أوباما: إعتقال أفراد من طاقم السفارة البريطانية أمر غير مقبول
إشتباكات بين quot;الباسيجquot; ومتظاهرين إيرانيين في وسط طهران

عواصم، وكالات: تجددت الاضطرابات في العاصمة الإيرانية طهران أمس الخميس أثناء محاولة مئات من الإيرانيين إحياء الذكرى العاشرة لمظاهرات الطلاب عام 1999، حيث تصدت لهم quot; الباسيح quot; الموالية لحكومة الرئيس quot; المُعاد انتخابه quot; محمود أحمدي نجاد. وأفاد أحد شهود العيان بأن ما بين 2000 و3000 متظاهر احتشدوا في شوارع العاصمة الإيرانية، وكانوا في طريقهم إلى ميدان quot; الثورة quot;، إلا أن عناصر من quot; الباسيج quot; قاموا بتفريق المتظاهرين بالقوة، ومنعوهم من إلى الوصول إلى موقع المظاهرات الطلابية قرب جامعة طهران.

وقد تعرض عشرات من المتظاهرين إلى الضرب من جانب العناصر المسلحة، حسبما أفاد أحد الصحافيين في الموقع، مشيرًا إلى أنه شاهد أفرادًا من quot; الباسيج quot; يحاولون الزج بأحد المتظاهرين، الذي كان وجهه ملطخًا بالدماء، إلى إحدى سيارات الإسعاف، إلا أنه رفض ذلك. ودعا عدد من النشطاء المناهضين للرئيس نجاد، إلى تنظيم مسيرة احتجاجية بمناسبة الذكرى العاشرة للمظاهرات الطلابية، إلا أن قائد قوات الأمن الإيرانية هدد بأنه سيتم التصدي للمظاهرة، وقال إنه لم يتم منح إذن بتنظيم أي مسيرات احتجاجية الخميس.

وفي التاسع من يوليو/ تموز 1999، نظم حوالى 200 طالب مظاهرة في جامعة طهران، احتجاجاً على إغلاق صحيفة quot;سلامquot;، الموالية للرئيس الإصلاحي آنذاك، محمد خاتمي، إلا أن موالون للنظام، اقتحموا الحرم الجامعي وهم يرتدون ملابس مدنية، وقاموا بمهاجمة هؤلاء الطلاب.

وقد أعقبت الانتخابات الرئاسية، التي قال عنها منافسو نجاد إنها مزورة، موجة من الاحتجاجات الشعبية التي أسفرت عن مقتل 20 شخصًا على الأقل، واعتقال أكثر من 1100 شخص، وفقًا لوسائل الإعلام الحكومية الإيرانية. وفيما وصف نجاد الانتخابات الرئاسية بأنها quot;الأكثر نزاهة وحرية في العالم، دعا ثلاثة من كبار الزعماء الإصلاحيين في إيران، إلى وضع حد لما وصفوه بـquot;المناخ الأمنيquot; السائد في البلاد، في إشارة إلى ما قالوا إنه رد حكومي بقبضة من حديد على الاحتجاجات التي تلت الانتخابات.

من جهة أخرى قال مصدران إيرانيان مطلعان لـquot;الشرق الأوسطquot; إن قادة كبارًا في الحركة الاصلاحية وجهوا أصابع الأتهام الى مجتبي خامنئي ابن المرشد الاعلى لإيران آية الله على خامنئي في ما يتعلق بالطريقة التي تمت بها إدارة أزمة الانتخابات الرئاسية في 12 يونيو الماضي، والطريقة التي تم بها قمع الظاهرات في الشارع بعد الانتخابات.

وقال مصدر إيراني في اتصال هاتفي من لندن إن رئيس مجلس الخبراء هاشمي رفسنجاني أعرب لمسؤولين كبار في المؤسسة الإيرانية الحاكمة عن غضبه من تدخلات مجتبي خامنئي وقادة عسكرين من الحرس الثوري في الانتخابات الإيرانية. فيما أشار مصدر إيراني آخر الى ان مهدي كروبي زعيم حزب quot;اعتماد مليquot; قال لخامنئي: quot;ابنكم مسؤول عن الانقلاب العسكري في إيرانquot;.

طاقم السفارة البريطانية في إيران: اوباما يعرب عن تضامنه مع براون

واعرب الرئيس الاميركي باراك اوباما لرئيس الوزراء البريطاني غوردون براون عن تضامنه مع بريطانيا امام الابقاء quot;غير المقبولquot; لموظف في السفارة البريطانية في طهران بالسجن، حسب ما اعلنت الحكومتان. وجاء في بيان مشترك نشره المتحدثان باسم اوباما وبراون ان quot;الرئيس اعرب عن تضامنه حول إيران وان الزعيمين قالا بوضوح ان اعتقال افراد من طاقم السفارة من قبل السلطات الإيرانية هو امر غير مقبولquot;.

واجرى الزعيمان محادثات على هامش قمة مجموعة الثماني في لاكويلا بوسط ايطاليا. واضاف البيان انهما quot;اتفقا على اهمية اتخاذ اجراءاتquot; خلال هذه القمة ضد ارتفاع حرارة الارض وتحقيق الاصلاحات الاقتصادي والمالية التي تقررت في نيسان/ابريل في قمة مجموعة العشرين في لندن، بشكل سريع. واشار البيان الى انهما تواعدا على البقاء على اتصال وثيق من اجل قمة العشرين المقبلة في بيتسبورغ (الولايات المتحدة) في ايلول/سبتمبر. وكانت السلطات الإيرانية اعتقلت عددا من موظفي السفارة البريطانية في طهران في خضم المظاهرات التي اعقبت الانتخابات الرئاسية في 12 حزيران/يونيو الماضي. ولا يزال احد هؤلاء معتقلاً.

اوتاوا تستدعي القائم بالاعمال الإيراني على خلفية اعتقال صحافي في إيران

إلى ذلك أعلن وزير الخارجية الكندي لورانس كنون ان كندا استدعت القائم بالاعمال الإيراني في اوتاوا لمطالبته باطلاق سراح الصحافي الإيراني-الكندي نزيار بحري المعتقل في إيران وتقديم ايضاحات حول مصيره كما نصحت رعاياها بعدم القيام quot;بالرحالات غير الضروريةquot; الى إيران. وقال الوزير في بيان quot;لقد استدعيت هذا الاسبوع القائم بالاعمال (الإيراني) في اوتاوا وطلبت منه حث السلطات الإيرانية على اطلاق سراح بحري وكررت الطلب الكندي لحصوله على زيارة قنصليةquot; وان تحترم حقوقه.

واضاف ان كندا طلبت quot;ايضاحات حول المزاعم ضدquot; بحري موضحًا ان اوتاوا ستواصل ممارسة ضغط على إيران في هذه القضية. واوضح ان quot;بحري هو صحافي محترف وله خبرة وكان يقوم بعملهquot;. ومن جهة اخرى، عدلت الوزارة نصائحها للمسافرين وطلبت منهم quot;تحاشي اية رحلة غير ضروريةquot; الى إيران، حسب ما جاء في الموقع الالكتروني للوزارة.

واوضح الوزير كنون ان quot;كندا قلقة جدا من الابقاء على الصحافي الكندي نزيار بحري معتقلا واصرار النظام الإيراني على ضرب بعض حقوق الفرد الاساسية بما في ذلك حرية التعبير التي تواصل التعرض لها بشكل متعمدquot;. واشار الى ان اوتاوا quot;جددات خطواتها لدى السلطات الإيرانية وستواصل حث إيران على اتخاذ الاجراءات الضرورية من اجل تسوية الوضعquot;. يشار الى ان العلاقات ليست جيدة بين كندا وإيران ولا يوجد سفراء حاليًا في البلدين. يشار الى ان نزيار بحري الذي يعمل لحساب مجلة نيوزويك معتقل في طهران منذ 21 حزيران/يونيو quot;ولم يسمح له بتوكيل محامquot;، حسب المجلة.

وفي الاول من تموز/يوليو، طالبت نيوزويك باطلاق سراح الصحافي بحري ونفت الاتهامات التي وجهتها وسيلة اعلامية إيرانية بان بحري المقيم في إيران منذ عشر سنوات quot;شارك في حملة نظمتها وسائل الاعلام الغربية لاعتماد تغطية غير مسؤولة للاحداث في إيرانquot;. واشارت وزارة الخارجية الكندية على موقعها الالكتروني الى ان quot;الحكومة الإيرانية لا تعترف بالمواطنية الكندية للاشخاص الذي يحملون ايضًا الجنسية الإيرانيةquot; الامر الذي يحد من هامش المناورة لدبلوماسييها من اجل تقديم مساعدة قنصلية.