بذات الطريقة التي تم فيها تثبيت الرئاسة العامة لرعاية الشباب في العام 2008 لعقد مجموعة ماسا الاستثماري مع نادي النصر رغم إعلان الأخير رغبته في فسخه لدواع مسببة، جاءت طريقة فسخ العقد الذي أعلن عنه نادي النصر عبر مركزه الإعلامي يوم الأربعاء الفائت، فلا أسباب واضحة، ولا مبررات مقنعة، بل ان الرئاسة ممثلة في إدارة الاستثمار وخصخصة الأندية كما في المرة الأولى ها هي تلتحف الصمت وكأن الأمر لا يعنيها.

لا يهمني الانتصار للنصر أو ماسا، على عكس ما فعله ولا زال يفعله النصراويون الذين انقسموا بسبب هذا العقد إلى فريقين كل منهما يريد أن يجر النار إلى قرصه حتى احترق، فكان الخاسر ليس نادي النصر وحده الذي ماج بالفوضى، واشتعل بالمشاكل، بسبب معركة الاصطفافات الطاحنة، ما بين فريق الإدارة سواء السابقة أو الحالية وفريق ماسا، وإنما الخاسر الأكبر في هذه القضية هو الاستثمار الرياضي السعودي الذي عانى بسبب هذه القضية من أزمة ثقة ولازال يعاني.

أقول لا يهمني ما يجري بين النصراويين من تطاحن، ففي ظني أنهم لو لم يتصارعوا على قضية (عقد ماسا) لوجدوا لهم ألف قضية وقضية يتشابكون بسببها فهذا ديدنهم، وإنما ما يهمني هو الانتصار للقانون، والاصطفاف إلى جانب العدالة. فهما وحدهما الضمانة الحقيقية لنجاح الاستثمار الرياضي لدينا الذي لازال يسير بسلحفائية، ويخطو بخوف في ظل الالتباس الحاصل في طريقة إدارته، والارتجالية الواضحة في طريقة التعاطي مع القضايا فيه؛ خصوصا فيما يتعلق بضبط الأمور القانونية. وليست قضية (ماسا والنصر) وحدها من كشفت ذلك، فثمة قضايا أخرى عرت هذه الحقيقة.

وعليه فلا يمكن لملف قضية شائكة ومعقدة أشغلت الرأي العام الرياضي أربعة مواسم كقضية ماسا والنصر أن تطوى هكذا بكل بساطة واستخفاف من جهة إدارة الاستثمار في الرئاسة دون إعطاء توضيحات كافية، وتبريرات مقنعة، وقبل ذلك قانونية تبين لكافة الأطراف المعنية بالقضية سواء أكانوا أطرافاً مباشرة أو غير مباشرة مسببات فسخ العقد، على الأقل حتى يقتنع المتماسون معها من إعلام وجماهير بأن الحلول لدى رعاية الشباب لا تأتي فزعة لهذا، ولا استرضاء لذاك، وإنما تصدر وفق مبانٍ قانونية صرفة. حتى وإن لم تقنع المتضرر من أطراف القضية، إذ لا مناص له حينها من الاستئناف!

وليس خاف على المتابعين لشؤون الاستثمار حالة التواري الواضحة لوكيل الرئيس العام لرعاية الشباب والمشرف العام على إدارة الاستثمار وخصخصة الأندية الدكتور فهد الباني عن المشهد الاستثماري وهو المعني الأول به، وأحسبه يخطئ إن ظن بأنه بهذا الصمت المطبق يدير اللعبة جيداً؛ لأنني على ثقة تامة بأن نار قضية (ماسا والنصر) ستطاله بشكل مباشر طالما أنه لم يقم باتخاذ مواقف مُسبقة إعلامياً في القضية، بدلاً من أن يجبر على اتخاذها بعد ذلك كردة فعل، وحينها لن يفيده التبرير، إذ سيسبق السيف العذل. وإن لم يقتنع بهذا، فعليه بسؤال زميله الدكتور صالح بن ناصر الذي بات يجيد إدارة لعبة (الاحتراف) إعلاميا بامتياز!

جريدة الرياض السعودية