حاولت وسائل الإعلام البريطانية على مدار ستة اعوام تبرير الإنتكاسة التي يعيشها نادي مانشستر يونايتد وتراجع نتائجه في مختلف الاستحقاقات خاصة فشله في إحراز لقب الدوري الإنكليزي منذ اعتزال مدربه الإسكتلندي السير اليكس فيرغسون.

وكانت الصحافة البريطانية قد سلطت الضوء على فشل المدربين الذين تعاقبوا على تدريب الفريق منذ رحيل فيرغسون ، بداية بالإسكتلندي دافيد مويز مروراً بالهولندي لويس فان غال والبرتغالي جوزيه مورينيو ونهاية بمدربه الحالي النرويجي اولي غونار سولسكاير.

هذا و ربط كافة المتابعين تراجع مانشستر يونايتد بإعتزال مدربه الإسكتلندي الذي كان يشرف على الجهاز الفني للفريق نحو 27 عاماً ، ولكن الأسابيع القليلة المنصرمة شهدت تغييرات هامة في نظرة الصحافة البريطانية ، وتفسيرها لما يحدث لأعرق الأندية الإنكليزية ، وذلك بعد بروز مؤشرات عن نية الجهاز الإداري بالنادي إحداث تغيير جديد على رأس الإدارة الفنية بإقالة سولسكاير و التعاقد مع مدير فني جديد .

وانتقلت وسائل الإعلام المحلية من ربطها بتراجع نتائج الفريق و اعتزال فيرغسون ، الى ربطها بالتغيير الهام الذي شهده النادي على مستوى جهازه الإداري منذ صيف عام 2013 ، عندما قرر دافيد جيل ترك منصبه كمدير تنفيذي بالنادي للالتحاق بالعمل في الاتحاد الإنكليزي ، ليحل محله المدير التنفيذي الحالي إد وودورد.

واتجهت أصابع الاتهام إلى إد وودورد بأنه المسؤول الرئيسي عما آلت إليه الأوضاع في الفريق بسبب قراراته الخاطئة التي اتخذها منذ سوق الانتقالات الصيفية عام 2013 و حتى الآن .

وبرأي عدد من المتابعين على غرار القائد الاسبق للفريق بول سكولز، فإن مؤشرات الإنهيار ظهرت مباشرة في اعقاب القرارات السلبية التي اتخذها وودورد أو منح موافقته عليها ، يأتي من ابرزها التعاقد مع المدرب الإسكتلندي دافيد مويز ليحل محل فيرغسون ، ثم التعاقد مع لاعبي الوسط الاسباني خوان ماتا من نادي تشيلسي و البلجيكي مروان فيلايني من نادي إيفرتون بأسعار مرتفعة ، حيث أكد سكولز بأنهما اصغر من تمثيل فريق بحجم مانشستر يونايتد ، مشيراً الى أنه لو كان دافيد جيل و اليكس فيرغسون متواجدين لرفضا جلبهما.

ونشر موقع رياضي ابرز الاخطاء التي ارتكبها إد وودورد ، ومن بينها التعاقد مع المدربين&ديفيد مويز و الهولندي لويس فان غال ، خاصة الأخير الذي كان يعمل بأسلوب لا يتماشى مع الكرة العصرية و هو ما اظهره جلياً على أداء الفريق خلال العامين اللذين&أشرف فيهما على الفريق ، كما ان التعاقد مع لاعب الوسط الفرنسي بول بوغبا مقابل نحو 90 مليون جنيه استرليني في صيف عام 2016 يمثل احد الأخطاء الإدارية الكبيرة ، وذلك لأن اللاعب لم يقدم أي إضافة فنية ، مما جعله يتحول إلى مشكلة تثير الجدل والقلق في النادي.

ويعتبر الخطأ الإداري الأكبر هو إقالة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو عام 2018 رغم ان الفريق استرجع معه شيئاً من عافيته ، حيث حصل على لقب الدوري الأوروبي ، وظل ينافس على لقب الدوري المحلي حتى اكتفى بالحصول على المركز الثاني في سلم الترتيب.

وبإجراء مقارنة سريعة بين ما حققه الفريق من إنجازات &في الاعوام الستة الأولى من عمل المدير التنفيذي الاسبق دافيد خيل وتلك التي حققها سلفه إد وودورد &، فإن الفوارق ظهرت شاسعة بين الرجلين على الرغم من ان الفريق في عهد خيل سجل فترة فراغ تزامنت مع حالة توهج منافسيه أرسنال و تشيلسي دامت لأربعة مواسم قبل ان يعود بقوة و يسيطر على منافسات الدوري الممتاز ، ويحقق لقب دوري أبطال أوروبا بعدما بلوغه الدور النهائي ثلاث مرات .

ومنذ تولى ودوورد منصب المدير التنفيذي بالنادي ، فقد سجل الفريق إخفاقات بالجملة خاصة في الدوري الممتاز ، إذ ان افضل نتائجه كان بإحتلاله المركز الثاني في موسم (2016-2017 ) تحت إشراف مورينيو ، بينما كان بعيداً عن المراكز الأربعة الأولى خلال أربعة مواسم ، مع الإشارة الى أنه تراجع الى المركز السابع تحت إشراف مويز في الموسم الذي أعقب تتويج الفريق بلقب الدوري.

وكان مانشستر يونايتد قد افتقد في عهد مديره التنفيذي الحالي لاهم أعرافه التي كانت سائدة سابقاً ، على رأسها منح المدربين الوقت الكافي للعمل قبل تقييمهم خاصة عندما يتعلق الامر بفريق يمر بمرحلة انتقالية تشهد إعادة البناء.

وفي الوقت الذي كان الجهاز الإداري في عهد دافيد جيل قادراً على التعاقد مع لاعب مهما كان اسمه و شهرته ، فإن الامر اختلف كثيراً مع إد ودوورد ، بدليل ان العديد من اللاعبين رفضوا الانضمام للفريق، وفي مقدمتهم المدافع الإسباني سيرجيو راموس ولاعبا الوسط الألماني توني كروس والإسباني سيسك فابريغاس والجناح الويلزي غاريث بيل والمهاجم الألماني توماس مولر و اخرون ، والذين كانوا سيلتحقون بالفريق لو بقي فيرغسون مدرباً للفريق حتى الآن.