أعتبر نادي اتلتيكو مدريد الخاسر الأكبر بعدما خرج خالي الوفاض من جوائز الاتحاد الدولي " الفيفا " لعام &2014 &وذلك خلال الحفل السنوي الذي اقيم الاثنين المنصرم بمدينة زيورخ السويسرية بعدما تعرض لظلم جائر من قبل القائمين و المعنيين على اختيارالفائزين بالجوائز التكريمية على الرغم من النتائج الجيدة و الأداء الراقي للنادي خلال العام المنصرم مما جعله يحظى بحيز إعلامي واسع في مختلف الوسائل.

و لم يكن ذلك الاستغراب الواسع مجاملة من قبل الإعلام بل فرضه الاتلتيكو &بعدما نجح في التتويج بلقب الدوري المحلي بعد صيام عنه منذ عام 1996 كاسراً هيمنة و كبرياء قطبا الليغا برشلونة وريال مدريد المسيطران على عرش الكرة الإسبانية بصفة مطلقة منذ عام 2004 ، وهو تاريخ تتويج فالنسيا باللقب ، كما أن الأتليتكو &احرز وصافة دوري أبطال أوروبا كونه أول نادي إسباني غير البارسا و الريال يبلغ نهائي المسابقة القارية منذ عام 2001 مع خفافيش فالنسيا ، كما أنه نال لقب السوبر الإسباني منتقما من غريمه الريال الذي حرمه من صاحبة الأذنين.

و لم &يكن الروخي بلانكوس ليحقق هذه الحصيلة الإيجابية لولا عنصرين هامين يتمثلان بمدرب محنك و داهية رغم صغره عمره في مجال التدريب ، وهو الأرجنتيني دييغو سيميوني الذي يصنفه الخبراء بأنه واحد من أفضل المدربين في أوروبا حالياً ، أما العنصر الثاني فتمثل في ترسانة من اللاعبين المميزين على رأسهم التركي اردا توران و الحارس البلجيكي تيبو كورتوا ، والمهاجم الإسباني دييغو كوستا و إلى جانب الأوروغواني دييغو غودين وهم لاعبين &يمتلكون كل صفات النجومية باستثناء الشهرة الإعلامية بسبب تسليط العدسات أضوائها على لاعبين آخرين ينشطون في أندية تملك قاعدة جماهيرية كبيرة عالمياً .

مدرب الفريق

وفي حفل " الفيفا " اعتبر غالبية المتابعين اختيار المدرب الألماني جواكيم لوف كأفضل مدرب في العالم ظلما في حق الأرجنتيني سيميوني ، فيما استند " الفيفا " في تبرير اختياره بكون لوف قاد المانشافت لإحراز أغلى بطولة في العالم و هي " كأس العالم " و ربما هذا صحيح ولو كان العام عاماً آخر غير عام المونديال لربما نال سيميوني الجائزة ، و رغم ذلك فأن الافضلية كانت للأرجنتيني الذي تألق على مدار العام بينما اقتصر تألق الالماني على فترة لم تتعدى الشهر وبعدما انتهى المونديال أفل نجمه بل و انقاد المنتخب الألماني بعد البطولة لخسارة في تصفيات امم أوروبا 2016 في وقت يستمر سيميوني في قهر كبار أوروبا بعدما قاد فريقه الروخي بلانكوس لبلوغ دور الثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا و إقصاء ريال مدريد من كأس ملك إسبانيا .

اللاعبين

و مما زاد من شدة الظلم الذي ألحقه " الفيفا " بالنادي الإسباني هو خلو تشكيلته النمودجية لعام 2014 من أي لاعب يرتدي أو يرتدى ألوان "الهنود الحمر " على الرغم من العديد منهم سطع نجومهم و كانوا متألقين في الملاعب جعلتهم مطلب أولي في سوق الانتقالات الصيفية ، بعدما اصبحوا مطلب كبرى الأندية الأوروبية بفضل مهاراتهم الفنية و قدراتهم البندية العالية.

وغابت أسماء كان الغالبية من المتابعين يتوقعون تواجدها في تشكيلة العام على غرار المدافع الأوروغوياني دييغو غودين و معه المهاجم الإسباني البرازيلي الأصل دييغو كوستا الذي استمر في التألق بعدما انتقل إلى صفوف تشيلسي الإنكليزي حيث يقود البلوز بإمتياز إلى جانب منافسته على سباق هدافي الدوري الإنكليزي الممتاز يليه لاعب الوسط الإسباني &كوكي الذي يتصارع عليه البارسا و ريال مدريد بكل قواهما المالية.

مجاملات " الفيفا " للرعاة

ومقابل غياب هذه الاسماء شهدت تشكيلة 2014 حضور لاعبين سجلوا إخفاقات متعددة سواء مع أنديتهم أو مع منتخباتهم على غرار متوسط ميدان برشلونة الإسباني اندريس انييستا والبرازيليان دافيد لويز و ثياغو سيلفا اللذان تعرضا لشر هزيمة في المونديال من ألمانيا و هولندا .

والحقيقة التي انكشفت في حفل " الفيفا " لعام 2014 هي أن الظلم التي طال بطل إسبانيا لم يكن سوى تجسيداً و استمراراً لسياسة الكيل بمكيالين التي تتبعها هيئة السويسري سيب بلاتر منذ سنوات و القائمة على مبدأ ( ارضاء الذئاب دون إزعاج الرعاة ) حيث أن هولاء "الذئاب " يعرفهم العام و الخاص وهم من لا يستحقون جوائز " الفيفا " فأن هوية الرعاة تبقى مجهولة.

وبحسب المتابعين أن " الفيفا " لو لم يكل بمكيالين لذهبت جوائزه لغير من احرزها بقوة الإعلام و الإعلانات ، ولو اعتمد " الإتحاد الدولي " على معيار المونديال لمنح جائزة أفضل مدرب للالماني جواكيم لوف فكان يفترض ان يعتمده أيضا مع جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم و حينها فأن صاحبها سيكون حارس بايرن ميونيخ والمانشافت مانويل نوير بلا منازع لانه هو الفائز بكأس العالم و بعده يأتي في الأحقية الأرجنتيني ليونيل ميسي لانه نال الوصافة مع التانغو في وقت لم يكن هناك داع لبلوغ البرتغالي كريستيانو رونالدو لدائرة الترشح النهائية بما أنه خرج من الدور الأول رفقة منتخب بلاده في مونديال البرازيل .

و أصبح " الفيفا " &مطالب بتقليل رضوخه لرعاته الذين هم في نفس الوقت رعاة أصحاب الجوائز حيث يمنحون أموالا بيمناهم و يسترجعونها بيسراهم ، كما أنه مطالب ايضا &بتصحيح معاييره أو توضيحها أكثر من اي وقت مضى في ظل تزايد الأصوات المؤثرة التي تطالبه بذلك في ظل عدم تحمس العديد من اللاعبين و المدربين للترشح لجوائزه السنوية بسبب علمهم مسبقا بعدم تتويجهم بها في ظل حجزها لأسماء معينة دأبت على نيلها كل عام ، بعدما حول " الفيفا " ابطال العام كاملاً الى مجرد " كومبارس " &خلال سهرة الاثنين من الأسبوع الثاني من كل عام جديد.