ميتشل يجري محادثات في دمشق مع الأسد

دمشق: أعربت سوريا عن تمنياتها بنجاح المبعوث الأميركي الخاص بالشرق الاوسط جورج ميتشيل في مهمته الحالية مؤكدة ان المبعوث الأميركي يعرف بدقة مالذي تنتظره سوريا منه. وقالت صحيفة (الثورة) السورية ان دمشق لاتطلب من ميتشيل سحرا متسائلة هل واقع الحال على المسار السوري يتطلب استطلاعا طويلا لفهم الحالة مضيفة الا يحق لميتشل كي ينجح في مهمته التي نتمنى لها كل النجاح ان يحمل معه شيئا ما قريبا من المنطق الذي يشجع على الحوار مستفيدا من جهود من سبقوه فالزمن والمنطق والحالة الحرجة في المنطقة لاتترك فرصة لميتشل كي يكرر مهمة المبعوث الأميركي فيليب حبيب ومن تبعه.

وتابعت ان استعداد سوريا الدائم للمساعدة في تامين الحلول لكل مواقع التازم تحت راية خيار السلام الاستراتيجي ووحدة واستقلال دول المنطقة وسيادتها على قرارها دون اي التباس يعني بالضرورة ان تستعيد هي حقوقها في تحرير ارضها بما يتيح لها زج جهودها كاملة للخلاص من كل المشكلات العالقة في الشرق الاوسط. وقالت ان كانت دول العالم وقواه جدية في مسالة سلام الشرق الاوسط او متلهفة اليه فان سوريا ترى ان الخطوات التي يتم رسمها اليوم ابطا بكثير من ان تحقق نتائجها بالوقت المناسب لاقامة السلام ثم هي اقل عمقا بكثير من اعتبارات الجدية في خطط ترسم لمثل هذا المشروع الدولي الكبير اي سلام الشرق الاوسط.

وانتهت الى القول لا نشكك باي دور لاي كان لكننا نرى ان الدور السوري هو الاكثر جدية والاكثر استعدادا للمساعدة في تقديم الحلول في مختلف المواقع منطلقا من رفض الاحتلال كليا وحق المقاومة في تحرير الارض. وسيبدا المبعوث الأميركي الذي وصل الى هنا الليلة الماضية اليوم مباحثات مع الرئيس السوري بشار الاسد تتركز حول سبل تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة والاوضاع في المنطقة وخصوصا في العراق.

كما ستتركز المحادثات حول العلاقات السورية الأميركية حيث اكدت صحيفة (تشرين) الحكومية في هذا الشان ان سوريا تعمل وترغب بايصال العلاقات الى المستوى الافضل الذي يخدم مصالح الجانبين والمنطقة عموما وهذا يتطلب جدية اميركية في عملية السلام وفي اقناع اسرائيل بالانسحاب من الاراضي العربية المحتلة وعلى راسها الجولان السوري الى خطوط الرابع من يونيو لعام 1967 بغية اقامة السلام العادل الشامل في المنطقة.

وقالت تشرين من حق سوريا ان تطالب بحوار بناء مع الجانب الاميركي وان تدعو لعلاقات متوازنة متكافئة وان تؤكد للاميركيين ان الامور تستدعي المزيد من الجدية الاميركية تجاه عملية السلام المتوقفة برغبة اسرائيلية. وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون قد اكدت عشية وصول ميتشيل الى دمشق ان السياسة الاميركية باعادة التعامل مع سوريا هي سياسة مثمرة وان واشنطن تعتزم مواصلتها.

وقالت في تصريحات صحفية ان زيارة ميتشيل لدمشق تتضمن استكشاف كيفية استجابة السوريين لمسالة استئناف المفاوضات مع الاسرائيليين وتوقيت ذلك. واستبق وزير الخارجية السوري وليد المعلم زيارة ميتشيل بتاكيد ان سوريا تعمل على اعادة بناء علاقاتها الدبلوماسية مع الولايات المتحدة مضيفا ان سوريا تتطلع قدما لزيارة ميتشيل خطوة اولى للحوار بين البلدين.

وجولة ميتشيل الحالية هي الخامسة من نوعها الى المنطقة والثانية الى سوريا منذ تعيينه في منصبه في يناير الماضي وذلك في اطار الجهود التي تبذلها ادارة الرئيس باراك اوباما لاعادة اطلاق عملية السلام المتوقفة على المسارات كافة. وتاتي هذه الزيارة لدمشق بعد نحو عشرة ايام على لقاء نائب ميتشل فريدريك هوف مع وزير الخارجية وليد المعلم حيث بحثا عملية السلام في المنطقة ومتطلبات تقدمها ونجاحها.

وكان المبعوث الاميركي الخاص للسلام في الشرق الاوسط جورج ميتشيل قد زار دمشق في الثاني عشر من الشهر الماضي حيث اجرى مع الرئيس الاسد مباحثات وصفتها مصادر سورية في حينه بالايجابية جدا ولفتت الى ان ميتشيل ابدى اهتماما بالتفاصيل وبكل افاق العلاقات السورية الاميركية.