بدأت إسرائيل تتخوف من عدم قدرة مواجهة المجتمع ادلولي لطموحات ايران النووية او الحد منها، بينما بدأت الصحف الاسرائيلية تتفاءل ازاء تعامل الدول الكبرى مع الأمر ورأت أن رد الولايات المتحدة بداية جيدة لتوقع موقف عالمي مختلف من الملف الإيراني.

تل أبيب: طغى الكشف عن المفاعل الذري في قم وتجربة إطلاق صاروخ شهاب 3 على اهتمام الصحف الإسرائيلية، التي اعتبرت أن الكشف الأخير والسلوك الإيراني أثبت صحة وجهة نظر إسرائيل بأنه لا مجال أمام المجتمع الدولي من مواجهة إيران ووقف طموحها العسكري في المنطقة. واعتبرت الصحف الإسرائيلية أن التطورات الأخيرة على الصعيد الإيراني، وردود الفعل الدولية وخاصة رد الولايات المتحدة بداية جيدة لتوقع موقف عالمي مختلف من الملف الإيراني. فقد تساءلت صحيفة إسرائيل هيوم، في عنوانها الرئيسي: هل بدأ العالم يستيقظ من سباته، فيما دعت هآرتس في افتتاحيتها الحكومة الإسرائيلية إلى التعاون التام مع إدارة أوباما لمواجهة إيران. على ذلك كشفت معاريف، على لسان مراسلها ومحللها السياسي بن كاسبيت قيام إدارة بوشن بتسليم الإدارة الجديدة، برئاسة أوباما مذكرة تفصل شروط التسوية بين إسرائيل والفلسطينيين. وقالت الصحيفة إن المذكرة التي تمتد على 11 صفحة تؤكد وجوب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وأن يشمل اتفق التسوية كافة الملفات بدءا ملفات اللاجئين وانتهاء بمصير القدس والسيادة عليها.

إلى ذلك كشفت معاريف اعتراف ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي، بمناسبة مرور ثلاثة أعوام على حرب تموز في لبنان أن قوات حزب الله تفوقت في معارك الحرب على الجيش الإسرائيلي. إلى ذلك أبرزت الصحف وعلى صفحتها الأولى خبر انتحار الإسرائيلي أساف غلدرينغ، في المعتقل، بعد أن كان اعترف بقتل طفلته الصغيرة لاوعاه انتقاما من زوجته لانفصالها عنه. وتساءلت الصحف عن سهولة إقدام معتقلين في السجون الإسرائيلية على الانتحار داخل المعتقلات، خصوصا وأنه سبق للفنان الإسرائيلي، دودو طوباز أن انتحر في مطلع الشهر الحالي، داخل معتقله رغم وجود حراسة عليه.

الولايات المتحدة تشجب الاستفزاز الإيراني، هل استيقظ العالم من سباته؟

أفردت صحيفة يسرائيل هيوم ، اليمينية، صفحات كاملة للملف الإيراني، ونشرت عدة مقالات لكتاب ومحللين، قسم منهم اعتبر أن الوقت آخذ في النفاذ وأن على العالم أن يتحرك بسرعة قبل فوات الأوان، كما كتب المحلل والعسكري السابق، يعقوف عامي درور. فقد قال درور إن الإيرانيين يخدعون الجميع دون خوف أو خجل، لا سيما وأن بناء المفاعل الذي تم الكشف عنه يقرب الإيرانيين خطوة أخرى إلى الأمام من امتلاك قنبلة ذرية، وبالتالي فإن الجدول الزمني المتاح للعالم للرد هو قصير للغاية، ولا يحمل في طياته فرصة للاتجاه نحو عقوبات على هيئة فرض مقاطعة اقتصادية تدريجيا.

ويضيف عامي درور إن هناك عدة أسئلة يجب طرحها وفي مقدمتها لماذا سكتت وكالات المخابرات الغربية وأخفت حقيقة وجود هذا المفاعل إلى ما بعد انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهل ذلك كرتبط بمحاولات إحراج أحمدي نجاد من جهة وضمان تجنيد روسيا إلى جانب الدول المؤيدة لفرض عقوبات على إيران؟ واعتبر عامي درور أنه إذا تبين خلال المحادثات بين إيران والغرب أنه لا يوجد للغرب شريك حقيقي في هذا الحوار وهذه المحادثات، فيجب أن نأمل بأن تغير الدول التي ترفض الخيار العسكري، موقفها الحالي والداعي إلى اعتماد الحوار الدبلوماسي والمحادثات.

أما دان مرغليت فاعتبر أن رئيس وكالة الطاقة الذرية الدولية، محمد البرادعي، الذي فض سيطرته على الوكالة الدولية وعلى تقاريرها التي قالت إن إيران لا تتجه إلى بناء قنبلة ذرية، كان عمليا عميلا خاملا خدم الجانب الإيراني، بعد أن أخرجه الرفض الإسرائيلي المتكرر لفتح مفاعل ديمونا أمام مراقبي وكالة الطاقة الذرية الدولية. واعتبر مرغليت أن البرادعي ساعد عمليا الإيرانيين على بناء قوتهم الذرية من خلال quot;تنويم العالمquot; وطمأنته باستمرار بأن إيران لا تزال بعيدة عن تحقيق هدفها. وعمليا فإنquot; البرادعي، ومن وجهة نظره هو، نجح في مهمته، الله أكبر.quot;

وقال مرغليت إن روسيا والصين أيضا لم تفشلا في مهمتهما فالدولتان أرادتا التجارة مع إمبراطورية النفط الإيرانية، وهما تعتقدان أنه حتى لو امتلكت إيران عدة منشآت ذرية فإن موسكو وبكين لن تكونا أول الأهداف الإيرانية. واعتبر مرغليت أنه على الدول الغربية الآن وفي مقدمتها الولايات المتحدة، أن تغير موقفها كليا وأن تدرك أنه لا شريك للحوار ولا للمفاوضات، وأن تسرع قدر الإمكان في فرض العقوبات الاقتصادية على إيران والعمل لوقف المشروع الإيراني. مع ذلك لفت مرغليت إلى أنه على الرغم من كل ذلك لا يمكن الاعتماد كليا على الدول الغربية وقادتها، فمن شأن هؤلاء ان ينسوا سريعا الخطر الإيراني، بعد زوال هول الصدمة، وأن يعودوا لمعالجة القضايا الأخرى التي قد تطفو في كل لحظة إلى السطح.

إدارة بوش سلمت أوباما شروط السلام الإسرائيلي الفلسطيني

كشف المحلل السياسي لمعاريف، بن كاسبيت، أن إدارة الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، قد سلمت الإدارة الحالية برئاسة أوباما مذكرة تمتد على 11 صفحة تشمل النقاط الرئيسية لأسس الاتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين، . وقال بن كاسبيت إن الوثيقة تحدد بأن المفاوضات بين الطرفين ستعتمد على خطوط 1967. وقال بن كاسبيت إن وزيرة الخارجية السابقة كوندليسا رايس هي التي وضعت هذه الوثيقة، وسلمتها لوزيرة الخارجية الحالية ، هيلاري كلينتون.

وبحسب معاريف فإن مسئولا أميركيا رفيع المستوى قال إن النقاط الرئيسية في الوثيقة شكلت أسس سياسة إدارة بوش، وهي مقبولة على الرئيس الحالي أوباما، ولهذا السبب وبالاعتماد على الوثيقة المذكورة قال أوباما في خطابه أمام الأمم المتحدة إن على إسرائيل إنهاء احتلال العام 1967. وتورد الوثيقة تفاصيل المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية في السنوات الثمانية الأخيرة التي قضاها بوش في البيت الأبيض، وتقول بأن اتفاق الحل الدائم يجب أن يشمل حل كافة القضايا العالقة بين الجانبين بما فيها القدس واللاجئين والمياه والحدود.