دبي: أصاب مقتل أجانب اختطفوا في شمال اليمن وهو أمر نادر الحدوث الحكومة اليمنية بصدمة خشية ظهور جديد لتنظيم القاعدة في البلد المضطرب. وفي الشهر الماضي عثر على جثث لالمانيتين وثالثة من كوريا الجنوبية كانت برفقتهما عقب اختطافهن مع ستة غربيين اخرين في محافظة صعدة الشمالية قرب السعودية في هجوم قال محللون انه يحمل سمات هجمات القاعدة. وقال كريستوفر بوسيك المحلل في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي في واشنطن quot;انه تطور مقلق للغاية. انها المرة الاولى التي يختطف فيها أجانب في اليمن ويعدمون على الفور.quot;وتابع quot;ينبيء الوضع بشكل متزايد بنوع العنف الذي تتبناه القاعدة غير ما رأيناه في أماكن اخرى (في اليمن).quot;

وأنحى اليمن باللائمة على متمردين من الشيعة يقاتلون حكومة صنعاء وهو ما نفته الجماعة ويراه المحللون مستبعدا رغم قوة الشيعة في الشمال. وكثيرا ما اختطف افراد من قبائل غاضبة بسبب تهميش الحكومة المركزية لها أجانب غالبا من السائحين ولكن من النادر أن ينتهي الامر بمقتلهم. وقال سعيد ثابت الباحث والمحلل السياسي في صنعاء quot;حادثة اختطاف الالمان في اليمن ادت الى احراجات كبيرة للحكومة اليمنية وايضا الى ارباك في عملية مكافحة الارهاب.quot; ورغم تنظيم عمليات بحث واسعة النطاق بمساعدة محققين المان وبريطانيين وعرض الحكومة مكافات لمن يقدم معلومات لا يزال الخاطفون طلقاء ولم يعرف مصير بقية الاجانب المختطفين.

وقال وزير الاعلام حسن اللوزي في مؤتمر صحفي الشهر الجاري quot;الحكومة لم تقصر والاجهزة الامنية تقوم بدورها وعلى نطاق واسع وهناك تعاون كما اشرت مع الجانبين الالماني والبريطاني.quot; واستهدف اليمن والجيش الاميركي شخصيات من القاعدة في البلد الفقير الذي ينحدر منه اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة وذلك عقب هجمات 11 سبتمبر ايلول.واطلقت طائرة بدون طيار تابعة لوكالة المخابرات المركزية الاميركية صاروخا قتل زعيما للقاعدة في اليمن في 2002. وفي يناير كانون الثاني أعلن متشددون يمنيون تبني اسم القاعدة في شبه الجزيرة العربية واختاروا سعوديين افرج عنهما من سجن جوانتانامو لقيادتهم.

واعلن متشددون ينضوون تحت لواء القاعدة مسؤوليتهم عن مقتل أربعة سائحين من كوريا الجنوبية في مارس اذار فضلا عن هجمات بقذائف مورتر على سفارات أجنبية ومجمع سكني في العام الماضي. وفي الاسبوع الماضي قلل وزير الخارجية اليمني من شأن فكرة انتقال متشددي القاعدة من العراق وافغانستان ووصفها بانها quot;مبالغ فيهاquot; ولكنه لم ينف التقارير. واتهم الوزير القاعدة بانها تحاول تأجيج التمرد الشيعي في الشمال والعنف في الجنوب حيث وقعت مصادمات بين المتعاطفين مع النزعة الانفصالية وقوات الامن من أجل زعزعة الاستقرار بصورة أكبر.

وذكر جريجوري جونسون المحلل بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى أن حادث هروب مشتبه في انتمائهم للقاعدة من سجن في عام 2006 يمثل بداية عودة نشاط القاعدة الى اليمن.وكتب الشهر الجاري quot;يضم الظهور الحالي للقاعدة في اليمن عددا أكبر من الاعضاء واعضاء اصغر سنا أكبر من اي وقت مضى.quot; وفي فبراير شباط اصدرت السلطات السعودية قائمة باسماء 83 متشددا مطلوبا من بينهم يمنيان لكن بوسيك ذكر انه يعتقد ان 26 من الاسماء التي وردت في القائمة السعودية موجودون في اليمن وان 11 منهم من معتقلي جوانتانامو الذين سلمتهم واشنطن للسعودية وعادوا للتشدد. ونشر بوسيك هذه المعلومات عقب اجتماعات مع مسؤولين سعوديين.

وتابع أن الباقين في ايران وباكستان وأفغانستان وكتب في عدد شهر مايو ايار من مجلة (سي.تي.سي سينتنيل) التي تجري ابحاثا عن التشدد quot;ثمة خوف حقيقي من أن تستغل القاعدة في شبة الجزيرة العربية التي تشكلت حديثاالظروف في اليمن للاعداد لهجمات في السعودية.quot; وقالت السعودية المجاورة وهي أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم انها تخشى ان يؤدي عدم الاستقرار في اليمن أن تصبح قاعدة انطلاق لاحياء حملة متشددي القاعدة التي شهدتها المملكة في الفترة من عام 2003 الى 2006 لزعزعة استقرار الاسرة الحاكمة في السعودية.

وحتى ان لم تكن القاعدة وراء القتل يقول محللون انه مؤشر على تنامي التطرف في اليمن. وقال حسن ابو طالب من مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية انه بالرغم من المخاوف السعودية فان التزمت الديني في المملكة لعب دورا رئيسيا في تهيئة بيئة خصبة للقاعدة في اليمن. وتابع ان اليمن كان على مدار الاعوام العشرين الماضي منصة لانطلاق عناصر القاعدة وان بعض القبائل في الوسط ترتبط بعلاقات دم وعلاقات وثيقة بعناصر القاعدة. وتابع ان القضاة اليمنيين يذهبون للسعودية حاليا للتدريب ويعودون محملين بالافكار الوهابية.

وذكر بوسيك انه رغم غياب سياسة سعودية موحدة بدعم الاصولية السنية في اليمن الجارة الجنوبية فان السعودية لعبت دورا وقال quot;استيراد التطرف السلفي وتمويل المعاهد العلمية وعودة اليمنيين من السعودية وانتقال التطرف للشباب اليمني جميعها امور مقلقة وساعدت على تغير البيئة الايديولوجية