الخرطوم: قال أحد الطرفين في المحادثات بين شمال السودان وجنوبه ان الخصمين السابقين اللذين خاضا حربا أهلية اتفقا على اتخاذ اجراءات لمنع وقوع اشتباكات بشأن منطقة متنازع عليها غنية بالنفط لكن لا تزال الانقسامات بينهما بشأن الخلافات الاخرى قائمة بعد يومين من المحادثات.
وتصاعدت التوترات السياسية في السودان قبل أن تصدر محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي حكمها الاسبوع القادم شأن حدود منطقة ابيي بوسط السودان القريبة من حقول نفطية يزعم كل من الشمال والجنوب أحقيته بها.

وكانت حدود ابيي ضمن مجموعة من القضايا المثيرة للخلاف والتي تركت دون حل في اتفاق للسلام وقع عام 2005 أنهى اكثر من عقدين من الحرب الاهلية بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان المهيمنة على الجنوب.
ووقعت اشتباكات بين قوات الجانبين في ابيي منذ الاتفاق وحذر محللون من أن النزاعات العالقة بين الجانبين ما زال من الممكن أن تجر المنطقة مجددا الى صراع اذا تركت دون حل.

وسيكون للعودة الى اي صراع أهلي أثر مدمر على المنطقة المحيطة والسودان كله وصناعة النفط في البلاد.
واجتمع زعماء الجانبين في الخرطوم يومي الاربعاء والخميس لمحاولة تسوية خلافاتهم المتبقية في قمة توسط فيها سكوت جريشن المبعوث الامريكي للسودان.

وقال مالك عقار رئيس وفد الحركة الشعبية لتحرير السودان ان الجانبين اتفقا على مجموعة من الاجراءات لمحاولة الحفاظ على الهدوء في ابيي بعد حكم محكمة لاهاي المنتظر صدوره في 22 يوليو تموز.
وأضاف quot;متى يتخذ القرار في لاهاي سيشعر جانب بخيبة الامل. يجب أن نتجنب اي أعمال عنف.quot;

وتابع قائلا quot;الاجراءات في الحقيقة هي تفصيل لما تم الاتفاق عليه بالفعل. لم يتم احراز تقدم كبير في الاجتماعات.quot;
وقال ان الطرفين اتفقا على زيادة أعداد قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في ابيي وسيرسلان وفودا رفيعة المستوى الى البلدة في ذلك اليوم لمحاولة تهدئة التوترات.

وكرر الجانبان وعدا بقبول حكم محكمة لاهاي ايا كان. ولم يتسن الوصول الى أحد للتعقيب على الاجتماع من وفد شمال السودان الذي يرأسه المستشار الرئاسي غازي صلاح الدين.
وقال عقار ان الطرفين لم يحرزا حتى الان تقدما يذكر في حل مجموعة من الخلافات الاخرى ومنها الاعداد للانتخابات العامة وتعداد للسكان ثارت حوله خلافات ومجموعة من القوانين تعتبر محورية في اتفاق السلام.

ومن المقرر أن تستمر محادثات السلام بين الشمال والجنوب يومي الاحد والاثنين بعد أن يعود جريشن من زيارة تستمر يومين الى منطقة دارفور التي يمزقها الصراع في غرب السودان.
وقتل مليونان وفر أربعة ملايين من ديارهم بين عامي 1983 و2005 حيث خاض شمال السودان وجنوبه حربا بشأن خلافات على الايديولوجية والعرق والدين.

وينص اتفاق السلام الشامل الموقع عام 2005 على أن يقتسم شمال السودان وجنوبه عائدات النفط وتشكيل حكومة ائتلافية مع وعد بانتخابات من المقرر اجراؤها في ابريل نيسان عام 2010 واستفتاء على استقلال الجنوب في يناير كانون الثاني 2011 .