طلال سلامة من برن (سويسرا): في مستقبل قريب، سيضحي ممكنًا مكافحة تضيق شرايين الدم، الناتج أساساً عن مرض تصلب الشرايين (Atherosclerosis) الذي يستهدف عادة الشرايين متوسطة وكبيرة الحجم التي ينقل البعض منها الدم الى الساقين، عن طريق استعمال استراتيجية جديدة تعتمد على جسيمات نانومترية محددة quot;تلتصقquot; بصورة جماعية على جدران هذه الشرايين حيث تتمكن، بصورة تدريجية، من تحرير أدوية معينة تحول دون أن تتعرض الشرايين الى تضيق آخر أم انسداد بالكامل. تدعى هذه الجزئيات(الجسيمات) النانومترية الجديدة quot;مثاقبquot; (Nanoburr) وقام العلماء في معهد quot;ميتquot; العريق وquot;هارفارد ميديكل سكولquot; بابتكارها واختبارها، أولاً، على الحيوانات المختبرية.

علاوة على ذلك، تتوجه هذه الجسيمات نحو الغشاء القاعدي، الذي يغطي جدران الشرايين التي تعرضت للضرر من جراء الاصابة بمرض تصلب الشرايين أم سلسلة من الالتهابات. لذلك، فان هذه المثاقب النانومترية ستستخدم، على الأرجح، لحقن الشرايين بأدوية مهندسة لمعالجة تصلب الشرايين والأمراض الالتهابية الأخرى، المتعلقة بالأوعية الدموية القلبية. على صعيد الدواء، الذي تقوم الجسيمات بتحريره مباشرة في الشريان المتقلص، فيدعى quot;باكليتاكسيلquot; (Paclitaxell)، وهو يعمل على منع الانقسام الخلوي عدا عن تفادي نمو الأنسجة الندبية التي قد تؤول الى تكون الخثرة داخل الشريان المريض.

في ما يتعلق بتركيبة هذه الجسيمات، فانها دائرية يبلغ قطرها 60 نانومتراً تقريباً. وهي تتألف من ثلاث طبقات أبرزها نواة تحتوي على الدواء سوية مع مادة بوليميرية خاصة تدعى (PLA). أما الغطاء الخارجي لكل جسيمة فهو مكون من مادة بوليميرية (PEG) تعمل على حماية الجسيمة عندما تبحر في الدورة الدموية. ويتم تحرير الدواء تدريجياً، في غضون 12 يوماً. مستقبلاً، سيتم استعمال هذه الجسيمات لمؤازرة الشبكات الداعمة لشرايين القلب ستنت (Stent) أم لاستبدالها بالكامل.