أيد 67.82 % من قراء ايلاف الذين شاركوا بالاستفتاء الأسبوعي النظريات التي تشكك في نزاهة الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا، وذلك عطفا على مجمل هذه النظريات التي يتابعها العالم داخل أروقة الفيفا، في حين رفض 32.18 % من القراء هذه النظريات لعدم قناعتهم بصحتها.

عبدالله زقوت ndash; إيلاف : طرحت إيلاف في استفتاءها الأخير بعد ختام المونديال الأفريقي الذي حسم لقبه الماتادور الاسباني سؤالا لقراءها جاء بعنوان : quot; حفلت السنوات الماضية بنظريات تشكك بنزاهة الفيفا . هل تؤيد هذه النظريات؟quot;.

وأيد67.82 % من القراء هذه النظريات بناء على عدة معلومات تاريخية توضح هذه النظريات التي تابعها العالم من داخل أروقة الفيفا، بينما رفض 32.18 % من القراء تأييد هذه النظريات.

وعلى مر التاريخ، حفل واقع الاتحاد الدولي لكرة القدم quot; الفيفاquot; بالعديد من المفارقات والنظريات على رأي بعض المراقبين والتي تشكك في نزاهة الفيفا سواء على صعيد البطولات العالمية ككأس العالم وغيرها ، أو على الصعيد الداخلي للفيفا نفسها.

ويفرض الفيفا تكتما كبيرا على وسائل الاعلام في تعاطيها مع ما يدور في الفيفا، حيث أن الفيفا تتعامل بشكل انتقائي مع وسائل الإعلام، من خلال تفضيل مجموعة من العناوين دون غيرها، والحال ينطبق على توزيع المعلومة والحوارات، حتى أن رئيس الفيفا بلاتر لا يمنح أسبقية الحوار إلا لقلة قليلة من أصدقائه الصحفيين، في مقدمتهم الصحفي السويسري والتر لوتز.

هذا الأمر دفع صحافيان أحدهما بريطاني وآخر كندي، لتأليف كتابين يفضحان سلسلة من الممارسات والنظريات والمؤامرات داخل الفيفا المنظومة الكروية الكبرى في العالم.

وقام الصحافي البريطاني أندور جانينغز، بتأليف كتاب بعنوان ''بطاقة حمراء للفيفا .. الخفايا المشبوهة للفيفا''، بينما ألف الصحافي الكندي، ديكلان هيل صاحب ثاني كتاب آخر بعنوان ''كيف تغش في مباريات كرة القدم''.

ويسرد جانينغز في كتابه quot; بطاقة حمراء للفيفا quot; ، كيفية تحول الفيفا من جهاز تنظيم منافسات كروية إلى جهاز مافيا يسعى للربح المادي بكل الطرق، أكثر من ذلك يفضح الصحافي البريطاني استغلال المناصب لتوسيع الثروات الفردية للأعضاء النافذين في الاتحاد، كل ذلك على حساب أخلاقيات المنافسة الرياضيةbull;

ويقع كتاب quot; بطاقة حمراء للفيفا quot; في 400 صفحة ، ويؤكد فيه أن العناصر المؤثرة في الفيفا لا تتوانى في التلاعب بنتائج المباريات وقرعة المباريات والدول المستضيفة للمنافسات الهامة، على حسب ما تقتضيه المصلحة، مؤكدا في الوقت ذاته أن الفيفا باتت تسخر صورتها وكرة القدم لمجرد الربح المالي ، حيث تذهب بعض أموال حقوق البث التلفزيوني للمباريات المهمة لجيوب الأعضاء النافذين.

FIFA President Joseph Blatter sits beside a Jabulani ...
ويذهب الكتاب لأبعد من ذلك حيث اتهم رئيس الفيفا بلاتر بخلق شركات وهمية وحسابات بنكية مزيفة لتحويل الأموال، كما اتهمه شخصيا بتوزيع 50.000 دولار لعدد من رؤساء الاتحادات الكروية لضمان تصويتهم لصالحه في الانتخابات ألأخيرة.

أما كتاب أنجز الصحافي الكندي، ديكلان هيل الذي جاء بعنوان ''كيف تغش في مباراة كرة القدم؟''، فقد سرد عدد من الشهادات لفاعلين سواء في إدارة الفيفا، إلى جانب عدد من اللاعبين والحكام السابقين الذين يؤكدون على نهج الفيفا منح الرشاوى المالية لضمان نتائج بعض المباريات الكروية.

وكتب هيل للقراء عن كيفية التعرف على مباراة مغشوشة؟ ليكون الجواب، ''حين ترى حارس مرمى يقوم بعكس ما يجب القيام به، حين تشاهد لاعب يدخل هدفا بالخطأ في مرماه، حين تشاهد حكم يمنح بطاقة حمراء دون سبب، يبعد أحسن لاعب عن التشكيلة في المستطيل الأخضر دون سبب واضح''.

قبل أن ينتقل لأساليب أكثر دقة تتعلق بالجهاز الفني واللاعبين على حد سواء، تحريض فتيات الهوى للإغراء، أجنحة فخمة في الفنادق، منح مالية خيالية غير مبررة.

وما يعزز صدق كتاب الصحافي البريطاني هو إعلان الاتحاد الاسترالي لكرة القدم أنه سوف يقوم بصرف ملايين من الدولارات للتأثير وشراء مجوهرات ورحلات سياحية مجانية، بغية الحصول على حق استضافة كأس العالم 2022 لكرة القدم.

South Africa President Jacob Zuma, front row ...
وأشار تقرير حصري لشبكة ''فيرفاكس'' الأسترالية أن الاتحاد الأسترالي لكرة القدم صرف 11,37 مليون دولار أسترالي (9,68 ملايين دولار أميركي) كمبالغ مدفوعة لمستشارين أي ما يعادل ربع ميزانية الحملة.

وعرض التقرير لائحة الهدايا التي شملت عقود من اللؤلؤ لزوجات أعضاء اللجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي لكرة القدم، الذين سيقررون في ديسمبر المقبل هوية الدول التي ستستضيف نهائيات كأس العالم لعامي 2018 و 2022.

وأضاف التقرير أن الاتحاد الأسترالي سلم أزرار أكمام من اللؤلؤ، ورحلات مجانية إلى أستراليا لعضو في اللجنة التنفيذية بمناسبة عيد ميلاده، ودفع تكاليف زيارة فريق كرة قدم يرتبط بنائب رئيس الاتحاد الدولي جاك ورنر لزيارة قبرص العام الماضي.

وتضاف هذه التكاليف إلى المبالغ الهائلة المدفوعة للمستشارين، الذين يتباهون بعلاقات وطيدة مع ورنر، رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر والقيصر الألماني فرانتس بكنباور، وذلك في ملف منفصل غير خاضع للتدقيق الحكومي.

وبالانتقال للممارسات الخاصة باللعبة والتي تهز عرش الفيفا على سبيل المثال لا الحصر، نجد الأخطاء التحكيمية التي طالما أحدثت سيلا من الجدل الذي لن يتوقف في ظل صمت الفيفا التي لا زالت عاجزة حتى الأن عن حماية اللاعبين والمنتخبات من أخطاء الحكام القاتلة.

ففي المونديال الأخير الذي اختتم قبل اسبوعين في جنوب أفريقيا، اضطر رئيس الفيفا بلاتر للاعتذار لمنتخبي المكسيك وانكلترا عن أخطاء التحكيم القاتلة التي سببت لها الخروج من منافسات البطولة.

Spain goalkeeper Iker Casillas, center left, ...
كذلك عانى الشعب الايرلندي من الظلم حين حرموا من الوصول لكأس العالم بفوز غير مستحق لفرنسا بهدف سجله بيده لاعبهم الشهير هنري.

وفي كأس العالم الماضية أيضا شعر منتخب ساحل العاج بالمرارة من الأخطاء القاتلة للحكام حين احتسب الحكم هدفا للاعب quot; فابيانو quot; رغم لمسه الكرة بيده مرتين قبل إرسالها للشباك العاجية.

وفي حدث آخر ، تناقلت وسائل الاعلام السعودية مؤامرة من قبل لجنة الحكام بالفيفا ضد الحكم السعودي خلال جلال، بعدما قامت اللجنة بتغييره خليل جلال من حكم ساحة في لقاء الأوروغواي وغانا إلى حكم رابع في مباراة البرازيل وهولندا ، حيث عوضته بحكم ياباني وذلك بعد أقل من 24 ساعة من ترشيحه لإدارة مباراة غانا والأوروغواي.

وذكرت التقارير السعودية أن هناك اشاعات تقول انه يأتي هذا القرار بسبب الحملة التي شنتها الصحف السويسرية على جلال بعد طرده أحد لاعبي المنتخب السويسري في مباراة تشيلي، حيث كان القرار يهدف إلى إرضاء كبار المسؤولين في الاتحاد الدولي لكرة القدم quot;فيفاquot; وعلى رأسهم رئيس الاتحاد، السويسري جوزيف بلاتر.

وبعيدا عن كأس العالم الحالية، فقد فضحت مساعدة رئيس الاتحاد الانكليزي السابق لورد تريسمان مسؤولها بأنه روسيا وإسبانيا سيقومان برشوة الحكم في كأس العالم ومساعدة بعضهما للإطاحة بملف إنكلترا المقدم لتنظيم نهائيات كأس العالم 2018.

وبعد وصول الامر للصحافة اضطر تريسمان للتنحي عن منصبه كرئيس للاتحاد الإنكليزي وتم تعيين الرئيس السابق quot;جيف تومسونquot; بدلاً منه، ونفى الفيفا ادعاءات ترسمان وأكد أن ما قاله اللورد تريسمان لا يُعبر عن اتحاد كرة القدم الإنكليزي بل عن وجهة نظره هو فقط، ولا يعبر عن ملف إنكلترا المشارك في سباق تنظيم كأس العالم 2018، ولن يؤثر ذلك على موقف الدولة في المنافسة، وما ورد عبر الصحيفة البريطانية كان لابد أن لا يؤخذ على محمل الجد.

Referee Howard Webb of England, center, and the ...
ومنذ انطلاقة كأس العالم حفلت تلك البطولات بالعديد من المؤامرات التي كلفت الكثير للمنتخبات المشاركة ، حيث لا زال الجزائريون يذكرون بمرارة خداعهم في كأس العالم 1982 بألمانيا، عندما كان يجب على المانيا الغربية في مونديال 1982 الفوز في اخر مباراة في دور المجموعات بعد ان هزمتها الجزائر، في الوقت نفسه كانت النمسا تحتاج في مباراتها مع المانيا ان تخسر بفارق هدفين، فاستطاعت ألمانيا أن تسجل في اول المباراة ثم توقفت عن الهجوم باقي المباراة، وبالفعل استطاعوا ان يقصوا الجزائر خارج المجموعة.

وفي مونديال 1966 اتهمت اميريكا الجنوبية رئيس الفيفا في كأس العالم عام 1966 الانكليزي السير ستانلي روس انه امر حكام المونديال ان يقوموا بالتحكيم ضدهم في البطولة، وكان الحكام الاوروبيون هم السبب في اقصاء البرازيل على يد البرتغال وأيضا طرد انطونيو راتين كابتن الأرجنتين امام الدولة المضيفة.

وفي كأس العالم 2002 وصلت كوريا الجنوبية الدولة المنظمة لكأس العالم 2002 في هذا العام الى الدور قبل النهائي بعد فوز مثير للجدل على المنتخب الايطالي، حيث تم طرد النجم الايطالي فرانشيسكو توتي ثم احتساب ضربة جزاء غير صحيحة على المنتخب الايطالي. وبعدها فازت كوريا الجنوبية على اسبانيا بضربات الجزاء الترجيحية بعد ان الغى حكم المباراة هدف اسبانيا الذهبي في الأشواط الإضافية.

يذكر أن الأحداث والممارسات المذكورة في هذا التقرير تأتي على سبيل المثال لا الحصر، حيث لربما وقعت أحداث أخرى لم يتضمنها التقرير لكن كان الاجتهاد بذكر تلك الأحداث الأبرز دون إغفال أحداث أخرى قد تكون وقعت بهذا الشأن.