ميتشل خلال لقائه الرئيس المصري

نبيل شرف الدين من القاهرة: تشهد العاصمة المصرية القاهرة زيارة اثنين من كبار الدبلوماسيين الغربيين، الأول هو السيناتور جورج ميتشل المبعوث الأميركي الخاص بمنطقة الشرق الأوسط، الذي اجتمع بالرئيس المصري حسني مبارك وعدد من الوزراء ومدير الاستخبارات المصرية، وعمرو موسى أمين عام الجامعة العربية، الذي التقى بدوره مسؤولاً هو دريك بلومبلي المكلف برئاسة لجنة التقدير والتقييم لاتفاقية السلام الشامل في السودان. وخلال مؤتمر صحافي عقب لقائه بميتشل يوم الاثنين قال موسى إنه لمس تصميما من الإدارة الأميركية سواء خلال لقاء ميتشل أو اتصالات أخرى للسير قدما في الوصول لهذه النقاط التي تحرك جهود السلام وعلى رأسها وقف عملية الاستيطان.

وحول التقدم الذي تحدث عنه ميتشل.. قال موسى quot;إنه تحدث معه ببعض التفصيل حول هذا التقدم، وأن هناك فجوات قائمة يعمل على سدها ولكن ما تزال قائمةquot;، وأعرب موسى عن الارتياح للسياسة والخطوات والجهود التي تقوم بها إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما حيث تبذل جهودا في ظل الظروف الحالية، من أجل تحقيق تقدم، غير أنه استطرد قائلا quot;إننا غاضبون من المواقف والسياسات الإسرائيلية المتعنتةquot;، وأضاف أنا استمعت جيداً للعرض الذي قدمه ميتشل، والجهود التي يبذلها، ولكن إسرائيل تقوم بالعكس من خلال استمرارها في سياسة الاستيطان، ولهذا سوف يذهب مرة ثانية لإسرائيل للتحدث معهم حول عدد من الموضوعات منها الاستيطان.

وفي ما يتعلق برغبة الإدارة الأميركية في إحياء المسارين السوري واللبناني، قال quot;إن الحركة الحالية تهدف للتوصل للنزاع العربي الإسرائيلي برمته، والجولان السوري، والأراضي التي مازالت محتلة من لبنان، مثل مزارع شبعا وبعض التفصيلات الأخرى المتعلقة بالأرض اللبنانية، فإذا أردنا تسوية شاملة فلابد أن يشمل فلسطين وسورية ولبنان وهذا المسار الذي يعمل ميتشل على أساسهquot;، على حد تعبيره.

قرابين موسى
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع جورج ميتشل قال موسى quot;إن العرب لن يقوموا بأية خطوات تطبيعية تقدم quot;كقربانquot;، وأنه لا مجال لمناقشة أية خطوات في ظل استمرار إسرائيل في الاستيطان، كما جدد تمسك العرب بمبادرتهم للسلام والبيان الصادر عن اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب الشهر الماضي، الذي حدد بالضبط ما يمكن أن يقوم به العرب في حال حدوث تحرك إسرائيلي أو في حالة عدم تحرك إسرائيل واستمرارها في رفض التحرك.

وردا على سؤال حول هل طلب ميتشل خطوات تطبيعية عربية من أجل وقف الاستيطان.. قال موسى : quot;إن هذا لم يكن فحوى حديث ميتشل، ولكن تحدث عن الرغبة في خطوات شاملة تقوم بها جميع الأطراف في ضوء قيام إسرائيل بوقف الاستيطانquot;، وأوضح أن ميتشل يرى أن الطرف العربي يبدأ النظر فيما يمكن عمله في ضوء أو في حالة وقف الاستيطان.. مضيفا أن الأمر يتوقف بالأساس على التغيير الذي تقوم به إسرائيل في الأراضي المحتلة، واستعدادها لاتخاذ الإجراءات التي يتطلبها الموقف والقانون الدولي، في ما يتعلق بالأراضي المحتلة.

من جانبه، قال المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل quot;إنه من أجل إحياء مفاوضات السلام فإنه على كل الأطراف أن تتخذ خطوات لخلق تواصل إيجابي بحيث يمكن التوصل لاتفاق عبر هذه المفاوضاتquot;.
وأشار ميتشل إلى أن الجانب الأميركي عقد سلسلة اجتماعات مع المسئولين الإسرائيليين من أجل وقف النشاط الاستيطاني، وإتاحة الفرصة لحرية الحركة للفلسطينيين ولتحقيق نمو لاقتصادهم إضافة إلى عدد من القضايا الأخرى.

ومضى ميتشل قائلاً quot;إننا طلبنا من الفلسطينيين أخذ خطوات من أجل مواصلة تحقيق تقدم في مجال الأمن، والتعامل مع أية خطوات يمكن أن تجعل المفاوضات أكثر صعوبة، كما أننا طلبنا من كل الدول العربية أخذ خطوات من شأنها أن تظهر دعمهم للجهود التي تبذل لإحياء عملية السلامquot;، وأضاف قائلاً quot;إن كل الأطراف عليها مسئولياتها، سواء الدول أو الشعوب لمساعدتنا للسير في هذا الطريقquot;، واختتم ميتشل تصريحاته لافتاً إلى أنه التقى الرئيس المصري حسني مبارك، وأحمد أبوالغيط وزير الخارجية، ومدير الاستخبارات عمر سليمان، حيث ناقش الأوضاع في المنطقة، وسياسة الرئيس أوباما التي تقوم على السعي لتحقيق السلام في الشرق الأوسط سواء بين الفلسطينيين وإسرائيل، وسورية وإسرائيل، ولبنان وإسرائيل، بغية إقامة علاقات طبيعية بين إسرائيل وجيرانها.

المسألة السودانية
أما الدبلوماسي البريطاني دريك بلومبلي، الذي شغل منصب سفير بلاده في عدة عواصم عربية كبرى منها القاهرة، فقد صرح عقب اجتماعه مع موسى بأن المباحثات تناولت اتفاقية السلام الشامل وضرورة تنفيذها، وأضاف: لقد رحبنا بقبول الأطراف السودانية لقرار محكمة التحكيم في لاهاي بخصوص حدود أبيي كخطوة إيجابية مهمة، مشيرا إلى أن ردود الفعل جاءت إيجابية من قبل كل المجتمعات مما يشير إلى أنها تشكل قوة دفع جديدة لتنفيذ اتفاقية السلام الشامل في السودان، وأردف بلومبلي قائلا : إن هذه الردود الإيجابية تثير لدينا آمالا بخصوص الخطوات الأخرى اللازم اتخاذها في المستقبل القريب، خاصة وأن هناك انتخابات في السودان خلال العام المقبل، يليها إجراء استفتاء في الجنوب، وهناك خطوات كثيرة لابد أن تتخذ خلال الفترة المقبلة.

وحول تدخل مجلس الأمن الدولي فيما يخص منطقة أبيي وفصل النزاع حولها بين الأطراف السودانية، قال بلومبلي : إن عدم التوصل لاتفاق بين الأطراف السودانية عبر المفاوضات أدى بها إلى اللجوء للتحكيم الدولي بقبول الجانبين على أن يكون القرار ملزما للجميع، وبالفعل تحقق ذلك.

أما في ما يتعلق بالتقرير الذي قدمه للجامعة العربية حول السودان، قال بلومبلي رئيس لجنة التقدير والتقييم لاتفاقية السلام الشامل في السودان : إن هذا التقرير نسبي وتم تقديمه للجامعة في تموز (يوليو) عام 2008، وكان تاريخا محددا لنصف الفترة الانتقالية لتنفيذ الاتفاقية، ونقوم حاليا بمراجعة التوصيات التي تضمنها التقرير، ومدى التقدم الذي تم تحقيقه من أجل استكمال الأهداف، وأضاف: quot;سوف يكون هناك اجتماع خلال الأسبوع القادم للجنة، وستكون تلك الأهداف على أجندتهاquot;. وحول مطالب الجنوب بحصته من آبار النفط في الشمال السوداني، علق بلومبلي قائلا : إن النائب الأول لرئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت أعلن بشكل واضح عن قبول الحركة الشعبية لقرار التحكيم بكل ما يعنيه وهذا هو المهم وبالتالي فإن موضوع اقتسام الثروة خارج هذا الإطار.