إعداد عبدالاله مجيد: تنقل صحيفة quot;لوس انجيليس تايمزquot; عن محلل مختص بالشؤون الإيرانية قوله أن معارضة آية الله خامنئي لم تعد من المحرمات منذ وقف بصراحة إلى جانب الرئيس احمدي نجاد فيما كانت نتائج الانتخابات لم تزل موضع خلاف. وفي هذا الشأن كتب مراسل الصحيفة بورزو دارغاي تعليقا جاء فيه:

على امتداد عقدين كان يعتبر فوق صغائر السياسة ، شيخا متعقلا يتأمل في قضايا الفقه والعقيدة الاسلامية في الوقت الذي يرشد بلده الى المستقبل. ولكن آية الله علي خامنئي الذي يجعله منصب المرشد الأعلى صاحب السلطة النهائية في ايران ، لوث يده. وان قراره المجاهرة بتأييد رئيس البلاد المختلف عليه أحدث تغييرا دراماتيكيا في صورته بين شعبه واطلق سلسلة من الاحداث التي يمكن ان تغير الجمهورية الاسلامية من الأساس.
وقال محلل تحدث بشرط عدم الكشف عن اسمه quot;ان احترام الرأي العام له تضرر بدرجة كبيرة وان معارضته لم تعد من المحرماتquot;. بل اصبح خامنئي الجليل هدفا للنكات والنقد. وفي 20 حزيران/يونيو الماضي ، بعد يوم على خطبة الجمعة النارية التي أكد فيها خامنئي فوز احمدي نجاد رُفع خلال الاضطرابات التي انطلقت عقب ذلك شعار يقول ان الرئيس quot;يرتكب جرائم والمرشد يؤيدهquot;. وفي تظاهرات 9 تموز/يوليو سخر المحتجون من مجتبى نجل آية الله الذي يعتقد كثيرون انه يأمل بوراثة والده.

ان خامنئي في سعيه الى ملء عباءة مؤسس الجمهورية الاسلامية الراحل آية الله روح الله الخميني لم يُعتبر ذات يوم على المستوى نفسه من المؤهلات الفقهية أو المهارات الخطابية. وخلال العقدين الماضيين وظف في بناء شعبيته بين القيادات القومية للحرس الثوري والأجهزة الأمنية والميليشيات أكثر من اهتمامه بتنمية مرجعية دينية تعكس قيم ايران العصرية وتطلعاتها بصورة متزايدة.

ولكن قراره الرهان على القوة العارية بدلا من هيبة العمامة كشف عن وجود مأزق. فان حقه في الحكم يقوم على مفهوم الخميني في ولاية الفقيه الذي ينصِّبه مرشدا روحيا يحوم فوق المؤسسة السياسة من علٍ. والآن فقد خامنئي بنظر الكثيرين هالة المعصومية التي كان يتمتع بها وأصبح مجرد طرف آخر في صراع داخلي أو quot;خامنئي ـ جادquot; كما قال معلق في طهران متندرا بالجمع بين اسمه واسم تابعه المثير للجدل.

قلة يعتقدون ان الجمهورية الاسلامية تقف على حافة الانهيار أو الثورة. فالجيش والعديد من رجال الدين الكبار وقطاعات من السكان ما زالوا يؤيدون سلطة المرشد المطلقة. ولكن التطورات الأخيرة قد تجعل من الصعب على احمدي نجاد ان يمارس الحكم واقل من ذلك ان ينفذ الأجندة المتعنتة التي يشترك بها مع خامنئي في تشديد القيود الاجتماعية ومواجهة الغرب.

لم تعد المخاطر التي تهدد موقع خامنئي تقتصر على الاصلاحيين وحدهم. فحتى البعض من انصار احمدي نجاد قالوا انهم مستاءون من قرار خامنئي القيام بمثل هذا الدور الكبير في مباركة نتائج الانتخابات المثيرة للجدل.
وقد انهارت مصداقية خامنئي وقوة الاقناع التي يتعامل بها مع المعتدلين كما انهارت قدرته على ابقاء المحتجين تحت السيطرة دون اللجوء الى الهراوات والغاز المسيل للدموع. وبعدما تبددت هالة خامنئي الذهبية فان الحرس الثوري والراديكاليين من حلفائه قد يفكرون بأنه لم يعد يؤدي الغرض ، كما قال محلل سياسي.

ان حلفاء خامنئي يبدون حائرين بين تضميد شرعيته النازفة بالاستمرار في تقديم ولاء الطاعة أو استخدام أدوات السلطة الغاشمة. ورغم الاعتقالات والضرب فان السلطات لم تتمكن حتى الآن من اخماد التحدي الصاخب لأمر خامنئي بانهاء السجالات والاحتجاجات حول الانتخابات. واللافت ان المسؤولين العسكريين وليس رجال الدين هم من انبرى للدفاع عن النظام شاجبين انصار موسوي المتشحين بالأخضر بوصفهم مخربين. وقال الجنرال يد الله جاواني احد قادة الحرس الثوري quot;ان الحركة الخضراء كانت عازمة على تشديد الضغط على المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي والمؤسسة الاسلامية. وان عين الفتنة أُصيبت لكنها لم تُفقأ وعلينا الآن ان نفقأها تماما قبل ان نقتلعهاquot;.