الحديث الذي يسري الآن في أروقة الإتحاد الدولي لكرة القدم quot;فيفاquot; هو تنظيممونديال 2022 في فصل الشتاء، لأن درجات الحرارة في صيف قطر لا تحتمل ولا تساعد على إقامة المنافسات بكل ما في الكلمة من معنى.

________________________________________________________________________

لندن: يبدو أن تصريحات بعض أعضاء اللجنة التنفيذية لفيفا، ناهيك عن تلميحات رئيسها سيب بلاتر، مؤخراً دفعت الصحف الأوروبية عموماً، وفي البلدان التي فشلت في استضافة نهائيات كأس العالم لعام 2018 خصوصاً، إلى صب جام غضبها وانتقادها للطريقة التي تسير بها أكبر منظمة لكرة القدم في هذا الكون.

حيث دعا الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الإتحاد الأوروبي لكرة القدم في مؤتمره الصحافي بعد اختتام اجتماع اللجنة التنفيذية ليويفا في براغ إلى quot;تفكير شاملquot; حول احتمال تنظيم مونديال 2022 في كانون الثاني بدلاً من حزيران وتموز حيث تكون درجة الحرارة مرتفعة جداً في قطر.

وجاء تصريحه هذا بعد أيام قليلة من اقتراح للألماني فرانز بيكنباور عضو اللجنة التنفيذية لفيفا من إقامة هذه المنافسات في كانون الثاني، في الوقت الذي أشار سيب بلاتر رئيس الفيفا إلى إمكانية إقامة بعض المباريات في الدول المجاورة لقطر، وهو الذي أكد مراراً وتكراراً أنه لن يسمح بعد الآن لدولتين من تقديم عرض مشترك في محاولة لتنظيم نهائيات كأس العالم، فما بالك إذا لم تقدم هذه الدول عروضها وتشترك في استضافة البطولة! إلا أنه كان أكثر حنكة من زميليه السابقين عندما رد على اقتراحهما أن الفيفا سيدرس الموضوع بعد إقامة نهائيات كأس العالم لعامي 2018 و2022.

وإذا تم إقامة بطولة مونديال 2022 في كانون الثاني، فإن أسئلة كثيرة ستطرح نفسها وستكون بحاجة إلى إجابة: ماذا لو لم تتعاون اتحادات الدوري المحلي في كل انحاء أوروبا؟ ماذا لو تم رفض الإفراج عن اللاعبين، كما فعلت أندية دوري الهوكي الوطنية في الأدوار الأولى لبطولة هوكي الجليد في دورة الألعاب الأولمبية؟ وماذا لو تحدت هذه الإتحادات لوائح الفيفا قانونياً حول توافر اللاعب استناداً إلى تعطيل تدفق الإيرادات التي من المتوقع منطقياً أن تبقى على حالها؟

ونظراً إلى ما يفكر به بعض المراقبين عن عملية المزايدة، فهذه ليست خطوة أخرى نحو تهميش بطولة دولية. فهناك سبب آخر لذلك وهو دعم المدربين الكبار لرفض اللاعبين من ترك أنديتهم والالتحاق بمنتخبات بلدانهم. وهناك ذريعة أخرى وهي أن التعامل مع القرار قد يكون مصدراً للإزعاج بدلاً من أن يكون جزءاً لا يتجزأ من تقويم كرة القدم.

فقد انتقد ارسين فينغر، المدير الفني لارسنال، لفترة طويلة جدول المباريات الودية الدولية.

ويعتقد بأنه ينبغي على المديرين الفنيين أن يستفيدوا من مباريات التأهيلات لنهائيات كأس العالم عندما تلعب منتخباتهم الوطنية مع منتخبات صغيرة مثل أذربيجان أو أندورا.

أما السير اليكس فيرغسون، المدير الفني لمانشستر يونايتد، فقال إن مباريات نهائيات كأس العالم كانت سيئة وفقدت بريقها منذ عام 1986 (وبالتأكيد مونديال جنوب إفريقيا 2010 هي البطولة التي مثلت أدنى نقطة انخفاض لمستوى كرة القدم في الآونة الأخيرة).

ثم أن هناك حملة متزايدة لجمع إقامة المباريات الدولية كافة في فترة أربعة أسابيع من كل سنة، التي لا شك فيه أن المدربين للأندية سيسمونها quot;الشهر الدولي لعملية الفتق التافهةquot;.

وقد تكون مصداقية الفيفا منخفضة الآن في أجزاء كثيرة من العالم أكثر من من أي وقت مضى بعد الأحداث التي جرت في زيوريخ مؤخراً، ولكن سوف لن يغفر له أحد إذا أخذ منزلة كرة القدم الدولية وسمعتها معه.

فإذا قرر لاعب كبير، مثل بول سكولز صانع ألعاب الشياطين الحمر الذي يمكنه أن يتألق ويعتمد على حياته المهنية من دون اللعب مع منتخب انكلترا، رفضه المشاركة مع منتخب بلاده، فكيف يمكن لأي مسؤول من معاقبته.

ونظراً إلى قلة احترام اللجنة التنفيذية لفيفا، فإن مثل هذا اللاعب سيشعر بأنه سوف لن يشارك في نهائيات كأس العالم مرة أخرى؟

مصاغة بالفساد، ومزرعة فيها الفساد، فمن سيحتاجها؟ وعلى نحو متزايد فإن الجماهير التي تحب كرة القدم، قد تأتي لمشاهدة مباريات دولية فقط مع عبارات معيبة.

ولا بد أن يتذكر المرء كيف كان يُنظر إلى الملاكمة واعتبارها بمثابة رياضة quot;الفن النبيلquot; والجميع كان يعرف من هو البطل في كل الأوزان. ولكن ما هي حالتها الآن؟ هذا هو ما سيحدث لكرة القدم الدولية عندما تفقد الجماهير إيمانها باللعبة الجميلة.