أربيل (العراق):أكدت مصادر داخل قيادة العمال الكردستاني المحظور أن زعيم الحزب عبدالله أوجلان سلم نسخة من quot;خارطة الطريقquot; للحل السلمي لقضية الأقلية الكردية في تركيا إلى سلطات سجن إيمرالي الذي يحتجز فيه، ولكن محامييه لم يحصلوا بعد على نسخة منها لحد الآن.

في غضون ذلك اعتبر قيادي في كتلة التحالف الكردستاني العراقية أن خطة أوجلان quot;أمرا مهماquot;، إلا أنه أضاف منوها quot;ولكن عليه أن يدرك بأن تركيا لن تستمع إليه ولا تلتفت لأي مبادرة منه بهذا الصدد ، ولذلك يفترض بأوجلان أن يخاطب تركيا عبر حزب المجتمع الديمقراطي الكردي بقيادة أحمد ترك، لأن أنقرة تستمع إلي الأخير وتتشاور معه لحل قضايا البلادquot;.

وقال محمود عثمان في تصريحات أدلى بها quot;إن النوايا التركية هي خطوات إيجابية، ولكن حل القضية الكردية لا يتحقق ببعض الإصلاحات الإجتماعية والإقتصادية أو الثقافية أو تغيير أسماء المدن والشوارع، فهذه الأمور غير كافية وهي أقل بكثير مما يطالب به الكردستانيquot;، على حد وصفه.

وحول مبادرة أوجلان قال عثمان quot;من المستبعد جدا أن تلتفت تركيا الى مشروعه، لأنه ببساطة محكوم عليه عندهم بتهمة الإرهاب، وتعتبر أنقرة حزبه منظمة إرهابية، ولذلك من غير المتوقع أن تستمع إليه، ومع ذلك فإن مقترحات أوجلان ستؤثر بشكل أو آخر على الجهود الرامية لحل القضية الكردية في تركياquot;. وأردف معربا عن اعتقاده أنه quot;ينبغي على الكردستاني أن يستغل فرصة وجود هذا الحزب داخل البرلمان التركي لحل القضية الكردية تدريجيا، وعلى الطرفين تركيا والكردستاني أن يوقفا حربهما الحالية، لأنه في ظل دوي المدافع تخفت أصوات السلامquot;، على حد وصفه.

ودعا القيادي الكردي حكومة إقليم كردستان شمالي العراق إلى دفع العمال الكردستاني نحو السلام والاستفادة من التطورات الراهنة، والترحيب بخطوات أنقرة الأخيرة لحل القضية الكردية في تركيا.

ويشار إلى أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان التقى مطلع الشهر الجاري زعيمِ حزب المجتمعِ الديمقراطي الكردي ترك. وأبدى كلاهما تفاؤلاً بان يشكل اجتماعهما خطوة ايجابية تجاه توجه الحكومة التركية لحل المشكلة الكردية في البلاد. ونوها بضرورة أن يتحمل الجميع مسؤولية السلام.

وتتهم السلطات التركية حزب العمال الكردستاني، الذي تضعه والولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي في قائمة التنظيمات الإرهابية، بمقتل عشرات الآلاف من مواطنيها منذ بدء الصراع المسلح جنوب شرقي البلاد في ثمانينات القرن الماضي.