في اغرب حالة استبعاد عن المنتخب الوطني العراقي بكرة القدم تعرض لها لاعب ، كان حارس المرمى نور صبري هو الموما اليه بها ، بدون وجه حق الا.. لان مزاج الاخرين تعكر لاسباب مجهولة ، وان العلاقات والمجاملات باتت تحكم الامور في المنتخب ، فقد استبعد نور صبري وهو لم يزل في كامل عافيته وفي طاقته المتفجرة وحماسه وقدرته على التحليق والطيران خلف الكرات وردها ، ومما لا شك فيه ان يمتاز بردة الفعل صائبة وبذهنية صافية من الممكن ان تسدي خدمات كبيرة للاعبين في المنتخب.

استبعد .. وها هو الان يقف متأملا مستقبله المحاط بالغبن والاجحاف ، فلا يجد الا ان يفكر بأعتزال اللعب الدولي ومغادرة العراق للعب مع اي ناد خارجي ، على الرغم من ألمه حيث لا يريد ان تصل به الامور الى ما وصلت اليه ، ولكنه يشير الى ان عدم دعوته للمنتخب اثر على نفسيته كثيرا ، واعلن ان اعتزاله يأتي احتجاجا على تهميشه من قبل الاتحاد العراقي لكرة القدم وتجاهله .

واعرب نور عن استغرابه لعدم دعوته لتشكيلة المنتخب المشارك في بطولة غربي اسيا من قبل مدرب حراس مرمى المنتخب على الرغم من انه قدم مستوى جيدا خلال الدوري ولم يقصر في شيء ، وهذا ما قاله ، مؤكدا انه لازال في قمة العطاء ، وقائلا : شاهدوا مجمل مباريات فريق القوة الجوية التي لعبتها معه في الدوري واحكموا على المستوى الذي قدمتهّ!! ، لكنه يجد نفسه حائرا ازاء ما يحدث : (بصراحة لا اعرف الاسباب الحقيقية التي ادت الى عدم دعوتي لصفوف المنتخب العراقي !!)، وتراه يبحث عن جواب عند من يهمه الامر أي اتحاد الكرة فيقول(نعم .. لقد استفسرت عن السبب .. فلم اجد مبرراً لذلك ، مرة يدعون ان لديّ مشاكل مع الاتحاد ، واخرى ان مستواي الفني غير جيد ، وتارة يقولون ان الاتحاد قد اخلى مسؤوليته من هذا الامر الذي بات يتعلق بمدرب حراس المرمى الذي هو صاحب الحق في دعوة اي لاعب من عدمها .

لكن نور يعترف : نعم .. هناك اشخاص لا يرغبون بوجودي مع المنتخب العراقي ، والسبب .. لان انجازاتي وسمعتي ازعجتهم كثيراً ، فيستدرك نور حزينا : ولكن .. دعوة اي لاعب الى صفوف المنتخب العراقي هي لمصلحة البلد وليس لمصلحة الاشخاص !!.

هذا يعني ان نور اصبح مكروها من قبل البعض في الاتحاد العراقي لكرة القدم الذي هو يقوم بالايعاز بأختيار اللاعبين ، اي .. لم تعد كفاءته هي المقياس ، ولم يعد حماسه هو المنظور ، بل انهم وجدوا ان نجوميته اصبح تعشي العيون الناظرة اليه ، فهو من اللاعبين الذين لا يرضون بالخطأ ولا يداهنون ولا يصمت حينما يرى الكلام حقا وواجبا ، لكنه مع ذلك لا يريد ان يغلط في حق الاخرين ، ويفكر في احترامهم واعتدادهم بأنفسهم مثلما هو يعتد بنفسه ، ولا يريد ان يسمع من يحاول ان يثير الشكوك حوله او يشيع الهواجس ، ولا يتردد في الرد على منتقديه الا بالحكمة والمحبة ، لذلك في الاغلب هو يرد على منتقديه بما يقدمه في الملعب حينما يبرز ويتحدث عن الجمهور بالاعتزاز والفخر ، لكن اولئك الهائمين في بوادي الكراهية يقولون انهم لم يروه ، او انهم لم يسمعوا شيئا قيل عنه ، بل انهم يتجاوزون الحقيقة بالقول انه لم يكن يلعب وانه كان راكدا على مسطبة الاحتياط وانه انتهى ، وان فلان الحارس هو افضل منه بعشرات المرات ، ولابد لهذا ان يكون العملاق الجديد وان يحرس فضاء الاعمدة الثلاثة للمرمى العراقي .

السؤال المطروح حاليا وسط مشاركة العراق في بطولة غربي اسيا واستعداداته لبطولتين مهمتين هما : دورة الخليج وامم اسيا ، هل ان نور صبري يستحق الابعاد عن المنتخب الوطني ؟ او بصيغة اخرى : هل ان الحراس الموجودين حاليا افضل منه فعلا؟ ، الغريب في الامر ان مدرب حراس المرمى في المنتخب العراقي عبد الكريم ناعم كان بعيدا عن الكرة العراقية منذ زمن طويل ، حتى ان اختياره لهذه المهمة اثارت استغراب ودهشة اهل الكرة ، كما انه لم يكن يتابع مباريات الدوري العراقي الذي يلعب فيه نور مع القوة الجوية ، واذن .. من اين اتته الفكرة انه لم يعد يصلح للمنتخب ؟ الحقيقة ان هناك من اوحى له ، بل من اوصاه بعدم النظر الى نور صبري بحجة الغرور مرة وبحجة تراجع مستواه او انه (مشكلجي) ، اي انه لن يقبل بأحد يحاول ان من كرامته ، اذن .. لم تكن مسألة اختيار نور صبري خيار كريم ناعم ، ونحن نعلم ان الحارس الاصيل للمنتخب الحالي محمد كاصد دخلت مرماه اهداف عديدة ، ولا ننسى الاهداف الخمسة التي مزقت شباكه من لاعبي دهوك على ملعب دهوك في الدور نصف النهائي لدوري النخبة ، كما لا يجب ان نغفل الاهداف الاربعة التي مزقت شباكه بأقدام لاعبي المنتخب الاردني قبل بدء منافسات بطولة غربي اسيا ، كما يمكن الاشارة بوضوح الى حالة الهدف الذي سجله فريق اليمن في مرماه وكان يتحمل مسؤويلته بالكامل ، ولا نريد القول ان الحارس محمد كاصد غير جيد او ان حارس المرمى لا يخطأ ولكن من الانصاف ان لا يكون نور صبري بعيدا عن المنتخب لاسباب عديدة منها : انه يخلق حالة تنافس شديدة بين حراس المرمى العراقيين ولابد من التذكير بمشاركة العراق في بطولة كأس القارات التي جعلت محمد كاصد يعطي كل ما عنده ويتألق ، وثانيا ان نور صبري يمتلك خبرة تؤهله الى ان يكون مميزا بكفاءته ، وهو الان في مقتبل العمر ، كما يجب النظر الى ان في حالة اصابة محمد كاصد او حرمانه من اللعب من سيكون الحارس البديل والناجح الذي يمكنه التعويض؟ ، يبدو ان القائمين على الامر لم يأخذوا المصلحة العليا للمنتخب العراقي بعين الاعتبار قدر تحقيق رغباتهم الشخصية ونزعاتهم العدوانية .