نيويورك: أجمع خبراء روس وأميركيون، شاركوا في نقاش في اجتماع quot;طاولة مستديرةquot; نظمته في نيويورك ممثلية معهد الديمقراطية والتعاون الروسي عشية لقاء الرئيسين الروسي دميتري ميدفيديف والأميركي باراك أوباما في موسكو في مطلع يوليو القادم، على الرأي بأنه يتعين على حكومتي روسيا والولايات المتحدة إرساء الأساس لرؤية إستراتيجية واضحة لبرنامج تطوير العلاقات الثنائية، وليس مجرد حل قضايا آنية متفرقة.

وقال النائب الأول لرئيس لجنة شؤون رابطة الدول المستقلة في مجلس الدوما الروسي قسطنطين زاتولين في ختام الاجتماع إن فكرة الرئيس الروسي حول إعداد نظام جديد للأمن الأوروبي الشامل، كانت النقطة التي انطلق منها النقاش.

وأكد زاتولين أنه quot;ليس من العدل، عندما لا تتواجد روسيا في كافة المحافل الهامة لدرجة ما في نظام الأمن الأوروبي. فهذا يخلق على الفور خلافات ومواجهةquot;.

واتفق زاتولين مع رأي أحد الباحثين السياسيين الأميركيين، الذي وصف توسيع الناتو بأنه quot;خطأ أكبر من غزو العراق، بعواقبه الاستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة، إذ حول روسيا إلى خصمquot;.

وبهذا الصدد توقف البرلماني الروسي عند موضوع رابطة الدول المستقلة في جدول الأعمال الروسي الأميركي. وقال إنه quot;من المهم معرفة ما يمكننا الاتفاق بشأنه مع الشركاء الأميركيين، ومدى ذلك عندما تتعلق القضية بمشاكلنا مع الجيران في رابطة الدول المستقلةquot;.

وذكر كمثال إيجابي لهذا التعاون، رد الفعل على أعمال الشغب التي نشبت إثر إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية في مولدافيا مؤخرا: quot;جرت إدانة أعمال الشغب في وقت واحد وبصيغة متشابهة في روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. فتوقفت تلك الأعمال في اليوم التاليquot;.

وطرح منظم النقاش، رئيس ممثلية معهد الديمقراطية والتعاون في الولايات المتحدة اندرانيك ميغرانيان quot;فكرة فرض موراتوريوم على توسيع الناتو لفترة 20 ـ 25 سنةquot;، على افتراض أنه لو تقدم أوباما بمثل هذه المبادرة في قمة موسكو المرتقبة في 6 ـ 8 يوليو، لشكلت quot;انطلاقة كبرىquot;. فبوسع هذا تغيير الوضع الدولي في الفضاء السوفيتي سابقا، وإزالة مشكلة العلاقات الروسية الأوكرانية، والمساعدة على انفراج الجو في جورجيا.

وأعلن الباحث السياسي بروفسور جامعة كولومبيا، الخبير في قضايا جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق روبرت ليغفولد أن quot;إدارة اوباما متمسكة بكل جلاء بفكرة تحسين العلاقات مع روسيا جذريا، لا هامشيا ولا بأدنى مستوى، وإنما على نطاق واسعquot;، ومن أجل أن تحدث مثل هذه التغيرات الملموسة، يتعين على قادة روسيا والولايات المتحدة، حسب رأي الباحث السياسي، quot;البدء بتغيير الرؤية الإستراتيجية لما يودون تغييره في علاقاتناquot;. وقال ليغفولد إنه quot;إذا مجرد ركزنا سوية بدل هذا، على بعض القضايا التي تنشأ نتيجة مختلف الأحداث، أو نقتصر على الاهتمام بقضايا خاصة جدا، مثل إعداد اتفاقية جديدة حول تقليص الأسلحة الإستراتيجية لدى الجانبين، أو خوض العمليات في أفغانستان، بدون رؤية واسعة أو استيعاب آفاق الحوار، فستنشأ على الدوام مشاكل مفاجئة، تحرف العلاقات الأميركية الروسية عن المجرى الطبيعيquot;.

وصرح رئيس تحرير مجلة quot;الطبقة السياسيةquot; الروسية فيتالي تريتياكوف بدوره بأن النقاش لم يتمخض عن أي انطلاقة جديدة، موضحا أنه quot;تحدث لدينا في روسيا أصداء لمشاكل البشرية العامة، بينما لدى الأميركان ـ تقتصر على مشاكلهمquot;.