في الوقت الذي وافق الاتحاد الدولي لكرة القدم على استقالة نائب الرئيس جاك وارنر من مختلف المناصب التي كان يشغلها داخل المنظمة الدولية، فماذا ستخبرنا هذه الاستقالة عن وعود سيب بلاتر بأنه سيجعل الفيفا أكثر شفافية؟

من ناحية، فإن القلائل من الذين لاحظوا وجود غياب المساءلة في الفيفا سيأسفون لرؤية ذهاب واحد من أقوى الرجال الذي شغل مناصب عليا في الفيفا على مدى الـ30 عاماً.

وكان نائب رئيس الفيفا السابق (68 عاماً) وسط عواصف فساد كثيرة، وليس من المستغرب أنه كان سيواجه لجنة الأخلاق حول مزاعم ترتيب الرشوة لأعضاء اتحاد كرة القدم الكاريبي نيابة عن المرشح الرئاسي السابق محمد بن همام، إلا أنه اختار إنهاء حياته الرياضية قبل أن تتم إدانته وإقالته.

وباستقالته هذه فقد فوّت الفرصة على عالم كرة القدم والفيفا لتهيئة الأجواء المناسبة للتحقيق معه ومعاقبته إذا ثبتت إدانته، إذ قال الفيفا بعد إعلان وارنر استقالته الاثنين، إنه أغلق كل المسائل المتعلقة بتحقيقات لجنة الأخلاق عن مزاعم فساد وارنر، واعتبره quot;بريئاًquot;!!

هذا هو العمل القديم لفيفا بقيادة بلاتر. فقد تمت صفقة وراء الكواليس، ما يجعل المراقبون يتساءلون عما حدث فعلاً. وهذا هو بالضبط ما كان بلاتر يبشر بالتغيير عندما أعطى له عالم كرة القدم صوته وثقته الساحقتين في الانتخابات الرئاسية التي جرت بداية هذا الشهر في زيوريخ. فيما يعتقد أحد أعضاء البارزين في الفيفا بأن رحيل وارنر هو مجرد quot;بدايةquot;، على رغم أنه لم يكن متأكداً من ذلك.

وماذا لو قدم محمد بن همام، الشخصية التي اتهمت بمحاولة شراء الأصوات مع أكداس من الدولارات في اجتماع غير رسمي عقد في ترينيداد الشهر الماضي، استقالته هو الآخر أيضاً؟ فهل سنسمع في وقت ما عن حقيقة ما حدث في الواقع؟

وماذا عن وعد وارنر الذي كان يتوقع أن يتعرض الفيفا لموجة تسونامي تهز عرشه؟ هل حقاً كان يعرف في أي وقت عن تصرفات الأعضاء الآخرين في الفيفا، وهل اختير الآن ليبقي فمه مغلقاً لإنقاذ سمعته وعودته إلى وظيفته السياسية في بلاده؟ وماذا سيحدث الآن لكل البلدان الكاريبية والمسؤولين الذين تم دفع مبالغ لهم والذين يتمسكون بها؟ هل سيستمر تحقيق لجنة الأخلاق؟

نعم، استقالة وارنر من اللجنة التنفيذية لفيفا لم تفعل العجائب لتحسين صورة المنظمة الدولية، ولكنها تطرح الكثير من التساؤلات عن طريقة إدارة الفيفا لأعماله!