تتنافس الفرق الكبرى لكرة السلة للمحترفين في الولايات المتحدة على أرض الملعب لأسابيع عدة في سعي لتأهلها إلى واحد من المركزين المرغوبين لنهائي البطولة – فريق من منطقة الغرب الأوسط والآخر من الساحل الغربي للبلاد.

ولكن في بطولة هذا العام امتدت سلسلة المباريات النهائية، التي أحرز غولدن ستايت ووريرز لقب البطولة بتقدمه 4-2 على كليفلاند كافالييرز، إلى خارج حدود أمريكا وإلى ما وراء البحار وعبر قارتين حتى وصلت إلى منطقة الشرق الأوسط، وتحديداً إلى المنطقة الأكثر توتراً: الحدود اللبنانية – الإسرائيلية.
&
فقد ولد ستيف كير مدرب ووريرز في بيروت وقضى معظم أيام طفولته في لبنان وفي المنطقة.
&
ويعتبر ديفيد بلات الذي يدرب كافالييرز مواطن أمريكي إسرائيلي مزدوج الجنسية وكان جندياً سابقاً في قوات الدفاع الإسرائيلية وأمضى سنوات عديدة يدرب فرق لكرة السلة للمحترفين في إسرائيل.
&
وعلى الرغم من ذلك تحدي المشجعين في إسرائيل، والذي قُدر عددهم بسبعة ملايين شخص، الفارق الزمني ليشاهدوا كيف سيقود بلات فريقه، إلا أن المدرب خاطب أنصاره معتذراً بعد تعرض فريقه لخسارة كبيرة على أرضه بنتيجة 105-97 ليلة الثلاثاء.
&
أما كير فقد أصبحت علاقته مع الشرق الأوسط أكثر كآبة بعد اغتيال والده مالكولم كير في العاصمة اللبنانية في عام 1984، حيث كان يعمل رئيساَ للجامعة الأمريكية في بيروت.
&
وقال الديبلوماسي الأمريكي دينيس روس الذي كان طالباً ومساعد المدرس لدى مالكولم خلال الفترة التي قضاها الثاني في جامعة كاليفورنيا في لوس انجليس، لهيئة الإذاعة البريطانية إن الأكاديمي اللبناني الذي أمضى معظم وقته يكتب عن الصراع العربي – الإسرائيلي "لم يكن مستعداً للعيش مع جدار يفصل بينه وبين بلاده".
&
ورفض ستيف، الذي كان يبلغ الـ18 عاماً آنذاك الذهاب إلى لبنان بعد اغتيال والده، إذ بدلاً من ذلك، فقد لعب أفضل مبارياته في كرة السلة كطالب مبتدئ في جامعة اريزونا، فائزاً باللقب خمس مرات مع شيكاغو بولز وسان انطونيو، وأبدى بعد ذلك مرونة معينة للسير على خطاه بعد المأساة، وهذا ما حدث بالفعل على أرض الملعب عندما جلب لقب الدوري الأمريكي لكرة السلة إلى نادي غولدن ستايت ووريرز للمرة الأولى منذ عام 1957.
&
وقد نجح كلا المدربين في حياتهما المهنية، وإن كان ذلك بطرق مختلفة، التي تجسدت من خلال تجاربهما مع الشرق الأوسط.
&
لدى ديفيد بلات اتصالات وثيقة بإسرائيل، وعندما تقدم كليفلاند كافالييرز إلى النهائيات في الشهر الماضي، ارسل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو رسالة تهنئة له ولفريقه. وعلى رغم أن بلات (56 عاماً) قد ولد في ولاية ماساشوستس الأمريكية، إلا أنه يعتبر مواطناً إسرائيلياً أمضى 16 عاماً من حياته كمدرب في إسرائيل وقاد فريق مكابي تل أبيب للفوز بلقب آخر 4 مواسم.
&
ويعتبر الشخصية الأكثر&احتراماً في وضع برامج التدريب. ومعروف عنه أيضاً دفاعه عن سياسة إسرائيل، حتى أنه دعم بقوة العملية العسكرية ضد غزة في الصيف الماضي.
&
أما ستيف كير فقد تحدث بصراحة عن تربيته الدولية التي صاغت آرائه داخل الميدان وخارجه.
&
وقال كير في خطاب حفل تخرجه من جامعة ولاية أريزونا في 2014 "أظهر والدي لي العالم كله الذي كان مختفياً وراء الثقافة الأمريكية المثالية. علموني كيف أفهم الناس واحترمهم. علموني أيضاً أنه على رغم أن الناس يتكلمون بشكل مختلف أو لديهم عادات أو معتقدات غريبة عني، إلا أنه من المهم أن آخذ وقتاً كافياً ليس فقط لفهم تلك الاختلافات فحسب، بل لأتقبلها بكل سرور".
&
وفي حين أنه لا توجد علاقات بين لبنان وإسرائيل، إلا أنه يبدو أنه كان هناك تقارباً بين المدربين كير وبلات، اللذين كادا أن ينتهي بهما المطاف وهما في نادٍ واحد، وذلك عندما طلب كير من بلات أن يكون مساعداً له، ولكنه بدلاً من ذلك صنعا تاريخ كرة السلة معاً، إذ أن موسم هذا العام صادف أنه للمرة الثانية منذ عام 1947 يتنافس اثنان من رؤساء المدربين من اصول غير أمريكية في سلسلة بطولة الدوري الأمريكي لكرة السلة.
&
يختتم الديبلوماسي دينيس روس حديثه لبي بي سي "لقد رأينا تسييس الرياضة، ولكن يمكننا أن نراها تبني جسوراً".
&