الإسلاميون يسقطون في quot;العواصمquot; ومحامية تقود أشهر المدن السياحية
عمادة المدن في المغرب.. خارطات ترسم وتحالفات تهدم

أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: اشتدت المنافسة الدائرة حول رئاسة المجالس البلدية وعمادة المدن في المغرب، حيث وصلت إلى قلب خارطة التحالفات أكثر من مرة في أسبوع واحد، قبل تزكية بعض الأسماء، التي حققت الأحزاب المنتمية إليها أكبر عدد من المقاعد في انتخابات 12 حزيران ( يونيو ) الجاري. واحتدم الصراع بين الإسلاميين وباقي المكونات الأخرى لعمادة المدن الكبرى، غير أن الكفة مالت في الأخير إلى الاشتراكيين أو اليمينيين أو المنتمين إلى الأصالة والمعاصرة، الحزب الجديد الذي اكتسح الاستحقاقات الماضية بعد تحقيقه المركز الأول.

ففي عاصمة النخيل مراكش، التي تعد أشهر المدن السياحية في المغرب، انتخبت فاطمة الزهراء المنصوري، عن حزب الأصالة والمعاصرة، صباح اليوم الاثنين، رئيسة للمجلس، لتكون أول ثاني امرأة تخوض هذه التجربة، أسماء الشعبي رئيس المجلس البلدي للصويرة. وانتخبت المنصوري بأغلبية 54 صوتا، مقابل 36 صوتا لفائدة الرئيس السابق عمر الجزولي، عن الاتحاد الدستوري. واعتبرت فاطمة الزهراء المنصوري، في تصريح للصحافة، انتخابها رئيسة للمجلس بأنه quot;مسؤولية كبرى تعتز بتحملها وتأمل أن تكون عند حسن ظن ساكنة مراكشquot;.

وردا على سؤال حول مدى استعدادها لمواجهة التحديات الكبرى المطروحة على مستوى المدينة الحمراء، وعدت بأنها quot;ستعمل على فتح الملفات الكبرى ومعالجتها وفق ما تتطلبه من دراسات وأفكار جديدة ومنظور جديد يستجيب لتطلعات الساكنةquot;. وأضافت أنها quot;لاتدعي حمل عصا سحرية لايجاد الحلول لمختلف القضايا، لكنها لن تدخر أي جهد من أجل فتح باب الحوار والتشاور وطرح البدائل المعقولة والممكنة، في إطار الإمكانيات المتاحة، والتي تهم مختلف القضايا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئيةquot;.

وفاطمة الزهراء المنصوري من مواليد مدينة مراكش، وهي محامية متخصصة في القضايا التجارية وخبيرة في مجال الشؤون العقارية التي كانت موضوع تكوينها في فرنسا. وبعد أن كان لحسن الداودي، القيادي في العدالة والتنمية (ذو المرجعية الإسلامية)، أبرز المرشحين لمنصب عمدة العاصمة الرباط، سحب الحزب فجأة، مساء أمس الأحد، ترشيح ممثله لرئاسة مجلس المدينة لفائدة مرشح حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (أكبر مكونات اليسار) فتح الله ولعلو، وزير المالية السابق.

وقال عبد الإله بنكيران، الأمين العام للحزب، في لقاء مع الصحافة في الرباط، إن الحزب قرر سحب ترشيح لحسن الداودي لفائدة فتح الله ولعلو، فيما ما زال العمدة السابق عمر البحراوي، عن الحركة الشعبية، يقوي جبهة تحالفه للظفر بهذا المقعد، ما ينبئ بمواجهة ساخنة، ستطفو إلى السطح، غدا الثلاثاء. ويؤمن البحراوي بقدرته على الظفر بهذا المنصب مجددا، على اعتبار تحالفه مع حزب الأصالة والمعاصرة.

المرشحة فاطمة الزهراء المنصوري
أما في الدار البيضاء، فخلطت الأوراق أكثر من مرة، قبل أن يجتمع الفائزون، اليوم الاثنين، للتصويت على عمدة المدينة، الذي يتوقع بنسبة كبيرة جدا أن يكون محمد ساجد، عن الاتحاد الدستوري، الذي كان أعلن تحالفه مع العدالة والتنمية، قبل أن ينقلب عليهم ويتحالف مع المكونات الأخرى، منها الأصالة والمعاصرة والاستقلال والحركة الشعبية.

وفي عروس الشمال (طنجة) ينتظر أن يعلن سمير عبد المولى، عن الأصالة والمعاصرة، عمدة لهذه المدينة، التي كان يعتقد أن تظفر بها العدالة والتنمية، إذ كانت تحالفاتها الأقوى، غير أن مسار المشاورات مال إلى كفة عبد المولى.

وفيما يعتقد أن يظفر الإسلاميون بعمادة مدينة سلا، يسير الاستقلال حميد شباط، عن حزب الاستقلال، بخطى ثابتة ومريحة للعودة إلى كرسيي عمادة العاصمة العلمية فاس، بعد أن حقق أغلبية مريحة من المقاعد في الانتخابات. وقال محمد ضريف، الأستاذ الباحث في العلوم السياسية، إن quot;التحالفات قصد تشكل المكاتب الجماعية محكومة بمنطق عدد المقاعد المحصل عليها، بمعنى أن كل حزب يحصل على عدد مهم من المقاعد، يسعى إلى ترؤس المجلس البلدي، بناء على استقطاب أكبر عدد من المستشارين، إذن لا علاقة لهذه التحالفات بمواقف سياسية مسبقةquot;.

وأكد ضريف، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، أن quot;المعيار الأساسي هو عدد المقاعد، إلى جانب مسألة موقف بعض الأحزاب من أشخاص كانوا يتحملون تدبير الشأن المحلي، إذ يعملون جاهدين على توسيع دائرة التحالفات واستقطاب مستشارين من مختلف الألوان السياسية للإطاحة به، والوقوف في وجه عودته إلى هذا الكرسي. وبالتالي فإن التحالفات تبنى على هذا الأساس، وقد يقع العكس، إذ يجري الإجماع على إعادة انتخاب الرئيس السابق، وهو ما ينتظر أن يحدث في مدينة الدار البيضاءquot;. وأضاف الأستاذ الباحث في العلوم السياسية quot;لا يمكن أن نبحث عن منطق سياسي يحكم هذه التحالفات، إذ إنها تبنى على خصوصيات كل بلدية أو مدينة على حداquot;.