واشنطن: دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما الكونغرس الى التحرك لاصلاح النظام الصحي الذي يشارف على quot;الانهيارquot; وندد باكاذيب هؤلاء الذين يعارضون المشروع على امل الحاق فشل طويل الامد برئاسته. ويجازف أوباما برصيده السياسي من اجل الدفع لاعتماد هذا الاصلاح الذي اصبح حاليا اكبر اولوياته على الصعيد الداخلي في حين ان مراوحة هذا الملف بدأت تؤثر على رئاسته.

وادلى بخطاب شديد اللهجة امام الكونغرس نفى فيه انتقادات الجمهوريين لخطته، وشدد فيه على الضرورة الملحة والواجب quot;الاخلاقيquot; للتحرك. كما رسم صورة سلبية لعواقب الابقاء على الوضع القائم مستهجنا quot;الاستعراض الحزبيquot; الذي يقوم به خصومه الجمهوريون.

وقال quot;لقد انتهى زمن الالاعيب وآن الاوان للتحركquot; في معرض وصفه النظام الصحي الذي يسوده استغلال شركات التامين ويعتبر الاغلى للافراد مقارنة مع اي نظام اخر في ديمقراطية متطورة. وما يدل على المشاعر التي اثارها هذا النقاش صفق الديموقراطيون واقفين ثلاثين مرة لأوباما الذي توجه اليه النائب الجمهوري جون ويلسون بالقول quot;انك تكذبquot; حين اكد ان الاصلاح لن يمول التغطية الطبية للمهاجرين غير الشرعيين.

وأوباما الذي تسجل شعبيته تراجعا في استطلاعات الرأي يريد ان ينجح حيث فشل اسلافه وهو تامين تغطية طبية لحوالى 46 مليون أميركي من المحرومين مع خفض العجز الذي سجل مستويات قياسية. ويريد ان يتم تبني الاصلاح بحلول نهاية 2009 مدركا ان سنة 2010 هي سنة انتخابية برلمانية لن يتم فيها الدفع بهذا الملف.

ومنذ اسابيع يشهد الكونغرس انقساما الى حد انه يمكن ان يكرر الضربة التي وجهها لمشروع بيل كلينتون سابقا. ومثل هذا الفشل سيؤثر سلبا على رهان رئيس يعتزم اعتماد مشروع واعد quot;لاعادة بناءquot; أميركا. وقال أوباما ان القانون الجديد سيفرض على الأميركيين، الا في بعض الاستثناءات، ان يكون لديهم تغطية طبية كما سيمنع شركات التامين من رفض مثل هذه التغطية لاسباب تتعلق بتاريخهم الطبي.

وحول ما يشاع ان الاصلاح سيؤدي الى تشكيل لجان تقرر بخصوص مواصلة علاج بعض المرضى او تركهم يموتون رد أوباما quot;ذلك كذبquot;. كما ان الاموال الفدرالية لن تستخدم لتمويل الاجهاض. ويعبر الجمهوريون عن قلقهم ازاء كلفة الاصلاح كما هم قلقون ايضا ازاء الوصول الى ما يشبه تاميم القطاع الطبي مع ادخال ضمان صحي طبي عام يتولى تغطية الاشخاص الذين ليس لديهم اي ضمان طبي اخر.

وابدى أوباما مجددا تاييده لهذه الخيار لارغام شركات التامين الخاصة على اقتراح بوليصة تامين معقولة السعر. لكنه اشار الى ان ذلك يجب الا يستخدم ذريعة quot;لمعارك ايديولوجيةquot; وانه منفتح للحصول على افكار اخرى.

وبخصوص الكلفة قدرها بحوالى 900 مليار دولار على عشر سنوات. وسيمول القسم الاكبر من المشروع عبر الادخار في نفقات الصحة ومكافحة الفساد والهدر. والبقية ستدفعها شركات التامين وشركات الصيدلة. وقال أوباما quot;لن اوقع على خطة تضيف اي سنت على عجزناquot; المالي. وأوباما بحاجة للحصول على تاييد بعض الجمهوريين المعتدلين للوصول الى غايته. لكن في ردهم على خطابه امام الكونغرس طالب الجمهوريون عبر ممثلهم شارل بستاني بان يعيد أوباما النظر بمشروعه.