بهية مارديني من دمشق: طالبت مصادر رسمية بتجاوز ثقافة الجمود والعقل الوصائي والتوجيهي في الحكومة السورية باتجاه تحويل المؤسسات الى فاعلة منتجة. وقالت في هذا الصدد انه في حين يتم الحديث عن الاصلاح الاداري في الوزارات والمؤسسات في سوريا تجد مدراء مسؤولين عن أكثر من مديرية مفصلية ومهمة في اطار حصر السلطات في ايدي قليلة لاعتبارات غير مفهومة، وهو الامر الذي ينافي وجود كوادر.

واكدت ان المؤسسات في سوريا تعاني من ضعف العملية الادارية من خلال نظام محدود مكرر الأخطاء في معظم المؤسسات كما انه ليس هناك أي تطابق بين المنصب والخبرات المطلوبة ولا يوجد نظام يقلص الصلاحيات باتجاه المصالح، ولفتت الى انه زاد الامر سوءا بتسلم مسؤول واحد اكثر من ادرة في سوريا رغم التكدس الوظيفي ووجود الكوادر الجيدة.

وضربت المصادر امثلة لا على سبيل الحصر فمدير الاحصاء والتخطيط في وزارة الزراعة محمد حسان قطنا هو نفسه مدير مديرية صندوق الدعم، ومدير مديرية الاقتصاد الزراعي والاستثمار محمد زين الدين هو نفسه مدير عام الهيئة العامة للاسماك، ومدير مديرية الشؤون الادارية وهي ايضا القانونية محمد حاج حسن هو المسؤول الامني عن الوزارة هذا بالاضافة الى مدراء اخرين يتسلمون اكثر من ادارة كالمدير التجاري محمد الحريري.

وطالبت من جانب اخر بتركيز الاستثمار في الموارد البشرية وتطوير منظومة التدريب والتأهيل وربط الأجر بالخبرة والكفاءة والفعالية بشكل يتناسب مع نوعية الخبرة والجهد المقدمة وضرورة الاختيار والاستقطاب والتعيين والتحفيز والمتابعة والتقييم للكوادر البشرية ودراسة احتياجات الموارد البشرية والنظر في الاسلوب التعليمي برمته.

واكدت ان الاستجابة الرسمية الحكومية لدعوات الاصلاح الاداري لا تتناسب مع الدعوات من القيادة السياسية باتجاه اولويته، ومن المؤسف انه لا تمس الجوهر ولا ترتفع لمستوى المعالجة الامر الذي ادى الى اعتبار الاصلاح الاداري مجرد شعار دون عمل ودون اكتساب الجدية المطلوبة.