نضال وتد من تل أبيب: أبرزت الصحف الإسرائيلية ، الجمعة على صفحاتها الأولى نبأ اعتقال مجموعة من اليهود الأميركيين في الولايات المتحدة بتهمة تبييض الأموال، وشبهات بتجارة بأعضاء بشرية، مع إيراد تفاصيل عملية الاعتقال وتفاصيل الشبهات الموجه ضدهم، لكنها أفردت مكانا بارزا إلى مسألة البناء في المستوطنات ومستقبل العلاقات مع الولايات المتحدة، من جهة، وتصريحات نتنياهو في بيت السفير المصري في تل أبيب حول المباردة العربية للسلام. ونشرت يديعوت أحرونوت ملفا مفصلا قلا تفيه إن صورة الدولة الفلسطينية المستقبلية في حال نفذت الإدارة الأميركية سياستها لقيام الدولة، ستكون طبقا للخطوط العامة لمبادرة جنيف، كاشفة النقاب عن أن ملحقا خاصا بالمبادرة، تم التوصل غليه بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية يتطرق لكافة الترتيبات بين quot;الدولتينquot; بما فيها إجراءات العبور للإسرائيليين والفلسطينية داخل أراضي الدولة الفلسطينية، ومن وإلى إسرائيل.

مبادرة جنيف تطورت إلى سيناريو مفصل للحل بموافقة الطرفين

كشفت يديعوت أحرونوت، في ملحق الجمعة، النقاب عن أن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني توصلا تقريبا إلى اتفاق شامل ومفصل حول كافة الترتيبات والإجراءات المتعلقة بالحركة والتنقل بين إسرائيل والدولة الفلسطينية المقبلة، بعد قيامها، وقالت إن المقترحات الأميركية للحل، والأحاديث الجارية عن خطة الإدارة الأميركية، تعتمد في واقع الحال على الملاحق الأمنية والتجارية والاقتصادية، التي أرفقت بمبادرة جنيف السلمية قبل ستة أعوام مع أن المبادرة أعدت من قبل جهات quot;غير رسميةquot; من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، إلا أنها تفصل كافة جوانب الاتفاق والعلاقات المستقبلية بين إسرائيل والدولة الفلسطينية منزوعة السلاح. وقالت يديعوت إن الخريطة المعدة للحل، تبين مناطق فلسطينية في الضفة ستنقل لإسرائيل، مقابل مناطق إسرائيلية، لا تشمل وادي عارة أو أي من البلدات العربية في إسرائيل،ستنقل للدولة الفلسطينية.

وبين الخريطة أن المستوطنات الأساسية والكبيرة، ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية، مع ترتتيبات للحركة في طرقات الضفة الغربية، وتخصيص محاور محددة للإسرائيليين وأخرى للفلسطينيين، دون أن يكون مجال أمام الإسرائيليين للتحرك داخل الدولة الفلسطينية، إلا إذا دخولها عبر معابر رسمية، وبجواز سفر. وقالت يديعوت أحرونوت، إن ياسر عبد ربه، المقرب من رئيس السلطة الفلسطينية، كان المحرك الرئيسي من الجانب الفلسطيني في بلورة نقاط الخطة، وأنه كان على اطلاع كامل على كل صغيرة وكبيرة فيها. وبحسب الخريطة فإن قوات دولية ستنتشر في حدود الدولة الفلسطينية، كما سيكون لإسرائيل محطات لإنذار المبكر.

وكشفت الصحيفة أن الجانب الفلسطيني، وافق بعد مناقشات طويلة على إبقاء قوات إسرائيلية، مكونة من 800 جندي، و60 مدرعة، و50 منصة لإطلاق الصواريخ، وذلك للتعامل مع سيناريوهات مفاجئة، مثل انقلاب في الردن، أو حتى انقلاب فلسطيني داخلي، كما وافق الفلسطينيون، على السماح لسلاح الجو الإسرائيلي بمواصلة التدريب فوق أجواء الدولة الفلسطينية.

الولايات المتحدة تحذر من مغبة البناء في المنطقة E1

قالت صحيفة هآرتس إن إدارة الرئيس الأميركي أوباما، وجهت تحذيرا شديدا لإسرائيل بعدم البناء في المناطق الواقعة بين مستوطنة معاليه أدوميم وبين القدس، والمعروفة باسم المنطقة E1. وجاء في رسالة التحذير إن كل تغيير للوضع القائم في المنطقة المذكور سيكون quot;هداماquot;. ولفتت الصحيفة إلى أن رئيس الحكومة ، نتنياهو، كان وعهد خلال المعركة الانتخابية بإكمال مشروع البناء في المنطقة، لخلق ترابط جغرافي بين معاليه أدوميم وبين القدس. وقال نتنياهو في معركته الانتخابية: quot;سأربط القدس بمعاليه أدوميم عبر حي مفسيرت أدوميم، أريد أن أرى خطا متواصلا من البناء اليهودي في المكانquot;.

وكان نتنياهو حذر في الماضي أن وقف بناء المشروع المذكور سيؤدي على خلق تواصل فلسطيني جغرافي حول القدس. وكانت الصحف نشرت أن نتنياهو وليبرمان توصلا عشة تشكيل الحكومة إلى تفاهم بالسماح في البناء في المنطقة المذكورة. وتعتزم إسرائيل إقامة حي فيه أكثر من 3500 شقة سكنية ، ومناطق تجارية وسياحية لخلق تواصل بلدي يهودي بين القدس ومعاليه أدوميم ولتعزيز قبضة إسرائيل على شرقي القدس. وتعارض الولايات المتحدة هذا المشروع خشية أن يؤدي ذلك إلى منع تواصل جغرافي بين أجزاء الدولة الفلسطينية المستقبلية، وتقطيع أواصل هذه الدولة، وبهذه الطريقة يتم إحباط فرص التوصل إلى تسوية وقيام دولة فلسطينية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الموقف الأميركي الأساسي يقول بأن مستقبل القدس سيحدد في المفاوضات بين الجانبين، وليس بناء على قرار إسرائيلي. وفي الوقت الذي يتوق فيه أوباما إلى استئناف المفاوضات بين الطرفين، فإن الإدارة تبحث عن صيغة ومعادلة لحل إشكالية الخلاف حول البناء في المستوطنات، ومطالبة الفلسطينيين بالعودة لطاولة المفاوضات.

وبحسب الصحيفة فإن ثلاثة مسئولين أميركيين سيصلون إلى إسرائيل: جورج ميتشيل لبحث مسالة الخلاف حول البناء في المستوطنات، مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال جيمس جونز الذي سيبحث مع نظيره الإسرائيلي عوزي عراد قضايا الملف الإيراني، ووزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس الذي سيلتقي براك لمناقشة الوضع الاستراتيجي في المنطقة مع التأكيد على التهديد الأيراني.