لم يحدد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) حتى الآن البلد المحايد الذي سيحتضن مباراة إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا المُعاد بين ناديي الترجي الرياضي التونسي والوداد البيضاوي المغربي سواء بإقامتها قبل نهائيات كأس أمم إفريقيا في منتصف الشهر الجاري أم بعدها &.

وكانت لجنة الطوارئ في الاتحاد الإفريقي ، قد قررت الأسبوع الماضي إعادة مباراة إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا بين الترجي والوداد ، بعدما توقفت المباراة قبل نهاية وقتها الأصلي ، في أعقاب رفض لاعبي&الوداد مواصلة اللعب احتجاجاً على عدم احتساب هدف التعادل الذي أحرزه وليد الكرتي ، وعدم جاهزية تقنية الفيديو للبت في شرعيته من عدمه.

مهلة للناديين

ويترقب الاتحاد الإفريقي انقضاء المهلة القانونية التي يمكن للناديين اللجوء من خلالها إلى الهيئات القانونية ذات الاختصاص ، في حال عدم موافقتها على قرار إعادة المواجهة، خاصة إدارة نادي الترجي الطرف المتضرر في القضية بعدما تم تجريده من لقبه الإفريقي ، وإعلان مسؤوليه اللجوء لـ "الفيفا" و محكمة "الكاس" ، كما ان نادي الوداد أعلن بدوره قراره تقديم اعتراض لدى محكمة التحكيم الرياضي "كاس"، ضد قرار الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بإعادة المباراة ، لأن الاتحاد القاري أقر عدم توفر كافة الشروط الأمنية داخل الملعب.

إقامتها قبل كأس أمم إفريقيا

واشارت بعض المصادر الى أن الاتحاد الإفريقي سيتجه لإعادة المباراة قبل إنطلاق بطولة كأس أمم إفريقيا التي ستحتضن مصر منافساتها منتصف الشهر الجاري ، ويأتي ذلك بسبب الإجراءات القانونية المتعلقة بانقضاء عقود عدد من لاعبي الفريقين ، مما يجعل مشاركتهما في المباراة أمراً غير قانوني، كما انه لايمكن للناديين إشراك لاعبيهما الجدد لأنهم غير مقيدين في قائمتهما الإفريقية ، وهو ما جعل الاتحاد القاري في مأزق لا يمكن الخروج منه سوى بإعادة المباراة قبل إقامة البطولة الإفريقية للمنتخبات او باتخاذ قرار سياسي من شأنه إتاحة الفرصة للفريقين بخوضهما النهائي بكافة أسماء الفريقين المسجلين في القائمة.

عدم تحديد البلد المستضيف

وجد الاتحاد الإفريقي نفسه بمأزق في ما يتعلق بتحديد هوية البلد المحايد الذي سيحتضن النهائي القاري بين الفريقين، &ويأتي ذلك في ظل صعوبة إيجاد بلد&محايد، لديه الجاهزية لاحتضان مواجهة نهائية من هذا النوع في ظل حالة التشنج و الاحتقان بين مسؤولي وجماهير الناديين ، فضلاً عن&ان اختيار بلد&معين&قد لا يجد موافقة من الطرفين (المغربي و التونسي).

وبحسب وسائل الإعلام ، فإن هناك ثلاثة بلدان مرشحة لاحتضان النهائي المُعاد لما تمتلكه من مواصفات تحقق شروط الحياد ، وهي :

أولاً : مصر

تعتبر المرشح الأوفر حظاً لاستضافة النزال العربي الإفريقي على هامش احتضانها لنهائيات كأس أمم إفريقيا ، وهو ما يجعلها جاهزة لاحتضان هذا الحدث من الناحيتين التنظيمية والأمنية ، خاصة ان منتخبي تونس والمغرب سيشاركان في البطولة القارية ، ويمتلكان قاعدة جماهيرية واسعة من الناديين الترجي و الوداد ، وبالتالي فإن إقامتها هناك لن تطرح خلافاً ، لأن المئات من جماهير الناديين سوف يسافرون إلى مصر لمتابعة منتخبي بلديهما&في الاستحقاق القاري.

ثانياً : الجزائر&

تعتبر من الناحية الجغرافية قريبة من البلدين ، حيث تبعد ساعة تقريباً عن طريق الجو، كما انه لا يستوجب الحصول على تأشيرة من أجل الوصول لأراضيها، مما يسهل سفر جماهير الترجي و الوداد لمؤازرة فريقيهما .

ويبقى الهاجس الأكبر ، هو إمكانية رفض السلطات الجزائرية إقامة المباراة على أراضيها لأسباب امنية في ظل الظروف السياسية التي تعيشها البلاد منذ اشهر بسبب الحراك الشعبي، وهي ظروف تجعل قوات الأمن &في غنى عن مثل هذه المباريات المتشنجة ، والتي ستشهد بالتأكيد حضوراً واسعاً لجماهير الفريقين، مما يجبرها على رفع حالة التأهب.

ثالثاً : جنوب إفريقيا

تعتبر جاهزة تنظيمياً وأمنياً ، ولكن بعد المسافة بينها وبين المغرب وتونس ، قد يجعل الفريقين&يرفضان إقامة المباراة على أراضيها ، إلا في حال وجود إتفاق بينهما وبين الاتحاد القاري بإقامتها هناك لتقليص الحضور الجماهيري في المباراة تفادياً لخروجها عن النص.

طاقم التحكيم

يجد مسؤولو&الاتحاد الإفريقي صعوبة أيضاً في اختيار طاقم تحكيمي قادر على قيادة المباراة إلى بر الأمان ، ولا يجد رفضاً من إدارة الناديين، خاصة ان الأداء التحكيمي في مباراتي الذهاب والإياب كان سلبياً ، وتسبب في خروج المباراة عن مسارها الطبيعي.

وفي هذا الصدد ، تعالت اصوات عديدة تطالب الاتحاد الإفريقي بالاستعانة بطاقم تحكيم أوروبي ، تجنباً للتشكيك واتهامات الفساد للحكام الإفارقة من قبل الناديين والمنتسبين إليهما.