نشرت صحيفة "الدايلي ميل" البريطانية تقريرًا سلطت فيه الضوء على الحصيلة الرقمية للحارسين الألماني مانويل نوير مع بايرن ميونيخ والإنكليزي جو هارت مع مانشستر سيتي خلال المواسم الأخيرة.

ونشرت الصحيفة تقريرها بعدما تحول الحارس جو هارت إلى مادة دسمة لمختلف وسائل الإعلام في بريطانيا، بعدما أطاح به غوارديولا من التشكيلة الأساسية للسيتزن في أول مباراة رسمية له على رأس الجهاز الفني ضد سندرلاند في إفتتاحية مباريات الموسم الجديد من منافسات الدوري الإنكليزي الممتاز واضعًا ثقته في الأرجنتيني ويلي كاباييرو لحراسة عرين السيتي لحين التعاقد مع أحد الحراس المتميزين.
 
وبدا واضحًا أن هناك فوارق فنية كبيرة بين نوير وهارت جعلت غوارديولا، لا يثق في الحارس الإنكليزي ليكون أساسيًا في تشكيلته، ولا يمكنه الاعتماد عليه لإنجاح مشروعه الرياضي الذي جاء من اجله، وانه لا فائدة من انتداب مدافعين ومهاجمين من الطراز الرفيع دون حارس كبير، حتى أن المساعي التي يقوم بها النادي الإنكليزي لجلب التشيلي كلاوديو برافو من برشلونة تدل على ان غوارديولا لا يثق في هارت حتى بتواجده على دكة الاحتياط بل سيجعل منه حارسا ثالثاً بعد برافو وكاباليرو.
 
كما اتضح بشكل جلي ان تعامل غوارديولا مع حارس من طينة مانويل نوير اثر على قراره بشأن هارت وجعل من الأداء والمردود الفني الذي قدمه مانويل نوير مع بايرن ميونيخ خلال فترة توليه تدريب النادي البافاري من عام 2013 وحتى عام 2016 بمثابة المرجعية لاختيار الحارس الأساسي لفريقه الجديد مانشستر سيتي، الذي لا يتوفر على حارس يضاهي حارس المانشافت.
 
ومما يزيد من قناعة غوارديولا في هذا الصدد ان الفيلسوف الإسباني لم يعد يقتنع بحارس تقليدي، بل يريد حارساً متعدد الوظائف لا يكتفي بلعب الكرة بيديه فقط، بل عليه أيضا إجادة اللعب بقدميه وبرأسه ليقوم أيضا بدور المدافع مثلما يفعل نوير.
 
ورغم أن نوير لعب مباريات أقل مع بايرن ميونيخ إلا أن حصيلته كانت أفضل من حصيلة هارت مع مانشستر سيتي.
 
فالحارس الألماني لعب 97 مباراة رسمية مقابل 102 مباراة للحارس الإنكليزي، ومع ذلك فإن معدل التمريرات عند نوير في المباراة الواحدة بلغ 33 مقابل 22 تمريرة لحارس الأسود الثلاثة، فيما بلغ إجمالي تمريرات كل حارس 2077 تمريرة لنوير مقابل 562 تمريرة لهارت مع نسبة نجاح بلغت 85% للأول نظير 49% فقط للثاني.
 
كما يظهر الفارق بين الحارسين في نسبة الاستعانة بالتمريرات الطويلة لإبعاد الكرة وإمكانية حرمان الفريق منها بدلاً من التمريرات القصيرة لضمان بقاء الكرة مع زملائه، فنوير استخدم هذا السلاح بنسبة 34 % فقط لكونه يلعب قريباً وبشكل جيد مع زملائه المدافعين، بل أن عندما تصله الكرة يصبح مدافعاً اكثر منه حارساً، في حين أن جو هارت استخدم سلاح تشتيت الكرة من دون تحديد اتجاهها تحت ضغط المنافس بنسبة بلغت 75%، وهي نسبة تؤكد أن هارت لا يجيد اللعب بقدميه.
 
وفضلاً عن هذه الأرقام، فإن هارت ارتكب أخطاء فادحة وقاتلة مع السيتزن لم تغطِها تدخلاته الإيجابية بعكس نوير الذي يعرف عنه قلة وقوعه في الهفوات ونجاحه في التغطية على أخطاء دفاعه.
 
وحتى و إن لم يجد غوارديولا حارسًا من طينة نوير لحراسة عرين السيتي، فإنه يرى في هارت بعيداً كل البعد عن تواجده في التشكيلة الأساسية للفريق والمراهنة عليه لذلك يريد استقدام على الأقل حارسًا بنفس المواصفات التي يتمتع بها نوير.