رغم ان العرض الذي تقدم به رجل الاعمال الثري الشيخ الإماراتي الشيخ خالد بن زايد آل نهيان للاستحواذ على اسهم نادي ليفربول الإنكليزي كان ضخماً بكل المقاييس إلا انه قوبل بالرفض من قبل مجموعة "فينواي سبورت" الأميركية مالكة النادي حالياً .

وكانت&صحيفة "الدايلي ميل" البريطانية قد أشارت إلى أن الشيخ خالد، وهو رئيس مجلس إدارة "مجموعة بن زايد" التي تتخذ من دبي مقراً لها وتنشط - بحسب موقعها الالكتروني - في مجالات الطاقة والتجارة والعقارات والاستثمارات، تقدم بعرض قيمته مليارا&جنيه استرليني (نحو 2,6 مليار&دولار أميركي)، كان سيصبح، في حال الموافقة عليه، أضخم صفقة استحواذ على نادٍ في تاريخ اللعبة.

ويكشف تقرير الصحيفة البريطانية الشهيرة عن الفوارق الشاسعة بين العرض الإماراتي المرفوض من قبل ملاك نادي ليفربول ، والعروض التي قدمها مستثمرون اجانب سابقاً ، وانتهت بانتقال ملكية عدد من اندية الدوري الإنكليزي الممتاز إليهم &.

عروض الأجانب

ومنذ العرض الروسي الذي قدمه الثري رومان ابراموفيتش لنادي تشيلسي، و الذي استحوذ بموجبه على النادي اللندني في عام 2003 لم تصل القيمة الإجمالية للعروض إلى المستوى الذي قدمه الشيخ الإماراتي الشيخ خالد بن زايد آل نهيان لشراء اسهم نادي ليفربول.

وكان عرض ابراموفيتش لشراء نادي تشيلسي لم يتجاوز 140 مليون جنيه استرليني تزامنا مع فترة حرجة كان يمر بها النادي اللندني بعدما عجز عن مجاراة إيقاع كبار الأندية الإنكليزية، وظل خارج دائرة الفرق المرشحة للألقاب ، قبل ان يأتي الملياردير الروسي ويبرم صفقات لاعبين بمبالغ ضخمة في أول سوق صيفية له مع "البلوز"، اكثر مما انفقه لشراء النادي بأكمله.
&
فيما يعتبر اكبر عرض من عائلة غلايزر الأميركية لشراء نادي مانشستر يونايتد &في عام 2005، والذي بموجبه اصبحت ملكية النادي تحت سيطرتهم بقيمة بلغت 790 مليون جنيه استرليني فقط أي اقل من العرض الإماراتي المقدم لنادي ليفربول بنحو مليار و 200 مليون جنيه&استرليني ، رغم ان العرض الأميركي تم في فترة كان الفريق يعيش أوج عطائه حتى وإن كان قد مر على تتويجه بلقب الدوري الممتاز عامين في 2003 قبل ان يستعيده في 2007.

اما مجموعة "فينواي سبورت" الأميركية فقد اشترت نادي ليفربول مقابل 280 مليون جنيه&إسترليني فقط في عام 2010 ، خلال الفترة التي كان يعاني فيها الفريق على الصعيدين المحلي والقاري، ويفتقد لعوامل المنافسة على البطولات.

و استحوذ الثري الشيخ الإماراتي منصور بن زايد آل نهيان في عام 2008 على نادي مانشستر سيتي مقابل 210 مليون جنيه&إسترليني ، بعدما وجد النادي في حالة مالية وفنية يرثى لها قبل ان يرصد له أموالاً طائلة ليجعل منه اقوى الفرق في العالم.

اما الثري الأميركي ذو الأصول الباكستانية شاهيد خان، فقد اشترى نادي فولهام مقابل 200 مليون جنيه إسترليني في عام 2013 ،فيما يبقى اضعف عرض مالي قد تقدم به الثري الإيطالي جينو بوتزو لشراء نادي&واتفورد في عام 2012 بصفقة لم تتجاوز قيمتها 500 الف جنيه&استرليني.

ارتياح فني ومالي

هذا وبدا واضحًا ان رفض المجموعة الأميركية للعرض الإماراتي مرتبط بالإريحية الفنية و المالية التي يعيشها حاليا نادي ليفربول &بعدما تمكن من تجاوز الصعاب في الاعوام القليلة المنصرمة وارتقى مع مدربه الألماني يورغن كلوب إلى مصاف الأندية الكبيرة ، حيث وصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي ، و اصبح يمتلك واحدة من اغنى التشكيلات الاساسية في الدوري الإنكليزي الممتاز بفضل التعاقدات الصيفية التي قام بها النادي في عامي 2017 و 2018 .

وتعكس الحالة التي يعيشها نادي ليفربول حالياً على حرص المجموعة الأميركية على إتمام المشروع الرياضي الذي من اجله اشترت النادي، و الذي يستهدف بشكل خاص انهاء صيامه عن الفوز بلقب الدوري الممتاز و احراز لقب دوري أبطال أوروبا ، حيث تدرك المجموعة ان &تحقيق هذا الهدف سيحقق لها عائدات ضخمة وسيرفع اسهم ليفربول الى مستويات قياسية تتجاوز قيمتها ملياري&جنيه&إسترليني.

يشار الى أن وضعية نادي ليفربول في عام 2018 ليست مماثلة لوضعية نادي تشيلسي في عام 2003 ، أو وضعية مانشستر يوناتيد في عام 2005 او وضعية مانشستر سيتي في عام 2008 ، حيث لا يشهد "الليفر" حالة إفلاس أو يمر بضائقة مالية، بعدما بات مرشحاً لإكتساح منافسيه في استحقاقات الموسم الجديد .