رام الله، غزة: إتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حركة حماس بمغازلة إسرائيل لرفع الحصار عن نفسها وليس عن الشعب الفلسطيني، مشدداً على أن انطلاق العملية السياسية ينبغي أن يستند إلى تنفيذ إسرائيل لالتزاماتها بموجب المرحلة الأولى من خطة خارطة الطريق، التي تشمل وقف الاستيطان ، والالتزام بحل قضايا الوضع النهائي وبخاصة القدس واللاجئين والحدود والمياه والأمن .

وقال عباس في خطاب أمام جلسة المجلس الوطني الاستثنائية التي عقدت اليوم الأربعاء في مقر الرئاسة برام الله، quot;قيادة حماس لا تنفك تغازل إسرائيل والقوى الدولية لفك الحصار عنها وليس عن الشعبquot;، مؤكداً أن quot;من قام باختطاف قطاع غزة عبر الانقلاب لن يستطيع أن يختطف المشروع الوطني والديمقراطية ووحدة الوطنquot;.

وحول الحوار الوطني، قال عباس quot;لم نترك وسيلة لكي يتقدم هذا الحوار ولو خطوات نحو استعادة الوحدة، وستظل الأبواب مفتوحة أمام الحوار الوطني، وأمام إعادة الوحدة دون صفقات ثنائية أو خروج عن البرنامج الوطني ومصالح شعبنا الأساسيةquot;. وقال: سوف نعمل على إجراء الانتخابات حسما لكل خلاف ومن أجل المحافظة على شرعية مؤسساتنا الوطنيةquot;.

وفي الشأن الإسرائيلي، اعتبر عباس أن أعمال التوسع الاستيطاني تستهدف أساسا تمزيق الوحدة الجغرافية للضفة الغربية ومنع قيام دولة فلسطينية متصلة وفق حدود عام 1967. وقال quot;في كل تحرك سياسي مقبل سوف ننطلق من التزامنا الراسخ بالبرنامج الوطني ومبادرة السلام الفلسطينية التي أقرها المجلس الوطني عام 1988، وإعلان الاستقلال الفلسطيني الذي أكد على حل الدولتينquot;.

وجدد رفضه القاطع لأية أفكار أو مشاريع من نوع التوطين أو الوطن البديل أو الدولة ذات الحدود المؤقتة، مؤكدا أن quot;هذه الأمور لا تخضع للجدل أو المساومة، لأن دولة الشعب الفلسطيني التي ارتضيناها رغم الإجحاف التاريخي الذي لحق بنا، سوف تقوم على أرض وطننا، ولن نرضى عن ذلك بديلاً مهما كلفنا الطريق من تضحياتquot;.

ورفض سياسة المحاور العربية وقالquot;لن نكون طرفا في أي محور أو تكتل، بل تربطنا بجميع الدول العربية الشقيقة علاقات أخوية وطيدة، وإننا مصممون على أن الحل السياسي للصراع في منطقتنا، لا بد أن يشمل جميع الأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية، حتى يتحقق السلام والأمن لجميع الشعوب ولدول المنطقة كافةquot;. وقال عباس إن الإنجاز الكبير الذي تحقق في المؤتمر السادس لحركة فتح، يجب أن يمثل حافزا لنا من أجل عقد دورة كاملة للمجلس الوطني الفلسطيني خلال الأشهر القادمة.

وأكد أن quot;منظمة التحرير بهيئاتها ومؤسساتها المختلفة ستبقى تتحمل الأعباء الكبرى في مسيرة عملنا الوطنيquot;، متعهدا بأن يبذل أقصى الجهود في سبيل النهوض بدور منظمة التحرير وتعزيز صفوفها، وإفساح المجال أمام كل فعالية وقوة وطنية لكي تلعب دورها وتساهم في أعمال المنظمة. وأضافquot; سنعمل على تطوير دور اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وانتظام عملها وتكريسها كمرجعية عليا، وخاصة فيما يتصل بالشأن السياسي والمفاوضات وسواهاquot;.

الجهاد الإسلامي تعترض على عقد جلسة الوطني قبل التوصل لاتفاق شامل

في سياق آخر أعلنت حركة الجهاد الإسلامي عدم موافقتها على جلسة المجلس الوطني الطارئة التي عقدت اليوم الأربعاء في رام الله لاختيار 6 أعضاء جدد للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. وقال القيادي في حركة الجهاد نافذ عزام، في بيان له اليوم الأربعاء إن حركته ترفض عقد جلسة المجلس الوطني في الضفة الغربية قبل التوصل إلى اتفاق وطني شامل.

وأشار إلى أن جلسة الحوار في مارس/ آذار الماضي أكدت على ضرورة إعادة ترتيب منظمة التحرير الفلسطينية، ومن ضمنها عقد انتخابات للمجلس الوطني بمشاركة كافة القوى والشرائح الفلسطينية. واعتبر الشيخ عزام أن تأجيل الحوار الوطني يعقّد الوضع الفلسطيني أكثر, وأضاف أن التأجيل جاء نتيجة وجود عقبات لا زالت عالقة في الحوار دون أن يتم الاتفاق حولها.

وقدّر الجهود المصرية في السعي للوصول لاتفاق بين الأطراف الفلسطينية، مشيراً إلى أن تأجيل جلسات الحوار يعني عدم الوصول لاتفاق في قضايا عدة، مما يضاعف من الأعباء الموجودة ويتطلب سرعة الوصول إلى حلول للمشكلة.

وكان المجلس عقد جلسة اليوم في رام الله تم خلالها اختيار كل من صائب عريقات، واحمد مجدلاني، وصالح رافت، وزياد عمرو، و احمد قريع كأعضاء جدد في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إلى جانب التأكيد على عضوية حنا عميرة في اللجنة.

وجاء اختيار هؤلاء بدلاً من ستة أعضاء توفوا في أوقات سابقة وهم: هم رئيس اللجنة ياسر عرفات والأعضاء: ياسر عمرو وسليمان النجاب وفيصل الحسيني واميل جرجوعي وأخيرا سمير غوشة. وأدت هذه الوفيات إلى فقدان اللجنة التنفيذية النصاب القانوني المطلوب لعقد اجتماعاتها.