دمشق:جدد الرئيس السوري بشار الاسد رفض سوريا إجراء أيّ مفاوضات مع إسرائيل دون وساطة تركية، مشيرًا إلى أنّ التغيير في إدارة الولايات المتحدة مع وصول باراك اوباما إلى الحكم لا يزال في الإطار السياسي العام، في حين أنّ المنتظر رؤية نتائج ملموسة. وقال الرئيس الأسد في لقاء مع عدد من رؤساء تحرير الصحف التركية نشر اليوم عشية زيارة سيقوم بها تركيا غدًا الاربعاء ان quot;دمشق لا ترحب باقتراح إجراء محادثات مباشرة مع اسرائيل من دون وساطة تركيةquot;.

واضاف quot;اجرينا لقاءات مباشرة مع اسرائيل في تسعينيات القرن الماضي، لكن لم يكن بإمكاننا التحدث عن مواضيع ملموسة كانت هناك عناوين عامة وليس عناوين فرعيةquot;. وقال ان quot;المفاوضات مع اسرائيل في التسعينيات افتقدت للتفاصيل وكانت فاشلةquot;، مضيفًا quot;عندما بدأنا اللقاءات ثانية لكن بوساطة تركية بدأنا نتحدث في التفاصيل وعندما نصل الى نقطة ملموسة يمكننا اجراء اجتماعات مباشرةquot;. وتابع ان quot;سوريا ارادت دائمًا الانتقال الى الاجتماعات المباشرة عند الوصول الى نقطة معينة من خلال اللقاءات غير المباشرة بوساطة تركيةquot; مشيرًا الى ان quot; سوريا لن تتوصل إلى اجتماعات مباشرةإلا على اساس صحي وصحيحquot;.

يذكر ان سوريا كانت قد علقت مفاوضاتها غير المباشرة مع اسرائيل والتي جرت بوساطة تركية في مايو/أيار من العام 2008 على خلفية العدوان الاسرائيلي على غزة اوائل العام الجاري.

وعن الاتهامات العراقية لسوريا حول تفجيرات بغداد الاخيرة قال الاسد quot;صدمنا لسماع هذه الاتهامات لأننا وقعنا اتفاقًا للتعاون الاستراتيجي قبل يومين من وقوع الانفجارات مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكيquot;.

واضاف انه quot;منذ العام 2004 يطالب العراقيون باسترداد اشخاص من المعارضة العراقية لكنهم لم يقدموا لنا اي برهان على الجرائم التي يتهم بها هؤلاء وقد قلنا لهم سنسلمكم هؤلاء الاشخاص اذا قدمتم ادلة لنا لكن حتى الآن فشلوا في تقديم اي دليلquot;. وقال الاسد quot;قبل حرب العراق جاء قادة بعض الدول لالقاء المحاضرات علينا لكن تبين أنهم كانوا على خطأ ونحن على صواب وبالمناسبة تعلمنا شيئًا آخر وهو ان الحل الذي يقدم من الخارج لا ينتهي دائمًا الى حل الموضوعquot;.

وحول ما اذا كان يرى تغيّرًا في السياسة الاميركية مع ادارة الرئيس باراك اوباما قال الاسد quot;من منظور الاطار السياسي العام لم نرَ أي تطور ايجابي في الممارسةquot; موضحًا انه اذا ما حدث أي تغيير فإنه تغيير في المقاربات تجاه المشاكل الموجودة.

واشار الى انه quot;لم تعد هناك سياسة املاء اميركية تجاهنا وان هناك ولايات متحدة تميل اكثر للاستماع لآرائنا وذلك بخلاف ادارة بوشquot; موضحا ان هناك الآن ادارة اميركية اكثر انفتاحًا على جهود الوساطة التركية في المنطقة.

وفي ما يتعلق بوجهة نظر الادارة الاميركية تجاه مشاكل المنطقة قال الرئيس الاسد ان وجهة نظر الادارة الاميركية ليست واضحة في ما يتعلق بمشاكل المنطقة، على الرغم من اننا نسمع اشياء عامة مثل السلام الشامل. واضاف قائلاً quot;هذا مهم جدًا من وجهة نظرنا فالسلام الشامل يعني ان تشمل عملية السلام فلسطين واسرائيل ولبنان وسورياquot;، مشيرًا الى انه quot;مرت تسعة اشهر على تولي اوباما السلطة وهذه فترة مهمة جدًا في فترة السنوات الاربعquot; للولاية الرئاسية.

وقال quot;اننا بحاجة الى العمل بشكل اسرع بحيث يمكننا القول ان ادارة اوباما مختلفةquot; مشيرًا الى انه quot;بشكل عام يمكنني القول ان هناك نوايا لكننا بحاجة لرؤية نتائج ايضاquot;.

يذكر ان العلاقات السورية الاميركية بدأت تشهد تطورًا ملحوظًا منذ تسلم اوباما مهامه في البيت الابيض اذ قام عدد من الوفود من مجلسي الكونغرس والنواب بزيارة دمشق اضافة الى مسؤولين من وزارة الخارجية الاميركية كما قررت الولايات المتحدة اعادة سفيرها الى دمشق.

من جانب آخر، قال الاسد انه quot;اذا هوجمت ايران من قبل اميركا او اسرائيل، فإن المنطقة ستدخل في مرحلة حساسة جدًا ستستمر لعقود عدة ولن تتمكن من الخروج من هذا الوضع لسنوات عدة وان الهجوم لن يمنع الاستقرار في الشرق الاوسط فقط لكنه سيفرض ايضًا تكلفة باهظة على المنطقة وكذلك على العالمquot;.

وعن موقف سوريا من النشاطات النووية الايرانية قال quot;لا اعتقد ان ايران تسعى لامتلاك اسلحة نووية ونحن ضد الاسلحة النووية بغض النظر عن البلد الذي يسعى لامتلاكهاquot;.