قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ان العنف قد يكون انخفض بشدة عما كان عليه في أسوأ أيام حوادث القتل الطائفي دموية في العراق ولكن مقتل 500 شخص في المتوسط شهريا يتعين ألا يُنظر اليه على انه وضع quot;عاديquot;.
بغداد: قال خوان بيدرو شيرر رئيس وفد الصليب الأحمر الدولي في العراق يوم الثلاثاء quot;هناك افتقار للاحترام لحياة الانسان. حتى لو كان الأمن تحسن كثيرا... فما زال عشرات الناس يقتلون يوميا.quot; وقد يكون العنف المستمر في العراق اختفى من عناوين الصحف العالمية وقد يتم تصوير تراجع العراق عن شفا الحرب الاهلية التي بلغها قبل عامين على انه نبأ سعيد ولكن المدنيين يواصلون تحمل عبء الهجمات المستمرة. وبينما انخفض عدد الهجمات اليومية بشدة منذ ذروة العنف الطائفي في عامي 2006 و2007 فما زال العراقيون يسقطون بشكل متواتر ضحايا لتفجيرات وهجمات انتحارية وغيرها من أشكال العنف.
ويتركز نشاط المتشددين في المناطق المختلطة عرقيا في وسط وشمال العراق وأفراد الشرطة المحلية والجنود هم أهدافهم الرئيسية. وفي اغسطس ارتفع عدد المدنيين الذين قتلوا الى 393 وهو اعلى رقم منذ ابريل نيسان. وفي 19 اغسطس اب قتل زهاء 100 شخص في انفجار شاحنتين ملغومتين في وزارتين حكوميتين في بغداد. وقال شيرر quot;هذا مبعث قلق حقيقي. المدنيون يدفعون الثمن الباهظ لهذا العنف في العراق... أحيانا يكون هناك انطباع بأن الحياة تمضي كالمعتاد.quot; ومع تحول الاهتمام في اوروبا والولايات المتحدة الى افغانستان تنقل حكومة الرئيس الاميركي باراك اوباما قوات من العراق في اطار خطة لوقف كل الانشطة القتالية هناك بحلول اغسطس اب العام المقبل.
ويخشى البعض ان يشتعل العنف من جديد قبل الانتخابات العامة في يناير كانون الثاني والمتوقع ان يواجه فيها رئيس الوزراء نوري المالكي حلفاء سابقين له من الأغلبية الشيعية في العراق وتعتزم اللجنة الدولية للصيب الاحمر تحويل مزيد من الموارد الى شمال العراق حيث ترد أنباء وقوع هجمات بشكل شبه يومي في الموصل عاصمة محافظة نينوى ومدينة كركوك المتنازع عليها. ويطالب أبناء الاقلية الكردية في العراق بمدينة كركوك المنتجة للنفط ويعتبرونها عاصمتهم الموروثة ويريدون ضمها الى منطقة كردستان التي تتمتع بقدر كبير من الاستقلال وهو ما يرفضه العرب.
وأوشكت الخلافات بشأن كركوك ومناطق أُخرى في العام الماضي ان تؤدي الى صراع صريح. وقال شيرر quot;الفكرة هي...زيادة وجودنا فيما يسمى بالمناطق المتنازع عليها ان نكون أكثر وجودا في كركوك ونأمل في مرحلة ما ان نكون اكثر حضورا في نينوى.quot; وتشمل أعمال اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق تقديم المعونة ودعم مشاريع المياه والصحة وزيارة المعتقلين في مراكز الاحتجاز العراقية والامريكي
التعليقات