صنعاء: هدد زعيم حركة التمرد الشيعية في اليمن عبد الملك الحوثي اليوم الاربعاء سلطات صنعاء باعلان الجهاد وذلك غداة رفض اقتراحه بوقف لاطلاق نار في المعارك التي تدور منذ الحادي عشر من أب / أغسطس في شمال البلاد. وقال زعيم المتمردين في بيان نشر في صنعاء ان السلطات وبعد رفضها عرضا بالهدنة quot; ضيعت فرصة ثمينة كان يجب عليها ان تقف معها بمسؤولية، وهي من سيتحمل كل تبعات ونتائج الحرب وما ستخلفه من آثار وخيمة quot;. وتوعد عبد الملك الحوثي السلطة المركزية ب quot; حرب استنزاف طويلة الأمد وحملها مسؤولية رفض المبادرة التي اطلقها لوقف الحرب والجلوس الى طاولة الحوار quot;.

ورفضت السلطات اليمنية عرضا تقدم به المتمردون الشيعة الذين يشن الجيش هجوما عليهم في شمال البلاد منذ 11 آب/اغسطس الماضي. ونقلت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) عن مصدر مسؤول في اللجنة الامنية العليا التي تشرف على عملية quot;الارض المحروقةquot; التي يشنها الجيش اليمني، ان quot;ما اعلنته تلك العناصر مؤخرا حول ما اسمته بمبادرة لوقف اطلاق النار لم تأت فيه باي جديدquot;. وبحسب وسائل الاعلام المحلية، فان هذا العرض يتجاهل الشروط التي وضعتها صنعاء لانهاء الهجوم وتتناول خصوصا انسحاب المتمردين من المباني الرسمية واعادة فتح الطرقات وتسليم الاسلحة التي صادروها من قوات الامن.

هذا وأكّد مصدر مسؤول في السلطة المحليّة في محافظة صعدة لوكالة الأنباء اليمنيّة (سبأ) استسلام أحد قيادات عناصر التمرّد التابعة للحوثي في منطقة العبدين جنوب مدينة صعدة شمال اليمن، وذلك بعد إطباق الخناق عليه من قبل المواطنين من أبناء المنطقة وأفراد القوّات المسلّحة والأمن المنتشرين هناك ويدعى quot;غالب قائدquot; ومعه اثنان من مرافقيه حاولا التسلّل إلى منطقة العبدين وبحوزتهما كميّة من الذخائر والأسلحة الخفيفة بهدف إيصالها إلى عناصر التمرّد.

وأفاد المصدر بأنّ أجهزة الأمن بدأت تحقيقاتها مع المضبوطين تمهيدًا لاستكمال الإجراءات القانونيّة لتقديمهم إلى العدالة ونيل جزائهم الرادع.

هذا وقال مصدر عسكري في تصريحاته إنّ وحدات عسكريّة وأمنيّة، بالتّعاون مع المواطنين من أبناء محافظة صعدة، وجّهت ضربة موجعة لتجمّعات الحوثيين في مناطق المدور والمشتل وسنبل وقهرة أبو راس والمقاش باتّجاه الدغارة والعمارة في محضة وبيت أبو قاسم، كما تمّت مهاجمتهم شمال وغرب المنزالة والقضاء عليهم، ونصب كمين لعناصر مسلحة منهم في تبة ردحة الخضر في الملاحيظ نتج عنه مقتل عدد من تلك العناصر والقبض على آخرين، فيما تمكّن أفراد من القوّات المسلّحة والأمن، بمساندة المواطنين، من طرد الحوثيّين من المواقع التي كانوا يسيطرون عليها في منطقة دماج.

وأضاف المصدر: quot;لقد تمّ القبض على عدد من تلك العناصر في منطقة بني معاذ، ولقي عدد من عناصر الإرهاب مصرعهم مع قائدهم الإرهابي عبد العزيز قاسم محمد القطابري أثناء محاولتهم الهجوم على مدينة قطابر واستهداف المحكمة، حيث تصدّى لهم أبناء قطابر الشرفاءquot;، وقال المصدر إنّ توجيهات صدرت إلى وحدات القوّات المسلّحة والأمن بفتح معابر ونقاط خاصّة لمرور واستقبال من يرغب بتسليم نفسه من عناصر التخريب والتمرّد، ومعاملتهم معاملة إنسانيّة لائقة.

إلى ذلك، قالت مصادر محليّة لوكالة الأنباء اليمنيّةإنّ ما أسماها المتمرّدون الحوثيّون quot;مبادرة وقف إطلاق النار من جانب واحدquot;، لم تكن سوى أكذوبة من باب الدعاية الإعلاميّة المضللة، مؤكدة على أنّ تلك العناصر واصلت اعتداءاتها على أفراد القوات المسلحة والأمن في محافظة صعدة خلال الساعات الماضية، كما واصلت أعمالها الإجراميّة واعتداءاتها على المواطنين، وقامت بتفجير منزل مواطن في منطقة آل عسوب، وأصابت اثنين من المواطنين، كما فجرت قسمًا للشرطة بالعبوات الناسفة في منطقة بني معاذ، بالتزامن مع قيام مجاميع مسلحة من عناصر التمرّد الحوثيّة بالتمترس في منطقة وادي العين قرب رازح بعد قيامها باحتلال منازل للمواطنين وطرد ساكنيها منها وتحويلها إلى متاريس ومواقع للتخريب والاعتداء على المواطنين.

موسى: إتّفاق بين الجامعة العربيّة واليمن على اعتماد الحوار وسيلة لتهدئة الأوضاع

من جهته، أكّد الأمين العام للجامعة العربيّة عمرو موسى على أنّه اتّفق مع المسؤولين اليمنيين على quot;الدعوة إلى الحوارquot; لتهدئة الأوضاع في شمال اليمن، حيث تدور معارك بين القوّات الحكوميّة ومتمرّدين شيعة.

وقال موسى في تصريحات للصحافيّين نقلتها الأربعاء وكالة أنباء الشرق الأوسط المصريّة، إنّه التقى الثلاثاء وزير الخارجيّة اليمني أبو بكر القربي quot;لمدّة ساعتينquot; في طرابلس (ليبيا) مضيفًا أنّ quot;المباحثات بين الجامعة العربية واليمن انتهت إلى الدعوة إلى الحوارquot;.

وتابع: quot;أرجو أن يكون الحوار هو الأساس الذي تنطلق منه عمليّة التسوية والتهدئةquot;.

وكانت الحكومة اليمنيّة، التي تخوض قتالاً شرسًا مع الحوثيين على جبهتها الشماليّة، قد رفضت عرضًا لوقف إطلاق النار تقدّم به زعيم المتمرّدين عبد الملك الحوثي بالتزامن مع إطلاق الجيش اليمني المرحلة الثانية من عملية quot;الأرض المحروقةquot;.

ولم تُبدِ الحكومة اليمنيّة استعدادًا للتجاوب مع المبادرة التي أطلقها المتمرّدون الحوثيّون للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار في المناطق التي تشهد معارك دامية بين الطرفين منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، وجدّدت في المقابل تمسّكها بالشروط الأمنية الستة التي سبق أن أعلنتها اللجنة الأمنية العليا.

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية quot;سبأquot; عن مصدر مسؤول في اللجنة الأمنية العليا أنّ quot;ما أعلنه أولئك العناصر (الحوثيون) بشأن ما سمّوه مبادرة لوقف إطلاق النار لم يأتوا فيه بأيّ جديدquot;. وأوضح أنّ quot;هناك ستّ نقاط سبق أن أعلنتها اللجنة الأمنيّة العليا على أولئك العناصر الالتزام بها من دون أي انتقائية وإثبات حسن نيّتها في الجنوح للسلمquot;، من خلال quot;إيقاف كل الأعمال التخريبية وقطع الطرقات والاعتداءات على المواطنين وأفراد القوات المسلحة، والأمن وإزالة المتفجرات التي زرعوها لعرقلة حركة السير في الطرقات والالتزام بالنقاط التي سبق الإعلان عنهاquot;.

وكان بيان أصدره المكتب الإعلامي للحوثي عرض فيه مبادرة لإيقاف الحرب، مشيرًا إلى أنّها quot;تأتي من موقع قوّة، لا من ضعفquot;. ومن أهمّ نقاط المبادرة التي طرحها الحوثيّون: رفع المظاهر العسكرية وانسحاب الجيش إلى معسكراته ومعاقله قبل المواجهات في مقابل انسحاب الحوثيين من المواقع التي يسيطرون عليها.

وعلى الصعيد الميداني، واصل الطيران اليمني أمس توجيه ضرباته لمعاقل الحوثيين بالتزامن مع بدء الجيش المرحلة الثانية من عملية quot;الأرض المحروقةquot; في منطقة حرف سفيان بهدف فتح الطريق بين صنعاء وصعدة التي أغلقها المتمردون.

ونفى مصدر عسكري مسؤول أمس ما أعلنه أتباع الحوثي عن سقوط اللواء 105 في أيديهم واحتلال مواقعه والاستيلاء على أسلحته وذخيرته. وأوضح المصدر أنّ وحدات القوات المسلّحة والأمن quot;تواصل مطاردة فلول عناصر التمرد والإرهاب في منطقة محضةquot;، مبينًا أنّهتمّ تطهير مزارع الحسيني والكبرى العنقرة التي كان يتمترس فيها عناصر التخريب والإرهاب وتكبّد أولئك العناصر التخريبيّون خسائر كبيرة.

في المقابل، عرض الحوثيون، في تقرير تلفزيوني، تسجيلاً يظهر جنودًا يمنيين أسرى وهم يعرّفون بأنفسهم والألوية التي ينتمون إليها والضباط المسؤولين عنهم، واعترفوا بأنهم أُسروا في الأول من شهر رمضان في موقع صيفان ومديرية سفيان في محافظة عمران.

إلى ذلك، ناشد حزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى التدخل لـquot;وأد الفتنة المتصاعدةquot; في اليمن.

وأكّدت منظمات المساعدة الإنسانيّة التابعة للأمم المتّحدة على أنّ الوضع الإنساني في شمال اليمن، وخصوصًا في صعدة، quot;مأسوي ويزداد تفاقمًا، فيما تتولّى السلطات السعوديّة طرد آلاف من سكّان صعدة الذين يلجأون إليها خوفًا من تدفّق اللاجئين. وأوضح عدد من المواطنين، بينهم أحمد محمد علي الذي نزح مع أفراد أسرته المكوّنة من 12 فردًا هربًا من المعارك، أنّ السلطات السعوديّة أعادتهم إلى منفذ الطوال الحدودي حيث سلّمتهم للسلطات اليمنيّة التي أوصلتهم بدورها إلى مخيّم المزرق بعد ساعات فقط من دخولهم الأراضي السعوديّة.

بدورها، قالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، إيميليا كاسيلا إنّ quot;نحو 150 ألف شخص نزحوا جراء النزاع، بينهم مئة ألف يبحثون حاليًّا من دون جدوى عن مكان آمن في محافظة صعدة والمحافظات المجاورةquot;.