تالين: أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ياب دي هوب شيفر أن حلف الناتو وروسيا لا يستطيعان الاستغناء أحدهما عن الآخر على الرغم من وجود خلافات مبدئية في مواقف الجانبين. وقال شيفر في حديث لصحيفة quot;Postimeesquot; الاستونية، إن العلاقات بين الناتو وروسيا بدأت تتحسن من جديد بعد الخلافات التي نشأت بينهما بسبب أحداث أغسطس 2008 في جنوب القوقاز واعتراف موسكو باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية.

وأضاف أن الجانبين قررا في اجتماع مجلس quot;روسيا- الناتوquot; الوزاري الذي عقد في جزيرة كورفو اليونانية في 27 يونيو الماضي استئناف العلاقات بينهما. وأشار الى وجود قائمة طويلة من القضايا التي يستطيع الطرفان التعاون فيها بما في ذلك مشكلة أفغانستان وتقليص الأسلحة النووية ومكافحة المخدرات.

وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي الذي سيترك منصبه للدانماركي اندرس فوغ راسموسن في الأول من أغسطس القادم، أن الحلف سيواصل مناقشة المسائل المرتبطة بجورجيا مع روسيا، مشيرا الى اختلاف مواقف الجانبين إزاء تلك المسائل.

ويذكر أن هناك العديد من المسائل التي تختلف فيها مواقف حلف الناتو وروسيا بالإضافة الى تقييميهما المختلفين لأحداث أغسطس 2008 عندما شنت جورجيا هجوما على أوسيتيا الجنوبية. فقد اعترفت روسيا باستقلال أوسيتيا الجنوبية (وكذلك أبخازيا) في السادس والعشرين من شهر أغسطس 2008 بعد أن ردت القوات الجورجية التي شنت هجوما على هذه الجمهورية في الثامن من نفس الشهر. ويرى الحلف أن روسيا أفرطت في استخدام القوة ضد جورجيا في حين تؤكد روسيا أنها اضطرت لإرغام جورجيا على السلام لضمان سلامة أفراد قوة حفظ السلام في أوسيتيا الجنوبية وسكان هذه الجمهورية التي يحمل أغلبهم الجنسية الروسية.

وتعارض روسيا توسع الناتو شرقا وتعتبر اقتراب الآلة العسكرية للحلف من حدودها تهديدا مباشرا لأمنها الوطني. ويؤكد المسؤولون الروس أن هذا التوسع لا يعزز الشفافية والثقة في التعاون بين روسيا الحلف، ولا يساعد على التحول إلى نوعية جديدة في العلاقات. كما أن موسكو أعلنت مرارا أنها غير مقتنعة بالمبررات التي يقدمها حلف الناتو لتوسعه. وترفض روسيا أيضا الأفكار التي تدعو لمنح حلف شمال الأطلسي إمكانية استخدام القوة بدون تخويل من مجلس الأمن الدولي.