أعلى الأصوات في أي انتخابات تجرى، حيث يبلغ متوسط ما يحصل عليه من أصوات نحو خمسة ملايين صوت، ثم تأتي بعده الأحزاب الأخرىquot;، على حد تعبيره.