كابول، واشنطن: اظهرت نتائج جزئية جديدة للانتخابات الرئاسية الافغانية اعلنتها الهيئة الانتخابية المستقلة السبت ان الرئيس المنتهية ولايته حميد كرزاي يتقدم بفارق متزايد على منافسه الرئيسي عبدالله عبدالله. ولفت المسؤول في اللجنة الانتخابية المستقلة داود نجفي الى ان هذه النتائج التي تصدر بشكل تدريجي وبطيء عن اللجنة منذ الثلاثاء ليست ذات دلالة كبيرة اذ لا تشمل سوى 35% من مكاتب التصويت. وبحسب ارقام اللجنة، فقد حصل كرزاي الذي يعتبر الاوفر حظا للفوز بالرئاسة، على 46,3% من الاصوات التي تم فرزها حتى الان مقابل 31,4% لعبدالله عبدالله وزير الخارجية السابق. وتظهر هذه النتائج تزايد الفارق بين المرشحين، بعدما كان كرزاي متقدما على منافسه بتسع نقاط بحسب النتائج السابقة. وستعلن النتائج الجزئية التالية الاثنين.

ومنذ اليوم التالي للانتخابات الرئاسية التي جرت في 20 اب/اغسطس، اعلن فريق كرزاي الفوز من الدورة الاولى، فيما اعلن عبد الله انه يتصدر النتائج، واتهم كرزاي باعمال تزوير واسعة النطاق. ولاتمام الانتخابات من الدورة الاولى، يتعين ان يحصل احد المرشحين على 50% من اصوات المقترعين على الاقل، والا فستجري دورة ثانية للانتخابات في تشرين الاول/اكتوبر. وحصل المرشح المستقل رمضان بشاردوست على 13,6% من الاصوات، ووزير المالية السابق اشرف غاني على 2,3%، بحسب النتائج المعلنة السبت. ومن اصل مليونين و32 الفا و734 بطاقة انتخاب اعتبرت صحيحة، حصل كرزاي على 940 الفا و558 صوتا مقابل 638 الفا و924 لعبدالله و277 الفا و404 لبشاردوست و47 الفا و375 لغاني.

وتنافس 41 مرشحا في ثاني انتخابات رئاسية تنظم في تاريخ افغانستان وقد جرت في 20 اب/اغسطس بالتزامن مع انتخابات مجالس الولايات. وجرت الانتخابات السابقة في 2004، وادت الى فوز كرزاي في الدورة الاولى بعدما حصل على 55,4% من الاصوات. ومن المقرر ان تنشر النتائج النهائية بين 17 و21 ايلول/سبتمبر بعد انتهاء تحقيقات لجنة الشكاوى الانتخابية في شكاوى المخالفات. واشار المتحدث باسم لجنة الانتخابات احمد مسلم خرام ان اللجنة تلقت quot;1740 شكوى منذ يوم الاقتراع (...) و2027 شكوى منذ بدء الحملة الانتخابية المتعلقة بالانتخابات الرئاسيةquot;. واضاف quot;من بين هذه الشكاوى 450 شكوى قد تؤئر على النتيجة النهائية (...) نحاول بكل طاقتنا ان ننهي تحقيقاتنا قبل 17 ايلول/سبتمبر (...) موعد اقفال التحقيقاتquot;.

وتحدث المراقبون الافغان والدوليون عن مخالفات في كل المناطق الافغانية وعلى نطاق كبير يوم الانتخابات. واكد المتحدث باسم اللجنة الانتخابية ان لجنته لم تتعرض حتى الان لاي تهديد او ضغوطات. غير ان اللجنة المستقلة للانتخابات هي نفسها في قلب الاتهامات. فقد اتهمها عبد الله عبد الله ومنظمات حقوقية بالانحياز الى جانب كرزاي اثناء الحملة الانتخابية. وهدد عبد الله بالطعن في quot;شرعية العملية الانتخابيةquot; اذا تبين وجود تزوير في النتائج. وتشكل نسبة المشاركة مصدر قلق ايضا. فقد دعت حركة طالبان الى مقاطعة الانتخابات وتوعدت المشاركين فيها. ولم تنشر اللجنة الانتخابية ارقاما حول نسبة المشاركة، الا ان مصادر دبلوماسية متعددة اشارت الى عدم تجاوزها نسبة 30 الى 35%.

مصادر دبلوماسية أميركية: علاقة كرزاي بإدارة أوباما ساءت بعد الانتخابات

هذا وقالت مصادر دبلوماسية أميركية رفيعة إن علاقة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي مع المسؤولين الأميركيين ساءت منذ الانتخابات الرئاسية التي جرت في أفغانستان مؤخراً. ونقلت صحيفة quot;ذا نيويورك تايمزquot; اليوم السبت عن دبلوماسيين أميركيين، لم تكشف عن أسمائهم، قولهم إن المزاعم حول الجهود التي بذلها كرزاي من أجل إعادة انتخابه رئيساً لبلاده قد تعرقل الجهود الأميركية والدولية لوضع أفغانستان على المسار الصحيح. وقال هؤلاء إن كرزاي أبرم اتفاقات مع زعماء الحرب وتجار المخدرات خلال الأسابيع التي سبقت الانتخابات الرئاسية وهو منذ ذلك الوقت صور نفسه على أنه المرشح الوحيد الذي بإمكانه الوقوف في وجه إدارة الرئيس أوباما.

ولم يتم عدّ سوى 17% من أصوات الناخبين منذ يوم الجمعة الماضي، فيما تشير معلومات أولية إلى أن كرزاي حصل على 44% من الأصوات وخصمه عبدالله عبدالله على 35% فقط. وتوقع كرزاي في مجالسه الخاصة الفوز في الانتخابات، التي جرت قبل أكثر من أسبوع، على الرغم من تقديم حوالي ألفي شكوى تتهمه بالتزوير واستخدام سلطته للتأثير على الناخبين والتي قدمت إلى لجنة الشكاوى الانتخابية. وإذا لم يفز أحد المرشحين بخمسين في المائة من الاصوات فسوف تجرى جولة انتخابية جديدة لتقرير الفائز في الانتخابات.