عامر الحنتولي- إيلاف: شنّت أبرز كتلة معارضة في مجلس الأمّة الكويتي هجومًا ضاريًا على ما أسمته بتخبّط وإرتجال وإرتباك وزارة الشيخ ناصر المحمد الصباح، مطالبة بإقصاء الحكومة الحاليّة وتشكيل حكومة إنقاذ وطني جديدة، وفقًا لبيان كتلة العمل الشعبي الذيتلقّت quot;إيلافquot; نسخة منه بعد ظهر اليوم، إذ تعهّدت الكتلة البرلمانيّة بأن تفعل الأدوات السياسيّة والدستوريّة كاملة لمواجهة ما أسمته بالعجز والتخبّط الحكومي في أول تعليق لها على المخاطر المرتفعة، والمصاحبة للكارثة البيئيّة التي كانت العنوان النقاشي الأبرز حتى وقت متأخر فجر اليوم في الجلسة الطارئة لمجلس الوزراء الكويتي، إذ طالب الشيخ المحمد فريقه الوزاري بالعمل على نحو فوري على التّعامل الأمثل مع تداعيات الكارثة البيئيّة وسط تطمينات حكوميّة بأنّ الأمر سيكون برمّته تحت السيطرة في القريب العاجل، على الرّغم من المخاوف الداخليّة على مستويات كثيرة.

وجاء في بيان الكتلة البرلمانيّة المعارضة: quot;إنّ هذه الأمثلة المؤسفة للكوارث والأزمات تؤكّد يومًا بعد يوم وعبر كارثة بعد أخرى حقيقة الفشل الحكومي المتكرّر وسوء الإدارة المتأصّل والعجز والتخبّط والارتباك والإهمال الفاضح في القرار، بحيث لم يعد ممكنًا السكوت على هذا الوضع المؤسف؛ ولم يعد جائزًا التغاضي عنه والقبول باستمراره،الأمر الذييتطلّب وقفة محاسبة جادّة وخطوات مساءلة سياسيّة حازمة بما يضع حدًّا لهذا الاستهتار غير المقبول بحياة الناس ويوقف هذا الاستخفاف غير المبرّر بصحّتهم وسلامة بيئتهم، وذلك قبل أن يجد الكويتيّون أنفسهم، لا قدّر اللّه، أمام كوارث أخرى جديدة أشدّ وأخطر، قد يكون من الممكن تجنّبها أو التخفيف من آثارها وأضرارها لو تمّ التعامل مع نتائجها من خلال خطّة عامّة للطوارئ تتولاّها حكومة قادرة ومسؤولة غير هذه الحكومة، التي أثبتت أنّها في نسختها السادسة لم تختلف في عجزها وفشلها عمّا كانت عليه في نسخها الخمس السابقة برئاستها واختياراتهاquot;.

ووفقًا للبيان نفسه، فقد أكّدت الكتلة البرلمانيّة في تصويب مباشر ضدّ رئيس الحكومة، وهي خطوة لافتة جدًّا، أن يستهدف رئيس الحكومة تحديدًا: quot;لقد أصبح الفشل المتكرّر في إدارة شؤون الدولة يمثّل السمة السائدة للحكومات المتعاقبة خلال السنوات الأخيرة برئاستها الحالية، ونحن لا نزال نعيش امتدادها في ظلّ تشكيلها السادس، وهذا ما انعكس سلبًا على مختلف جوانب الحياة في البلاد نتيجة لهذه التراكمات والإخفاقات وغياب الرؤية السليمة والخطّة الواضحة... لقد كشفت الحوادث المؤسفة والكوارث الأخيرة التي تعرّضت لها الكويت مدى عجز الحكومة ككلّ، وليست هذه الوزارة أو تلك الجهة فحسب، عن التعامل السليم مع هذه الكوارث بما يتناسب مع خطورتها على حياة الناس وصحّتهم وأمنهم وسلامة البيئة، خصوصًا مع غياب وجود أي خطط للطوارئ لمواجهة الأزمات والكوارث، مثلما هي الحال في معظم بلدان العالمquot;.

وبشأن الكارثة البيئيّة الأخيرة، قال البيان الذي ينتظر أن يكون مقدّمة لتصعيد برلماني شامل خلال الساعات القليلة المقبلة: quot;فها هي الكارثة البيئيّة الأخيرة الناجمة عن تعطّل مضخّات محطة مشرف للصرف الصحي تفضح بالملموس الكثير من جوانب القصور وأوجه العجز في الإدارة الحكومية، بدءًا من الأسلوب التنفيعي في ترسية المناقصات والتساهل والتسيّب في التعامل مع بعض الشركات، التي تكرّرت مخالفاتها، وغياب الرقابة الفعّالة عليها، مرورًا بضعف الصيانة وانعدامها أحيانًا للكثير من المرافق والمشروعات العامّة، وصولاً إلى معالجة الأخطاء بأخطاء أفدح منها، وانتهاءً بالتسبّب في كوارث جديدة وضعف الإحساس بالمسؤوليّة السياسيّةquot;.
وفي تطوّر برلماني آخر، قالت النائبة الدكتورة أسيل العوضي إنّ ما حدث في محطّة مشرفهو فضيحة أخلاقيّة بحقّ الكويت، مشدّدة على ضرورة معرفة كلّ ملابسات حادثة محطّة quot;مشرفquot; من التخطيط إلى البناء إلى الاستلام والتشغيل، مؤكّدة على أنّ تسرّب الغازات السامّة ورمي مياه الصرف الصحي في جون الكويت نتيجة لتعطّل المحطّة يشير إلى أنّ تقاعس خطر قد ارتكب على جميع المستويات في التخطيط وتنفيذ مشروع محطة quot;مشرفquot;.