تأهل منتخب مصر إلى ربع نهائي كأس الأمم الأفريقية المقامة في أنغولا، وذلك بعد تغلبه على منتخب موزمبيق بهدفين نظيفين أحرزهما داريو كان خطأ في مرماه في الدقيقة 47 ومحمد ناجي جدو في الدقيقة 81 بطريقة رائعة. وضمنت مصر احتلال الصدارة والتربع على عرش المجموعة حتى لو خسرت المباراة الاخيرة أمام بنين بأفضلية المواجهات المباشرة مع نيجيريا .


عبدالله زقوت، وكالات: تقدم المنتخب المصري لكرة القدم خطوة جديدة على طريق الدفاع عن لقبه الأفريقي بفوز صعب 2/صفر على نظيره الموزمبيقي اليوم السبت في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثالثة في الدور الأول لبطولة كأس الأمم الأفريقية السابعة والعشرين المقامة حاليًا في أنجولا.

وأصبح المنتخب المصري (أحفاد الفراعنة) ثاني الفرق المتأهلة للدور الثاني (دور الثمانية) للبطولة بعدما رفع رصيده إلى ست نقاط ليتصدر المجموعة بفارق ثلاث نقاط أمام نظيره النيجيري الذي حقق الفوز بنفس النتيجة على منتخب بنين في وقت سابق اليوم.

وضمن المنتخب المصري بذلك صدارة المجموعة بغض النظر عن نتيجة مباراتي الجولة الثالثة من مباريات المجموعة وذلك بفضل النتيجة المباشرة مع المنتخب النيجيري.

وتجمد رصيد منتخب موزمبيق (الأفاعي) عند نقطة واحدة ليقتسم المركز الأخير مع منتخب بنين وإن تفوق الأخير بفارق الأهداف.

وكان المنتخب المصري هو الأفضل على مدار الشوطين وإن ظهر بعض الارتباك في الأداء والتسرع من جانب لاعبيه في العديد من الهجمات.

وخاض المنتخب المصري المباراة بالتشكيل نفسه الذي تغلب به على نظيره النيجيري 3/1 في المباراة الأول باستثناء مشاركة اللاعب محمود عبد الرازق (شيكابالا) في التشكيل الأساسي بدلاً من حسام غالي المصاب بالإنفلونزا.

Egypt's Mohamed Nagy (L) celebrates his goal against Mozambique ...

ووضح تأثر عدد من لاعبي المنتخب المصري بالإجهاد نتيجة الجهد الكبير الذي بذلوه في مباراة نيجيريا وكذلك إصابة بعضهم بالإنفلونزا في الأيام القليلة الماضية.

وأعطى هذا الفوز دفعة معنوية هائلة ومزيدًا من التفاؤل والثقة خاصة وأن الفريق أحرز لقب البطولة في عامي 1986 و1988 بعد فوزه على المنتخب الموزمبيقي 2/صفر أيضًا في الدور الأول لكل من البطولتين.

ولم يقدم المنتخب المصري العرض المتوقع منه في المباراة ولكنه انتزع ثلاث نقاط ثمينة ضمن بها التأهل لدور الثمانية بغض النظر عن نتيجة مباراته الثالثة بالمجموعة أمام منتخب بنين يوم الاربعاء المقبل.

ورفع المنتخب المصري رصيده من المباريات المتتالية التي يحافظ فيها على سجله خاليًا من الهزائم في نهائيات كأس أفريقيا إلى 14 مباراة متتالية كانت بدايتها بالفوز على ليبيا 3/صفر في المباراة الافتتاحية لبطولة العام 2006 في مصر.

وكان المنتخب المصري قد انفرد بالرقم القياسي لعدد المباريات المتتالية التي يحافظ فيها أي فريق على سجله خاليا من الهزائم في النهائيات بعد فوزه على نيجيريا في المباراة الماضية بينما يحتل المنتخب الكاميروني المركز الثاني برصيد 12 مباراة متتالية حققها بين عامي 2000 و2004 وأحرز خلالها لقب البطولة عامي 2000 و2002 .

وسنحت أول هجمة خطرة للمنتخب المصري في الدقيقة الرابعة اثر كرة طولية من هاني سعيد إلى عماد متعب الذي لحق بالكرة ولعبها عرضية مرت أمام مرمى موزمبيق لكنها لم تجد المتابع لتضيع الفرصة الثمينة.

وبخلاف هذه الفرصة جاءت الدقائق الأولى من المباراة سجالاً بين الفريقين حيث تبادلا المحاولات الهجومية لكنها تكسرت في وسط الملعب نظرا ليقظة المدافعين،إضافة إلى نجاحهم في قطع معظم الكرات الطولية التي اعتمد عليها الفريقان.

ودفعت هذه الكرات الطولية غير المفيدة المدرب حسن شحاتة المدير الفني الوطني للمنتخب المصري إلى إعطاء تعليماته بضرورة تهدئة اللعب وتنظيم صفوفهم ولعب التمريرات المتقنة الأرضية بدلاً من الكرات الطولية التي يستطيع الدفاع الموزمبيقي قطعها بسهولة.

Egypt's Mohamed Nagy celebrates his goal against Mozambique ...

وأيقظ اللاعب الموزمبيقي جونسالفيز فومو المنتخب المصري على تسديدة قوية من مسافة بعيدة للغاية تقترب من خط وسط الملعب وتصدى لها عصام الحضري حارس مرمى المنتخب المصري وأمسكها بثبات.

واستجاب لاعبو مصر بالفعل لتعليمات مدربهم ونجحوا في تنظيم صفوفهم تدريجيًّا وكادت تمريرة شيكابالا في الدقيقة 14 تسفر عن خطورة فائقة ولكن الدفاع قطعها في التوقيت المناسب. ورد تيكو تيكو بتسديدة قوية في الدقيقة 16 ولكنها مرت خارج المرمى.

وتكررت الكرات المقطوعة من الفريقين ومن إحداها كاد فومو يشكل خطورة كبيرة على المرمى المصري لكنه فضل التسديد فذهبت الكرة إلى ضربة مرمى في الدقيقة 17 ورد عليها محمد زيدان بكرة أخرى في الدقيقة التالية لكن الحارس أمسك بالكرة في الوقت المناسب مع عدم وجود المساندة من باقي لاعبي المنتخب المصري.

وشهدت الدقيقة 20 فرصة أخرى للمنتخب المصري عبر محمد زيدان الذي تباطأ في التسديد ثم مررها إلى أحمد حسن قائد الفر يق الذي لعبها ضعيفة ولمسها الحارس لتخرج إلى ضربة ركنية لم تستغل.

ورد فومو بتسديدة قوية من ضربة حرة اصطدمت بالحائط البشري الدفاعي وخرجت إلى ركنية تعامل معها الدفاع المصري بيقظة تامة.

بمرور الوقت ، فرض المنتخب المصري سيطرته على مجريات اللعب وأصبح أكثر استحواذا على الكرة والأفضل انتشارًا في الملعب والأكثر هجومًا.

وأعلن شيكابالا عن نفسه بقوة في الدقيقة 25 عندما راوغ أكثر من مدافع وسدد كرة زاحفة قوية أخرجها الحارس الموزمبيقي رافاييل كابانجو إلى ركنية لعبها زيدان وأخرجها الدفاع مجددًا إلى ركنية ولعبها زيدان مجددًا وشتتها الدفاع.

وشهدت الدقيقة 28 فرصة أخرى خطرة للمنتخب المصري اثر تمريرة بينية من أحمد فتحي إلى شيكابالا الذي انفرد بالحارس الموزمبيقي لكنه فضل التمرير فشتتها الدفاع إلى ضربة ركنية قبل المهاجم المتحفز عماد متعب.

وفي الدقيقة التالية، وصلت الكرة على رأس المدافع المصري محمود فتح الله المتقدم داخل منطقة جزاء موزمبيق لكنه لعبها ضعيفة وشتتها الدفاع الموزمبيقي مجددًا.

وأنذر الحكم اللاعب الموزمبيقي داريو كان في الدقيقة 31 للخشونة مع متعب الذي كاد يسجل هدف التقدم في الدقيقة 31 أيضا اثر تسديدة من زميله أحمد فتحي ارتدت من الحارس الموزمبيقي ثم أنقذ الحارس الكرة مجددًا من أمام متعب لتضيع الفرصة.

وانحصر الأداء في وسط الملعب خلال الدقائق التالية حتى سدد أحمد حسن قائد المنتخب المصري الكرة من مسافة بعيدة في الدقيقة 39 ليمسكها الحارس الموزمبيقي بسهولة.

ومن هجمة مرتدة سريعة في الدقيقة 44 لعب متعب كرة عرضية خطيرة ولكن الدفاع الموزمبيقي أخرجها إلى ضربة ركنية لعبها زيدان وأبعدها الحارس الموزمبيقي بقبضة يده.

وضغط المنتخب المصري في الوقت بدل الضائع وأسفر هذا الضغط عن هجمة خطيرة وخطأ من الدفاع الموزمبيقي لينهي متعب الهجمة بتسديدة قوية من حدود المنطقة تصدى لها اللحارس الموزمبيقي بصعوبة بالغة لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.

ومع بداية الشوط الثاني ، كثف المنتخب المصري من هجومه بناء على تعليمات الجهاز الفني بين الشوطين.

وشن عماد متعب أول هجمة بهذا الشوط في الدقيقة 46 ولكنه سقط داخل منطقة الجزاء وأشار الحكم باستمرار اللعب. وبعدها سدد زيدان كرة أخرى في يد الحارس الموزمبيقي.

ولم يمض سوى لحظات بعدها حتى لعب أحمد فتحي الكرة عرضية من ناحية اليمين في ثاني هجمة خطيرة للمنتخب المصري حاول المدافع الموزمبيقي داريو كان المحترف السابق بالدوري المصري إبعادها، لكنه أسكنها عن طريق الخطأ في شباك فريقه في الدقيقة 47 ليكون الهدف الثاني لنفس اللاعب عن طريق الخطأ في مرمى فريقه بعد هدفه في مباراة بنين.

وأجرى حسن شحاتة التغيير الأول لفريقه في نفس الدقيقة بنزول أحمد المحمدي بدلا من هاني سعيد الذي كاد خروجه يتسبب في مشكلة اثر خطأ من زملائه كاد مهاجم موزمبيق يسجل منه هدف التعادل في الدقيقة 52 .

ورد سيد معوض بتسديدة من داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 53 ولكن الكرة لمست أحد المدافعين وخرجت إلى ركنية لم تستغل.

واستمر الارتباك واضحا في دفاع المنتخب المصري نتيجة خروج هاني سعيد ولكن الهجوم الموزمبيقي لم يكن بالمستوى الذي يؤهله لهز الشباك. ولعب أحمد عيد عبد الملك في الدقيقة 57 بدلا من زيدان.

وسجل ميرو هدفا للمنتخب الموزمبيقي اثر تمريرة رائعة من زميله بيلا في الدقيقة 59 ولكن الحكم ألغاها بدعوى التسلل.

وتغاضى الحكم عن إنذار اللاعب سيتوي ميكسر الذي وجه لكمة إلى وجه متعب ليمنعه من الانفراد بالحارس الموزمبيقي.

وكادت أخطاء الحارس الموزمبيقي تكلف فريقه غاليًا ولكن الهجوم المصري افتقد للتركيز المطلوب خاصة بعد خروج زيدان مما دفع شحاتة إلى الدفع بالمهاجم الشاب محمد ناجي (جدو) بدلا من شيكابالا كما لعب هاجي بدلاً من تيكو تيكو في صفوف المنتخب الموزمبيقي في الدقيقة 69 .

وراوغ أحمد عيد عبد الملك أكثر من لاعب موزمبيقي واخترق منطقة الجزاء ولكنه تسرع وسدد الكرة فوق المرمى بدلاً من التمرير إلى زملائه.

وتراجع أداء المنتخب المصري بمرور الوقت وعلى الرغم من ذلك ظل هو الأفضل والأخطر كما تغاضى الحكم عن احتساب ضربة جزاء لقائده أحمد حسن في الدقيقة 75 بعد إعاقة واضحة من مدافع موزمبيقي.

واستغل اللاعب البديل جدو إحدى التمريرات البينية في الدقيقة 81 وسجل هدف الاطمئنان للمنتخب المصري ليكون الثاني له في البطولة الحالية بعدما سجل الهدف الثالث لمصر في المباراة السابقة أمام منتخب نيجيريا.

وتوترت أعصاب المنتخب الموزمبيقي في الدقائق الأخيرة من المباراة وفشل الفريقان في تغيير النتيجة لتنتهي المباراة بفوز أحفاد الفراعنة بهدفين نظيفين.