&أعلنت إدارة نادي ريال مدريد الإسباني مؤخراً عن تعاقدها مع المدرب الإسباني رافائيل بينيتيز لتولي الجهاز الفني للفريق الأول بالنادي خلفاً للإيطالي كارلو أنشيلوتي المقال من منصبه .

وتضمن العقد بين النادي الملكي ومدربه الإسباني فترة إقامة مدتها ثلاثة مواسم قادمة غير أن المدرب السابق لنابولي الإيطالي يدرك جيداً أن بقائه في منصبه لغاية عام 2018 أو حتى يونيو من العام المقبل 2016 مرتبط بنجاح مشروعه في إعادة الميرينغي إلى تحقيق أفضل النتائج على كافة الأصعدة.
&
وبحسب التقارير الواردة ووفق آراء المتابعين فإن نجاح مشروع بينيتيز في ملعب سانتياغو بيرنابيو وإرضاء الرئيس فلورونتينو بيريز مرهون بتجاوزه خمسة تحديات في مشواره التدريبي مع الفريق .
&
التحدي الأول
&
هو التتويج بإحدى البطولات الكبرى في الموسم المقبل والأول له مع الفريق 2015-2016 ، سواء من خلال الظفر بلقب الليغا التي لم يفز بها الريال منذ عام 2012 ، أو إحرازه &لقب دوري أبطال أوروبا ، فالمدربون السابقون للميرينغي، ومنهم المدرب الإيطالي المقال كارلو أنشيلوتي مؤخراً قد خرجوا من الباب الضيق بسبب إخفاقهم في تجاوز هذا التحدى ، وبينيتيز يدرك بأن خروج الريال الموسم المقبل خالي الوفاض سيُجبره على مغادرة النادي مثلما غادره انشيلوتي وموريينو ومن سبقهم من المدربين، فالريال نادٍ قائم على احراز البطولات الكبرى للبقاء في القمة وذلك بالنظر للإمكانيات المادية والبشرية والقاعدة الجماهيرية الضخمة التي يتمتع بها، خاصة ان غريمه و نافسه الأول برشلونة حقق هذا الموسم إنجازات هامة على الصعيد المحلي والقاري .
&
التحدي الثاني
&
هو كسب ثقة الجمهور والإعلام المدريدي، ذلك أن بينيتيز كان الخيار الثالث، بحسب مصادر مقربة من الإدارة الملكية التي أكدت بأن رئيس النادي بيريز كان يأمل في إسناد مهمة تدريب الأبيض للألماني يورغن كلوب الذي قدم استقالته من تدريب فريق بروسيا دورتموند الألماني أو الإسباني ميشيل سلغادو نجم الريال في الثمانينات وبداية التسعينات، غير أن رفضهما اجبره على الاستعانة بمدرب نابولي الإيطالي، وهذا ما جعل الجمهور المدريدي ينظر إلى رافاييل نظرة استخفاف كونه ليس المدرب الأنسب لقيادة نادٍ عريق وقوي بقيمة الريال، وأنه يجب على بينيتيز إثبات جدارته وقدرته على ذلك من خلال ترك بصمته على أداء الفريق، ومن خلال تحقيق نتائج جيدة خاصة في المباريات الإعدادية والمباريات الأولى للموسم الجديد.
&
التحدي الثالث&
&
هو السيطرة على غرف ملابس سانتياغو بيرنابيو التي فقدت الهدوء في المواسم الأخيرة وتسببت في الإطاحة بالمدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، حيث كانت على صفيح ساخن في فترة الإيطالي أنشيلوتي بسبب العلاقات المتوترة بين العديد من اللاعبين لأسباب مختلفة مثل علاقة البرتغالي كريستيانو رونالدو والويلزي غاريث بيل، وعلاقة الحارس ايكر كاسياس بزميله ألفارو آربيلوا، ولاعبين آخرين لم يجمعهم نفس الود .&
&
والإبقاء على الأمور كما هي لن يخدم مشروع بينيتيز لان الفريق سيتأثر بتلك التكتلات ، وستؤثر على نتائجه، مما سيتسبب بدفع المدرب وحده لضريبة هذه الخلافات ، ولو أن سعيه لإعادة الهدوء إلى غرف الملابس سيتطلب منه إتخاذ قرارات ردعية جريئة من بينها تسريح بعض العناصر، ووضع النقاط على الحروف مع العناصر الآخرى ، وتحذيرها من اثارة أي مشاكل في صفوف الفريق.
&
&
التحدي الرابع
&
إقناعه للاعبين بسياسة تدوير التشكيل الأساسي في المباريات خلال الاستحقاقات الرسمية التي سيخوضها، فالجميع يعلم بأن أحد عوامل نجاح برشلونة هذا الموسم هو اعتماد مدربه على سياسة التدوير في وقت ان أحد أسباب فشل الريال هو اعتماد مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي وبشكل مفرط على عدد محدود من اللاعبين على مدار الموسم لا يزيد عن 13 لاعباً، فخمسة لاعبين من اشبال كارليتو كانوا ضمن التشكيل الأساسي خلال 30 مباراة للدوري الإسباني مقابل لاعبين فقط من برشلونة هما ميسي والحارس برافو ، وهو ما جعل لاعبو الريال يتعرضون للإرهاق والإصابات، لتتأثر بالتالي لياقتهم البدنية ، وتحرمهم من إنهاء الموسم بنفس الإيقاع.&
&
هذا ويتطلب من المدرب الجديد للميرينغي تحضير اشباله جيداً لإقناعهم بضرورة احترام خياراته التكتيكية التي تختلف من مباراة لآخرى وفق حسابات ليس مطالب بكشفها للاعبين.
&
التحدي الخامس
&
هو تحقيق توزان بين الدفاع و الهجوم، فالخط الأمامي يجب الاحتفاظ بفعاليته القوية بعدما سجل هذا الموسم أعلى رصيد تهديفي متجاوزاً برشلونة البطل غير ان خط دفاعه يحتاج إلى المزيد من التحصين وتقوية هذا الخط بعدما كان هشا خلال فترة انشيلوتي، بدليل ان شباك الحارس كاسياس اهتزت 38 مرة وهو عدد كبير بالنسبة لفريق ينافس على الألقاب .&
&
ويتضح أن المشكلة التي يعاني منها النادي الملكي لا تكمن في ندرة المدافعين بقدر ما كان يتعلق بالأسلوب التكتيكي الذي يعتمده الفني الإيطالي، والذي جعل الهجوم لا يقوم بواجباته الدفاعية في وقت ان لاعبي الخط الخلفي كان لهم دوراً هاما في دعم الثلاثي الهجومي للريال كريستيانو رونالدو وبيل وبن زيمة ، حيث &بدا واضحا عدم وجود ترابط بين الخطوط الثلاثة ، مما جعل خط الدفاع يتحمل دائماً ضغط مهاجمي المنافسين.&
&
وبات المدرب بينيتيز مطالباً بتعديل تكتيك اللعب لكسب هذا التحدي من خلال تعديل مراكز بعض اللاعبين، فليس مهما كم سجل كريستيانو من أهداف بقدر ما هو مهم كم سُجل على زميله كاسياس من أهداف لأن الاهداف التي تلقاها الأخير، كانت أغلبها مؤثرة على نتائج مباريات الميرينغي عكس أهداف الدون البرتغالي.