انقسمت اهتمامات ملايين العرب من عشاق كرة القدم بين الترقب لرؤية هوية المنتخب البطل لنهائيات كأس العالم وكذلك الى التطلع لمعرفة حقيقة العدو الخفي المتسبب في استمرار عملية التشويش على البث المباشر لمباريات المونديال عبر شاشة القنوات الرياضية المشفرة التي تتبع الشبكة القطرية المالكة للحقوق التلفزيونية الحصرية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
علي الحملي ndash; ايلاف : تلاشتردود الفعل المتمثلة في تبادل الاتهامات دون أي تقديم اثباتات بين مسئولي قنوات الجزيرة الرياضية وشركة أقمار النايلسات بشأن الطرف المتسبب في تشويش البث المباشر المشفر لمباريات كأس العالم الحالية .
واللافت في عمليات التشويش المجهولة المصدر أنها تكررت على اثر حدوثها للمرة الأولى في اليومين الافتتاحي والتالي لمنافسات المونديال ووصلت لاحقاً ليترافق ظهورها خلال ساعات التحليل في استوديوهات الجزيرة الرياضية وهو مايعني بان ذلك العدو الخفي لازال قادراً على مواصلة مهمته غير المشروعة .
كما ان ذلك قلل من جدوى تصريحات المهندس صلاح حمزة العضو المنتدب للشئون الفنية بشركة النايلسات المؤكدة على أنه تم اتخاذ العديد من الإجراءات الفنية بالتنسيق المباشر مع مسئولي الجزيرة الرياضية ، بهدف زيادة قدرات البث وتقليل تأثير التداخل مع إجراء العديد من البدائل الفنية في محاولة لاحتواء الآثار السلبية لهذا التشويش .
ورغم خفوت حدة الاتهامات المتبادلة بين الإطراف المستفيدة في قطر او المشغلة في مصر غير المشاركة في تقنيات تصنيع وتطوير هذه الخدمة التلفزيونية الفضائية الحديثة , وكذلك إلاعلان المتزامن من قبل الطرفين كل على حده عن تكليف شركات أوروبية للكشف عن هوية الفاعل الخفي لعمليات التشويش أثناء تكرار حدوثها في مرات مقبلة .
إلا انه نسب الى متخصصين في الجزيرة والنايلسات تكهنهم بهوية الجهة التي قامت بالتشويش التي وصفوها بالذكاء ، متوقعين ان يكون لديها محطة إرسال ومن الممكن ان تكون شركة أقمار اصطناعية أخرى، على الرغم من اعترافهم بان التكهن صعب في مثل هذه الأحداث .
بينما لم تتوصل جهود مكثفة لخبراء عرب في البث الفضائي على مدى الأيام الماضية في سبيل محاولاتهم لمعرفة الجهة التي قامت بعملية التشويش إلا فقط في الجزم بأنها تملك إمكانات فنية ضخمة، ورأى بعضهم ان اكتشاف هذه الجهة المشوشة على بث قنوات الجزيرة الرياضية تستدعي الاستعانة بأجهزة مخابرات.
ومع قرب انتصاف منافسات المونديال الأفريقي فانه لم يطرأ جديد بخصوص اكتشاف مصدر التشويش , عدا عدم استبعاد تورط اسرائيل وفقا لما قاله مؤخراً رئيس قسم المراسلين في قناة الجزيرة الرياضية رائد عابد في تقرير صحفي قبل ان يستدرك مؤكداً على عدم التوصل لادلة قاطعة لاتهام احد بصورة مباشرة.
لكن صحيفة quot;يديعوت أحرنوتquot; الاسرائيلية ردت على ذلك بقولها إن الجزيرة الرياضية نقلت اتهاماتها بالتشويش على بثها من مصر إلى إسرائيل، وزعمت بأن القناة القطرية، التي استثمرت الملايين من الدولارات لتغطية كأس العالم واحتكاره، فشلت تقنيا في بث المباريات .
في حين تداولت مصادر صحفية معلومات غير موثوقة عن وقوف جهة روسية مشهورة في القرصنة وراء التشويش، وذكرت أنها عمدت إلى التشويش على بث نقل الافتتاح ومباريات اليوم الثاني لمونديال جنوب افريقيا، مما يعني إبعاد قمر النايلسات عن دائرة الاتهام بالتشويش على الجزيرة الرياضية كما تردد سابقا .
ومعلوم ان قنوات الجزيرة الرياضية نجحت في شراء حقوق بث بطولة كأس العالم 2010م و2014م في صفقة قياسية بلغت ( 2,7) مليار دولار لتعويض خسائر الطرف البائع شبكة راديو وتلفزيون العرب لعدم مقدرتها على المنافسة في السوق الخليجي العربي بحسب تصريحات المالك للشبكة الإعلامية السعودية .
وحينها برر رجل المال والأعمال صالح كامل القبول على إتمام صفقة بيع القنوات الرياضية والحقوق الحصرية بقوله : أنا تاجر وهدفي الربح, لكن الحكومات لها أهداف أخرى ولا أستطيع أن أنافسهم, فالمعيار التجاري أصبح غير موجود في هذه المعادلة .
من جهته أوضح أحد منسوبي شبكة الايه ار تي أن الإعلام المرئي يتجه اتجاها واحدا في ظل خضوعه لسيطرة مؤسسة إعلامية واحدة، تتمثل في شبكة الجزيرة الفضائية .
وقال في حوار صحفي إن شبكة الجزيرة القطرية باتت تستحوذ على الجزء الأكبر من المكانة الإعلامية، الأمر الذي سيؤدي إلى تحجيم الإعلام المرئي السعودي بدرجة عالية.
يشار الى انه ارتبط بالشيخ صالح كامل استقدام العمل بنظام التشفير التلفزيوني للمنافسات الرياضية في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا وتحديداً منذ البث الحصري لمباريات كأس العالم في كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 ووقتها نسب إليه مقولة مثلث شرارة حروب عرب التشفير المتواصلة ( مثلما تدفع لتأكل .. ادفع لتشاهد ) !!
تابعوا معنا كل ما يخص كأس العالم 2010 عبر الملحق الخاص بالمونديال
التعليقات