كما كان الحال مع نيل وارنوك وستيف بروس، المديرين الفنيين السابقين في كوينز بارك رينجرز وسندرلاند على التوالي، كانت هناك مجموعة من الإقالات للمدربين الكرويين في أوروبا على مدى الأسابيع القليلة الماضية. ولكن من المؤكد أن أياً من هذه الضحايا لا يمكن أن يشعر بقساوة الإقالة من انطوان كومبواريه.

ففي موسمه الثالث من قيادة باريس سان جيرمان كان المدرب الفرنسي الأكثر شعبية قد أوصل ناديه إلى صدارة الدوري الفرنسي الأول.
ومع ذلك ثبت لليوناردو، المدير الرياضي في النادي، أن كومبواريه مدرب عاجز، ولذلك قام بعزله من منصبه في 22 كانون الأول الماضي، وذلك بعد يوم فقط من فوزه على سانت ايتيان، وبعد ثمانية أيام عيّن كارلو انشيلوتي خلفاً له.

وقد وصفت نقابة المدربين الفرنسيين قرار إقالة مدافع باريس سان جيرمان السابق بأنه quot;مخجلquot;، على رغم أن أحداً في فرنسا لم يتفاجأ به.

ومنذ أن أنهت قطر للاستثمار الرياضي الاستحواذ الكامل على نادي العاصمة الفرنسية في الصيف الماضي واستثمرت أكثر من 70 مليون جنيه استرليني لشراء لاعبين، كان كومبواريه يعيش في quot;الوقت بدل الضائعquot;، حتى أنه علق مازحاً في آب الماضي بقوله: quot;إذا جلب القطريين جوزيه مورينيو أو ارسين فينغر، فلا تقلقوا، سأحزم حقائبي وأرحلquot;.

وقد كان من الممكن لمورينيو وفينغر مقاومة اغراءات النادي، وينتمي انشيلوتي إلى الفئة نفسها. إلا أنه من خلال اقناع المدرب السابق في ميلان وتشلسي للانضمام إلى باريس سان جيرمان، فإنه مما لا شك فيه أن ليناردو استطاع بلا جدال تحقيق انقلاباً مثيراً للإعجاب.

وبما أن قطر للاستثمار الرياضي وضعت رؤية عالية للغاية. ومن الطبيعي أن تكون الهيمنة على الكرة الفرنسية هدفها الأول، إلا أن ناصر الخليفي، الرئيس الجديد لباريس سان جيرمان، أكد أن المنافسة بشكل منتظم في دوري أبطال أوروبا وان يكون النادي في وضع يسمح له للفوز باللقب في غضون السنوات الثلاث المقبلة ينبغي أن يكون الهدف الأساسي والمطلق.

ولضمان فرص تحقيق أهدافاً جميلة من هذا القبيل، قررت قطر للاستثمار وليوناردو أنه هناك حاجة لمدرب عالٍ المستوى ولديه المزيد من الخبرة الأوروبية.

وعلى رغم أنه كان هناك تعاطفاً لا مفر منه مع كومبواريه، إلا أن قليلاً من المراقبين اختلفوا في المنطق من وراء تعيين أنشيلوتي. حتى أن المدافع السابق لمنتخب فرنسا وتشلسي فرانك ليبويوف قال لبي بي سي سبورت إن quot;القرار كان مفهوماً، على رغم أنه لم يكن جميلاً من الوجهة الإنسانية. ولكن للنادي أهدافاً جديدة الآن، وأنشيلوتي هو المدرب الذي يمكن أن يأخذه إلى المستوى التالي، وسيضمن وجوده جودة معينة من اللاعبينquot;.

وقوبلت سرعة الإثارة التي أحدثتها وسائل الإعلام الايطالية عندما نشرت بأن ديفيد بيكهام سيكون التالي في النادي، بتحويل أنشيلوتي اهتمامه في مكان آخر.

ومن بين الذين تم ربطهم بالنادي الفائز مرتين بالدوري الفرنسي الأول، كارلوس تيفيز وفلوران مالودا وديدييه دروغبا، في حين أن آخر التقارير تشير إلى أن البرازيليان باتو وكاكا ndash; وكلاهما لعب تحت إدارة أنشيلوتي في ميلان ndash; هما من أولويات الانتقالات للمدرب الجديد.

وجذب المواهب من الطراز العالمي إلى دوري الدرجة 1 لن يكن سهلاً. ولكن الصحافي داميان ديغور الذي يعمل في صحيفة quot;ليكيبquot; الرياضية الفرنسية يعتقد بأن سمعة الايطالي قد تؤدي إلى التأثير في التوازن لصالح باريس سان جيرمان.

إذ قال لبي بي سي سبورت إن النادي بحاجة إلى مدرب ذات سمعة كبيرة، وquot;اللاعبون الأعلى مقاماً سيكونون متحفظين للمجيء إليه الذي لم يتأهل إلى الدوري الأوروبي منذ موسم 2004/2005، ولكن أنشيلوتي سيجعل العاصمة الفرنسية الوجهة الأكثر جاذبيةquot;.

وحتى مع ذلك، فقد شاهد الفائز بكأس الكؤوس الأوروبية بداية صعبة هذا الموسم، حيث أعقب هزيمته الودية في الأسبوع الماضي أمام ميلان، فوزاً صعباً ومرهقاً 2-1 على نادي لومينت الهاوي يوم الأحد في بطولة كأس فرنسا، حيث كافح اللاعبون من أجل التكيّف مع أسلوب 4-3-2-1 الجديد.

ولكن تقدماً كبيراً تم إحرازه خارج الملعب على الأقل.

فقد تحسنت لغة أنشيلوتي الفرنسية إلى حد أنه قام بالتحدث بها في مؤتمراته الصحافية.

في غضون ذلك، يتطلع اللاعبين للتدريب مع الايطالي (52 عاماً) واثنين من مساعديه الذين تم تعيينهما حديثاً، لاعب خط وسط تشلسي السابق كلود ماكيليلي والانكليزي بول كيلمان، اللذان كان يعملان مع أنشيلوتي في ستامفورد بريدج.

ومع شعور اللاعبين بالسعادة للعمل مع الايطالي، إلا أن ديغور لا يصدق أن بعض القدماء منهم مثل سيلفان ارمان وكامارا زومانا ونيني سيحصلون على فرصة للعب على الإطلاق في تشكيلة مدرب من مكانة أنشيلوتي.

ولكن ليس الجميع يشعر بالسعادة مع التطورات الأخيرة في النادي الباريسي.

فقد اتهم جان ميشيل لاركيو، لاعب خط وسط سانت ايتيان وباريس سان جيرمان السابق أصحاب النادي القطريين بعدم احترام تقاليده بإقالة كومبواريه الذي كان عضواً في الفريق الفائز باللقب عام 1994، ومع تلميحاتهم بأنهم قد يغادرون في يوم ما استاد بارك دي برنس (حديقة الأمراء). وقال لإذاعة RMC الفرنسية: quot;أصبح النادي مملوكاً للقطريين ويديره برازيلي وايطالي. لقد طردوا اللاعب الاسطورة الذي قادهم إلى صدارة الدوري كمدرب. وقالوا إن الاستاد عفا عليه الزمن. بالنسبة إليّ لقد لقى النادي حتفهquot;.

وبالتأكيد قد لا يتذوق الجميع باريس سان جيرمان الحديث.

فالكثير من المراقبين ليسوا مرتاحين من فكرة الملايين التي يتم ضخها في كرة القدم في هذا الوقت من الأزمة الاقتصادية، وآخرون يشعرن بالأسف أن النادي الذي كان في وقت ما مشهوراً بصخبه وعاطفته الجماهيرية تحول إلى شركة تجارية عالمية مع جمهور أكثر مطهراً وموجهاً.

ولكن ليبويوف أصر على أن الجماهير الفرنسية بحاجة، بكل بساطة، إلى القبول بأن الظروف قد تغيرت. وأضاف الفائز بكأس العالم 1998 لموقع الهيئة: quot;علينا أن نوقف سذاجتنا والعيش في الماضي. فكرة القدم قد تغيرت بشكل كبير، فعندما تركت تشلسي في 2005 كان يُدار مثل نادي للأسرة. الآن أصبح من الأعمال التجارية الكبرى. تشلسي أصبح ماكينة عالمية ويحاول باريس سان جيرمان أن يكون ماكنة عالمية. الحقيقة هي أن المال هو الطاغي على كرة القدم في الوقت الحاضر، لذا يجب أن يكون الناس سعداء لأن القطريين قرروا استثمار أموالهم في فرنساquot;.

ولكنه أجاب على سؤال حول ما إذا كان المال القطري كافياً لتحقيق مجد دوري أبطال أوروبا، بقوله: quot;لا اعتقد ذلك. لأنه مع التشريعات التي لدينا، فإنه من المستحيل منافسة الأندية الفرنسية من الناحية المالية لنظيراتها الأوروبية الكبرى. ولكن جميعنا يمكن أن نحلم. بل هو الشيء الوحيد الذي بقي مجاني في هذا العالمquot;.

ومع قيادة أنشيلوتي، فإن احتمال تحقيق الحلم لم يعد يبدو بعيد المنال تماماً.

الألقاب التي حصل عليها انشيلوتي
كمدرب

يوفنتوس: كأس إنترتوتو 1999.
ميلان: كأس ايطاليا 2003، دوري أبطال أوروبا 2003 و2007، كأس السوبر الأوروبية 2003 و2007، الدوري الايطالي 2004، كأس السوبر الايطالي 2004، وكأس العالم للأندية 2007.
تشلسي: الدرع الخيرية 2009، الدوري الممتاز 2010، وكأس الاتحاد 2010.

كلاعب

روما: كأس ايطاليا 1980، 1981، 1984 و1986. والدوري الايطالي 1983.
ميلان: الدوري الايطالي 1988 و1992. كأس السوبر الايطالي 1988. كأس أوروبا 1989 و1990. كأس السوبر الأوروبية 1989 و1990. كأس القارات 1989 و1990.