توج المنتخب الاسباني لكرة القدم بطلاً لكأس العالم في نسخته الـ 19 للمرة الأولى في تاريخه بعد فوزه المستحق مساء الأحد على نظيره الهولندي بهدف دون رد سجله لاعبه اندرياس انيستا، في المباراة النهائية للمونديال الذي احتضنه جنوب أفريقيا. واحتاج الاسبان للوقت الاضافي لهزيمة الهولنديين بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي.
عبدالله زقوت ndash; إيلاف : أحرز المنتخب الأسباني لكرة القدم لقبه العالمي الأول بعد فوزه على نظيره الهولندي 1/صفر في المباراة النهائية لبطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا والتي انتهى وقتها الأصلي بالتعادل السلبي على استاد quot;سوكر سيتيquot; في جوهانسبرغ، امام 84490 متفرج على رأسهم العائلتان الملكيتان للبلدين ورؤساء العديد من الدول الافريقية وبينهم رئيس الدولة المضيفة الحالي ياكوب زوما.
و حقق المنتخب الاسباني بفوزه بالمونديال توقعات الاخطبوط بول الذي توقع أن تفوز اسبانيا، مثلما توقع بنجاح جميع نتائج المنتخب الألماني في المونديال الأفريقي.
فازت اسبانيا بأول لقب لقارة أوروبا خارج أراضيها، حيث أصبح المنتخب الأسباني ثامن فريق يحرز لقب البطولة على مدار تاريخها الذي يمتد على مدار 80 عاما.
ونجح المنتخب الأسباني في الفوز بكأس العالم، وهي المرة الأولى له في التأهل للنهائي والفوز باللقب العالمي ليضيفه إلى اللقب الأوروبي الذي أحرزه قبل عامين بالفوز على ألمانيا 1/صفر في نهائي يورو 2008 .
وفشل المنتخب الهولندي للمرة الثالثة في تحقيق الفوز في المباراة النهائية حيث سبق له أن خسر نهائي مونديال 1974 بألمانيا الغربية و1978 بالأرجنتين أمام صاحبي الأرض في كل من البطولتين على الترتيب.
وانتهى الوقت الأصلي بالتعادل السلبي ليلجأ الفريقان إلى الوقت الإضافي لمدة نصف ساعة مقسمة بالتساوي على شوطين لتكون المرة السادسة في تاريخ البطولة التي تمتد فيها المباراة النهائية لوقت إضافي وهي الثانية على التوالي.
وشهدت الدقيقة 109 طرد المدافع الهولندي جون هيتينجا لحصوله على الإنذار الثاني في مباراة شهدت رقما قياسيا للإنذارات في تاريخ المباريات النهائية للمونديال.
واستغل المنتخب الأسباني التفوق العددي وسجل هدف الفوز الثمين عبر اللاعب أندريس إنييستا في الدقيقة 116 .
ويدين الفريق بفضل كبير في هذا الفوز الثمين إلى حارس مرماه إيكر كاسياس الذي تصدى لانفرادين ليمنح فريقه فرصة تحقيق الفوز.
واستحق المنتخبان تواجدهما في مباراة quot;المجدquot; لانهما كانا الافضل الى جانب المنتخب الالماني، وان كانا باسلوبين مختلفين حيث حافظ الاسبان على ادائهم الهجومي الرائع الذي ظهروا به خلال الاعوام الثلاثة الاخيرة، فيما قارب الهولنديون مشاركتهم التاسعة في النهائيات باسلوب مغاير تماما للكرة الشاملة التي قدموها للعالم في السبعينات، اذ اتسم اداؤهم بالواقعية quot;الالمانيةquot; التي اعتمدها مدربهم بيرت فان مارفييك.
ولم يجر مدرب اسبانيا اي تغيير على التشكيلة التي واجهت المانيا فابقى فرناندو توريس على مقاعد الاحتياط واشرك بدرو رودريغيز اساسيا، فيما لعب دافيد فيا وحيدا كرأس حربة، في حين استعاد المنتخب الهولندي خدمات نايجل دي يونغ وغريغوري فان در فيل اللذين غابا عن مباراة نصف النهائي امام الاوروغواي بسبب الايقاف.
وبدأ الاسبان المباراة بقوة وحصلوا على فرصة لافتتاح التسجيل عندما انبرى تشافي لكرة حرة من الجهة اليمنى وصلت الى سيرجيو راموس الذي سددها من مسافة قريبة لكن الهولندي مارتن ستيكيلنبورغ تدخل ببراعة لينقذ فريقه ، ورد الهولنديون بتسديدة بعيدة لديرك كاوت لم يجد ايكر كاسياس صعوبة في صدها .
ثم حصل ابطال اوروبا على فرصتين سريعيتن الاولى لراموس الذي توغل في الجهة اليمنى وتلاعب بكاوت قبل ان يسدد كرة قوية ابعدها المدافع جون هايتينغا عن خط المرمى ، ثم اخرى لفيا بعد عرضية من تشابي الونسو تلقفها مهاجم برشلونة الجديد quot;طائرةquot; لكن محاولته هزت الشباك الجانبية .
ثم غابت الفرص عن المرميين بسبب عصبية اللاعبين حيث كثرت الاخطاء ما اضطر الحكم الانكليزي هاورد ويب الى رفع البطاقة الصفراء اربع مرات خلال ثماني دقائق مشاركة بين الطرفين، بويول وراموس من جهة اسبانيا وفان بيرسي وفان بومل من الجهة المقابلة، ثم اضيفت اليها بطاقة خامسة لدي يونغ بعد خطأ قاس جدا على تشابي الونسو كان يستحق عليه البطاقة الحمراء لكن الحكم تساهل معه .
واتسم اداء الطرفين بالعشوائية التامة دون اي لمحات او حتى تمريرات متقنة وكانت الفرصة الوحيدة غير مقصودة حيث كان هايتينغا يعيد الكرة لكاسياس من منتصف الملعب بعدما اخرجها الاسبان بسبب اصابة بويول، لكنها كادت ان تخدع القائد الاسباني الذي اضطر الى التدخل وابعادها الى ركنية وسط اعتذارات الهولنديين .
وعندما كان الشوط الاول يلفظ انفاسه الاخيرة كاد اريين روبن ان يخطف التقدم للهولنديين بتسديدة من حدود المنطقة لكن كاسياس تألق وانقذ الموقف (45)، ليطلق بعدها الحكم صافرته.
وفي بداية الشوط الثاني، فرض المنتخب الاسباني افضليته وحصل على فرصة لافتتاح التسجيل اثر ركلة ركنية نفذها تشافي من الجهة اليمنى فارتقى لها بويول وحولها برأسه لتصل الى بدرو المتواجد دون رقابة على القائم الايمن لكنه اخفق في تسديدها ليفرط على بلاده فرصة افتتاح التسجيل ، ثم رد روبن بتسديدة بعيدة صدها كاسياس دون عناء، واتبعها تشافي بفرصة للاسبان من ركلة حرة مرت قريبة من القائم الايسر .
وحاول دل بوسكي ان ينشط هجوم فريقه خصوصا على الجهة اليمنى فزج بخيسوس نافاس بدلا من بدرو لكن الهدف كاد ان يأتي من الجهة المقابلة في اخطر فرصة في اللقاء حيث انفرد روبن تماما بكاسياس بعد تمريرة متقنة من سنايدر لكن الحارس الاسباني تعملق وانقذ بلاده من هدف بعدما ابعد الكرة بفخذه الى ركنية .
ورد الاسبان بفرصة اخطر عندما توغل نافاس في الجهة اليمنى قبل ان يلعب كرة عرضية ارضية اخفق هايتينغا في ابعادها فوصلت الى فيا المتواجد وحيدا على القائم البعيد فسددها من مسافة قريبة لكن ستيكيلنبورغ تألق وصد المحاولة ، ثم حصل ابطال اوروبا على فرصة اخرى بكرة رأسية من راموس بعد ركنية نفذها تشافي من الجهة اليسرى، لكن محاولة مدافع ريال مدريد علت العارضة بقليل .
وحصل روبن على فرصة ذهبية لتسجيل هدف قاتل قبل ست دقائق على نهاية الوقت الاصلي عندما خطف الكرة بعد خطأ دفاعي من بويول لكن كاسياس تدخل ببراعة واقفل الطريق عليه، وسط اعتراضات شديدة من نجم بايرن ميونيخ الالماني الذي طالب بركلة جزاء .
وبقيت النتيجة على حالها ليحتكم الطرفان الى التمديد الذي اختبرته هولندا في نهائي 1978 عندما تعادلت مع الارجنتين 1-1 في الوقت الاصلي ثم خسرت 1-3 في الشوطين الاضافيين.
وفي بداية الشوط الاضافي الاول طالب الاسبان بركلة جزاء اولا على انييستا ثم فيا في هجمة واحدة لكن الحكم لم يمنحهم سوى ركلة ركنية لم تثمر ، ثم حصلوا على فرصة ذهبية للبديل فرانسيسك فابريغاس الذي انفرد بالحارس الهولندي لكنه فشل في ان يضع الكرة بعيدا عن متناول الاخير ، ورد الهولنديون بعد دقيقة بفرصة ليوريس ماتييسين اثر ركلة ركنية لكن رأسية مدافع هامبورغ الالماني علت العارضة بقليل.
ثم حصل فريق دل بوسكي على فرصة انفرادية اخرى هذه المرة لانييستا لكن لاعب وسط برشلونة تأخر في التسديد ما سمح للدفاع في انقاذ الموقف ، واتبعها نافاس بفرصة اخرى بتسديدة من داخل المنطقة لكنها تحولت من جيوفاني فان برونكهورست وهزت الشباك الخارجية (101).
وواصل الاسبان افضليتهم وهددوا المرمى الهولندي بتسديدة من حدود المنطقة لفابريغاس لكن محاولة قائد ارسنال الانكليزي مرت قريبة من القائم الايسر .
وفي بداية الشوط الثاني، زج دل بوسكي بتوريس بدلا من فيا على امل حسم المواجهة دون اللجوء الى ركلات الترجيح وبدت الامور في طريقها لتصب في مصلحة quot;لا فوريا روخاquot; بعدما رفع الحكم البطاقة الصفراء الثانية في وجه هايتينغا بعد خطأ على انييستا ليطرد في الدقيقة 109، لكن الهدف كاد ان يأتي من الجهة المقابلة من ركلة حرة نفذها سنايدر من حوالي 30 م لكن محاولته مرت قريبة جدا من القائم الايمن .
لكن الفرج الاسباني جاء بعدها بثوان عندما هز انييستا الشباك الهولندية بعدما كسر مصيدة التسلل اثر عرضية متقنة من فابريغاس قبل ان يسدد الكرة في الزاوية اليمنى للمرمى الهولندي ، وكان هذا الهدف كافيا لمنح بلاده المجد.
التعليقات