زيباري: جادون بمطالبة سوريا تسليم المتهمين

quot;غلوبال بوليتيشانquot;: سوريا تمتلك أداة ضغط قوية على أميركا والعراق

نبيل شرف الدين من القاهرة: شهدت كواليس الاجتماع الوزاري العربي في القاهرة يوم الأربعاء نشاطاً دبلوماسياً، لاحتواء الأزمة الحادة بين سوريا والعراق، وذلك عبر اجتماعين أعدت لهما الجامعة العربية وكان الاجتماع الأول ثلاثياً ، وضم وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ونظيره العراقي هوشيار زيباري، برعاية أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى، أما الاجتماع الثاني فكان موسعاً وحضره وزير خارجية تركيا أحمد داوود أوغلو، وعدد من وزراء الخارجية العرب .

وقبيل بدء اجتماعات الدورة 132 لوزراء الخارجية العرب، اكتفى مصدر دبلوماسي في الجامعة بالقول quot;إن هذا الاجتماع استهدف تطويق الخلافات وإعادة العلاقات بين سورية والعراق إلى وضعها الطبيعي، من دون التطرق لتفاصيل الوساطة بين البلدينquot; . غير أن مصادر دبلوماسية أخرى أوضحت أن المساعي والوساطات الراهنة تهدف إلى محاصرة الأزمة العراقية ـ السورية في نطاقها العربي ومنع تدويلها، لافتة إلى أن بند المصالحة العراقية ـ السورية ليس بنداً رسمياً على جدول أعمال الاجتماع الوزاري، لكنه يناقش خلال لقاءات ثنائية وثلاثية وموسعة، على هامش الاجتماع الوزاري، وسيكون الأكثر حضوراً بالتزامن مع مناقشة التطورات الراهنة في القضية الفلسطينية بكافة تعقيداتها الداخلية والإقليمية .

ثم عقد اجتماع موسع ضم عددا من وزراء الخارجية وهم مصر أحمد أبوالغيط ، وسوريا وليد المعلم ، والعراق هوشيار زيباري، والأردن ناصر جودة ، والجزائر مراد مدلسي، سلطنة عمان يوسف بن علوي، والسعودية وزير الدولة للشئون الخارجية نزار بن عبيد مدني .

كما ضم الاجتماع وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري أحمد عبدالله آل محمود ، ووزير الشؤون الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري، كما حضر أيضاً وزير الخارجية التركي .
الوساطة وشبح التدويل

خلال الاجتماع الرباعي

في هذا السياق نقلت وكالة quot;أ ش أquot; المصرية عن عمرو موسى قوله إنه أكد خلال الاجتماع حرص الجامعة البالغ على تطويق الخلاف بين سورية والعراق وأنها لن تدخر جهدا من أجل تحقيق هذا الهدف، مشددا على ضرورة خروج هذه اللقاءات بنتائج تؤدي إلى عودة العلاقات السورية - العراقية إلى طبيعتها بل وأفضل مما كانت عليهquot; . ونفى موسى أن يكون هناك تنافس بين الجامعة وتركيا في معالجة الأزمة السورية - العراقية، وقال: quot;إن الأمور بشكل عام يجب أن تدار بحكمة ويستفيد كل طرف من الجهود التي تبذلها الأطراف الأخرى، طالما أنها جميعا تصب في صالح مستقبل أفضل للعلاقات العراقية - السوريةquot;، على حد قوله .

من جانبه قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي إن القاهرة quot;تولي اهتماما بالغاً بموضوع تسوية الخلاف القائم حالياً في وجهات النظر بين العراق وسورية حول ملابسات التفجيرات التي وقعت مؤخرا في العاصمة العراقية بغدادquot;. ومضى المتحدث المصري قائلاً إن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط حرص على أن ينقل لنظرائه العرب ، خلال الاجتماع الذي عقد يوم الأربعاء في مقر جامعة الدول العربية لمناقشة هذا الموضوع، وجهة النظر المصرية في هذا الخصوص، والتي تتأسس على ضرورة قيام حوار مباشر وصريح بين البلدين، لتجاوز هذا الخلاف، وذلك في إطار روح من الأخوة والمودة من موقعهما كبلدين عربيين كبيرينquot;.

وتابع المتحدث قائلاً إن الموقف المصري يقوم على أهمية تجاوب مسئولي البلدين مع المساعي المبذولة لإذابة الخلاف القائم بينهما، خاصة في إطار جامعة الدول العربية، مشيرا إلى أن الفرصة المتاحة لاحتواء هذا الخلاف داخل البيت العربي، في ظل ما أظهرته الاتصالات الأخيرة من توافر النوايا الطيبة اللازمة لدى الطرفين، وبما يؤكد احترام مختلف الأطراف لوحدة وسيادة العراقquot; . كما أشار المتحدث إلى أن أبوالغيط أكد خلال اللقاء الذي جمعه بنظيره العراقي هوشيار زيباري، اهتمام مصر بتحقيق الاستقرار الكامل للوضع الأمني في العراق في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ هذه البلد العربي، وبما يدعم الجهود المبذولة في عملية إعادة الإعمار والتنمية.

واختتم المتحدث قائلاً إن وزير الخارجية المصري ناقش أيضاً مع نظيره العراقي آخر مستجدات العلاقات الثنائية بين البلدين والتي تشهد تطورا ملحوظا في مختلف المجالات، بالإضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وكان مجلس الوزراء العراقي قرر مؤخراً مطالبة الحكومة السورية بتسليم عدة أشخاص عراقيين ينتمون لحزب البعث متهمة إياهم بتنفيذ عمليات التفجيرات الأخيرة في العراق، وتسليم جميع المطلوبين قضائياً ممن اتهموا بارتكاب جرائم إرهابية بحق العراقيين، وطرد ما وصفتها بالمنظمات الإرهابية التي تتخذ من سورية مقراً ومنطلقاً لها ، بهدف التخطيط لعمليات إرهابية ضد الشعب العراقي، كما قرر أيضا استدعاء السفير العراقي في سوريا للتشاور معه، وهو ما ردت عليه سوريا باستدعاء سفيرها لدى العراق، وتعد تلك الأزمة بين دمشق وبغداد الأخطر من نوعها منذ إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بشكل كامل في عام 2006 بعد قطيعة استمرت نحو 28 عاماً .