اربيل (العراق):يجتمع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مع رئيس كردستان العراقية الاسبوع القادم في لقاء نادر بين الزعيمين اللذين تهدد المواجهة القائمة بينهما بشأن الاراضي والسلطة والنفط بتجدد اراقة الدماء في العراق.
وسيكون هذا أول اجتماع بين الزعيمين منذ اكثر من عام وخلال تلك الفترة اتهم مسعود البرزاني زعيم الاقليم الكردي الذي يتمتع بقدر كبير من الاستقلال المالكي بالتصرف كطاغية وتهميش مصالح الاقلية الكردية.

ووصفت حكومة المالكي التي يقودها العرب الشيعة الاتفاقات النفطية التي وقعها الاكراد بشكل مستقل بانها غير مشروعة وترفض الادعاءات الكردية بالسيادة على منطقة كركوك المنتجة للنفط.
وقال محمود محمد وهو مسؤول كردي كبير ومعاون للبرزاني ان اجتماعا محددا بين البرزاني والمالكي سيعقد خلال زيارة المالكي لكردستان.

ويقول مسؤولون عراقيون ان المالكي سيزور الاقليم الاسبوع القادم في اعقاب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الكردية التي أجريت يوم السبت واكدت اعادة انتخاب البرزاني واحتفاظ حلفائه بالسيطرة على البرلمان الاقليمي.
ومن المحتمل ان يجتمع المالكي ايضا مع برهم صالح وهو كردي يشغل منصب نائب رئيس وزراء العراق ويقول مسؤولون اكراد انه سيصبح رئيس الوزراء الجديد للاقليم.

واتصل المالكي يوم الاربعاء هاتفيا بالبرزاني ليهنئه وهو ما يحتمل ان يكون غصن زيتون قبل المحادثات بشأن نزاع يعتبره الجيش الامريكي quot;المحرك الاول لعدم الاستقرارquot; في العراق.
وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس أثناء وجوده في كردستان يوم الاربعاء في اطار زيارة للعراق استمرت يومين ان الوجود الامريكي في العراق يقترب من نهايته ودعا الى انهاء النزاع العربي الكردي قبل انسحاب القوات الامريكية بحلول عام 2012.

وساعدت القوات الامريكية في نزع فتيل عدة مواجهات بين جنود البشمركة الاكراد والقوات العراقية في مناطق متنازع عليها.
وقال جيتس انه اذا تجنب العراق تجدد العنف فقد تتاح فرصة quot;لتعجيل محدودquot; في انسحاب القوات الامريكية التدريجي المقرر ان يكتمل في عام 2012.

لكن سيكون من الصعب على البرزاني ان يتراجع. وقال الزعيم الكردي للصحفيين يوم الاربعاء ان النزاع بشأن كركوك التي يسكنها خليط من الاكراد والعرب والتركمان يمكن حله عن طريق التمسك بالخطة التي وردت في دستور العراق عام 2005 باجراء احصاء واستفتاء بشأن مصير المدينة.
ورفضت بغداد الخطة وتخشى الامم المتحدة ان تؤدي الى مزيد من زعزعة الاستقرار.

ويعتبر الاكراد كركوك عاصمتهم القديمة ويأملون ان تضمها الحكومة الاقليمية الكردية مع اراض اخرى متنازع عليها. ويخشى العرب والتركمان هناك من حكم الاكراد.
وقمع صدام حسين الاكراد بشدة وملأ كركوك بالعرب لتعزيز نفوذه هناك.