موسكو: أعلن الرئيس البيلوروسي الكسندر لوكاشينكو في اجتماع مع الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف الذي استقبله في مقر إقامته بمنتجع سوتشي الروسي في 27 أغسطس أن بيلوروسيا تريد معاودة البت في مسألة رئاسة منظمة الأمن الجماعي (وهي المنظمة التي تضم في عضويتها عددا من الجمهوريات السوفيتية السابقة على رأسها روسيا).

وكان من المفروض أن تتسلم بيلوروسيا سدة رئاسة منظمة التعاون الأمني هذه للمرحلة القادمة في يونيو الماضي عندما احتضنت موسكو اجتماع قمة الأمن الجماعي. ولم يحضر لوكاشينكو ذلك الاجتماع الذي سبقه صدور قرار السلطات الروسية بحظر استيراد الحليب البيلوروسي.

وتعليقا على ما أعلنه الرئيس البيلوروسي قال المحلل السياسي الروسي ألكسي ماكاركين لصحيفة quot;غازيتاquot; إن عودة بيلوروسيا إلى رئاسة منظمة الأمن الجماعي تعني تسوية إحدى المشكلات بين موسكو ومينسك. وأشار المحلل إلى أن الرئيس البيلوروسي بصدد مساومة القيادة الروسية لكي تمنح موسكو أكبر قدر ممكن من المزايا التفضيلية للسلع البيلوروسية.

وعموما، اعتبر المحلل أن quot;العلاقات الروسية البيلوروسية عادت إلى طبيعتها.. ولكن هذا لا يعني أنها أصبحت صافية، فموسكو ومينسك ما زالتا تختلفان على عدد من المسائل. وبالتالي لا يمكن الجزم بأن المستقبل القريب لن يشهد نزاعا تجاريا أو سياسيا بينهماquot;. ومما لا يرضي الرئيس البيلوروسي امتناع موسكو عن تقديم قسط جديد من قرض مقداره مليار دولار أمريكي وعدت به روسيا، وعدم رغبتها بتقديم قرض آخر مقداره 100 مليار روبل.

أما بالنسبة لموسكو فإن أكثر ما لا يرضيها عدم وفاء الرئيس البيلوروسي بوعده بالاعتراف باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا. وقال سيرغي بريخودكو، مساعد الرئيس الروسي، للصحفيين بعد اجتماع الرئيس ميدفيديف مع الرئيس لوكاشينكو إن رئيسي الدولتين أكدا رغبتهما ببذل جهود إضافية لحل المشاكل المتراكمة وسوف يلتقيان ثلاث مرات على الأقل قبل نهاية العام.

وقال الخبير السياسي البيلوروسي سيرغي موسيينكو لصحيفة quot;فيدوموستيquot; إنه لم يتوقع تحقيق مصالحة سريعة بعد quot;شجار عائلي عاصفquot;. وتشير كل الدلائل إلى أن الجانبين اتفقا على أن يلتقيا أكثر، إلا أن لوكاشينكو لم يحصل على ما كان يريده بحسب رأي الخبير فلاديمير جاريخين من معهد دراسات الدول المستقلة الجديدة.