لندن: مازال الشأن الاقتصادي ومرض انفلونزا المكسيك والوضع الأفغاني على رأس اهتمامات الصحف البريطانية ونبدأ جولتنا مع الصحف الصادرة صباح الثلاثاث مع التايمز التي نشرت تقريرا موسعا لمراسلها المصاحب لقوات مشاة البحرية الأميركية في بلدة غارمسير بإقليم هلند حيث تشن القوات الأميركية عملية عسكرية موسعة ضد مقاتلي طالبان.

تقرير المراسل توم كوجلان ركز على موضوع مثير وهو الجهد الأميركي لإعداد وتدريب قوات شرطة أفغانية يمكن الوثوق بها وقادرة على تولي مهام حفظ الأمن وكسب ثقة الأهالي.
التقرير الموسع تناول جوانب المشكلة ولم يخل أيضا من رصد المواقف الطريفة في عمليات التدريب ومنها الروح الكوميدية المتبادلة احيانا بين الأفغان ومدربيهم من قوات المارينز الذين يطلقون أحيانا أسماء حركية على المتدربين مثل رجل الموز أو ماريو السوبر.

لكن من أهم النقاط التي أشار إليها التقرير هو موقف السكان المحليين الذين يصفون أحيانا عناصر الشرطة الأفغانية الوطنية بأنهمquot; لصوص في زي رسميquot; وهو ما يشير إلى تورط بعض عناصر الشرطة في أنشطة إجرامية إضافة إلى ما يعرف عنهم من نقص الكفاءة بل وانتشار الأمية.
ونقل المراسل تصريحا لرجل من البلدة يدعى غلام نظير قال فيه إن سكان البلدة يكرهون الشرطة لأنهمquot; لا يقاتلون طالبان بل يسرقون من الناس وينشرون الذعرquot; ويرى هذا الرجل أن مثل هذه التصرفات أفضل دعاية لطالبان .

ويرى المراسل أن القوات الأميركية تواجه تحديا كبيرا في تنفيذ خطتها الساعية لفرض الاستقرار من خلال قوات الأمن لأفغانية.
وقالت التايمز إن قادة الجيش الأميركي يعترفون بالنقص الشديد في أعداد قوات الشرطة والجيش الأفغاني ما يجعل معايير ضم عناصر جديدة أكثر تساهلا.

وضرب التقرير مثلا بإحدى وحدات الشرطة تضم 85 جنديا انتشروا مؤخرا في منطقة محيطة بغارمسير تبين أن 20 % منهم لديهم نوع من الإعاقة الجسدية، وبحسب أحد المدربين الأميركيين تبين أن أحد الجنود أعور ومصاب بصمم في إحدى أذنيه اما نسبة الأمية فقدرت بـ 90 %.
ورغم المشكلات في الكفاءة التي أظهرها التدريب يرى الأميركيون ان الأفغان يظهرون نوعا من التحسن نظرا لرغبتعم في التعلم بحسب ما أكد خبير اميركي سبق وشارك في تدريب قوات عراقية بالأنبار.

وأشار تقرير التايمز إلى أن بناء شرطة وطنية أفغانية يأتي في صلب استراتيجية حلف الناتو بأفغانستان، خاصة وأن الشرطة الأفغانية البالغ قوامها حاليا 82 ألف جندي سيكون لها دور كبير في تأمين الانتخابات التي تجري الشهر المقبل.

محاكم إسلامية
ونعود إلى التايمز التي نشرت تقريرا حول تزايد أعداد غير المسلمين الذين يلجأون إلى هيئات التحكيم الإسلامية في بريطانيا لتسوية نزاعاتهم خاصة التجارية وبعض الشؤون الشخصية
ونسبت الصحيفة إلى محكمة التحكيم الإسلامية قولها إن خمسة بالمئة من القضايا المنظورة أمامها تخص اشخاصا غير مسلمين والذين يفضلون هذه المحاكم لانها اقل تعقيدا ورسمية في إجراءاتها.

المتحدث باسم المحكمة فيض الاقطاب روى قصة عن بريطاني غير مسلم رفع قضية أمام محكمة الشريعة الاسلامية ضد شريكه المسلم في مشروع سيارات.
وأضاف أن الشاكي البريطاني قال إنه كان هناك اتفاق شفهي ورأت المحكمة أن عدة أمور فعلها الشريك المسلم اثبتت ان الاتفاق كان قائما وقضت بتعويض البريطاني غير المسلم مبلغا قدره48 الف جنيه استرليني.

وبحسب المتحدث فإن عدد القضايا لأشخاص غير مسلمين التي بتت فيها المحكمة هذا العام بلغ 20.
وأشارت التايمز أيضا إلى ان مناهضي هذه المحاكم الذين يتهمونها بالتحيز ضد المرأة اطلقوا تحذيرات من تزايد انشطتها معتبرين انها تطبق قوانين مخالفة للقانون البريطاني.

سكان العالم
وإلى صحيفة الجارديان التي أبرزت تقريرا حول لمكتب الاحصاء الأميركي تبرز تحولا سكانيا اقتصاديا واجتماعيا هاما.
الاحصائية تقول إنه خلال عشرسنوات سيتجاوز عدد العجائز لأول مرة عدد الأطفال في العالم.

ويتنبأ التقرير الذي أبرزته أيضا الديلي تلجراف بأنه خلال ثلاثين عاما سيزيد عدد من تتخطى اعمارهم 65 عاما من 506 مليون في 2008 إلى 1.3 مليار.

من المتوقع أيضا زيادة كبيرة في عدد سكان العالم خلال العامين الماضيين بسبب زيادة المواليد وتراجع الوفيات.
واوضحت الصحيفة ان هذه الزيادة في عدد السكان ترتبط بالتطور الهائل في مستويات الرعاية الصحية بعد الحرب العالمية الثانية وارتفاع معدلات الخصوبة.

الاحصائية رأت في ذلك تحولا نحو مجتمعات يغلب عليها الهرم وهو ما ينذر بتداعيات على الدول الغنية والفقيرة على حد سواء.
وتضيف الجارديان، أن هذا التحول يحمل تحديات تشمل كيفية توفير الرعاية للمسنين.

وأشارت الجارديان إلى تقرير للأمم المتحدة يتوقع تخطي عدد سكان العالم حاجز التسعة مليارات بحلول عام 2050.