أشرف أبوجلالة من القاهرة: وجدت دراسة حديثة أن بعض الناس يكون بوسعهم الاستغراق في النوم بغض النظر عما يحيط بهم من أجواء، لأن أدمغتهم تكون قادرة على صد الضوضاء. ووجد الباحثون الذين خلصوا لتلك النتيجة البحثية الهامة أن الأشخاص الذين يستغرقون في نومهم quot;أصحاب النوم الثقيلquot; يكونون قادرين على منع وصول الضوضاء الخارجية إلى أدمغتهم، وهو ما يؤدي إلى عدم شعورهم بأي إزعاج أثناء النوم.

وقالت صحيفة التلغراف البريطانية إن الكشف عن ذلك النظام، الذي يعمل فقط أثناء الليل ويعادل قيامك بإغلاق عينيك، من الممكن أن يؤدي إلى تطوير سدادات quot;كيميائيةquot; ndash; وهي عقارات يمكنها أن تحجب الضوضاء أثناء النوم. وقد وجد الباحثون الذين يقومون بتحليل الموجات الدماغية أن العقل يقوم بإنتاج نبضات يُطلق عليها quot;مغازلquot; أثناء النوم ndash; ويبدو أنها تحمي الوعي من الضوضاء. وقد خلصت الدراسة في هذا السياق إلى أن الأشخاص الذين ينتجون عددًا أكبر من المغازل، يكونوا أقل عرضة للاستيقاظ عندما يتعرضون لأي شكل من أشكال الضوضاء.

من جانبه، قال دكتور جيفري إلينبوغين، أستاذ علم الأعصاب المساعد في كلية الطب بجامعة هارفارد الأميركية :quot; إن النوم بصورة متقطعة نتيجة للضوضاء المحيطة يعد واحدًا من أكثر الأشياء التي يشكو منها الأشخاص في ما يتعلق بما يواجهونه من صعوبة أثناء النوم. وأنا إذ أسمع عن تلك المشكلة من المرضى الذين يتلقون علاجهم في المستشفيات، ورواد الفنادق، وكذلك الأشخاص الأصحاء في حياتهم المنزليةquot;.

وأضاف إلينبوغين في هذا السياق بقوله :quot; بالنظر إلى أن الدماغ يمتلك بالفعل آلية للحد من تأثير الضوضاء على المخ أثناء النوم، يسعى العاملون في المعمل البحثي الخاص بي لفهم الطريقة التي يتمكن عبرها الدماغ من حجب الضوضاء وكذلك ما يمكننا فعله لتعزيز تلك الحماية التي يتم توفيرها بصورة طبيعية للنوم من الضوضاءquot;.

وقد نظر الباحثون إلى نماذج التخطيط الكهربائية الموجودة بالدماغ، التي تُستَخدم في التمييز ما بين مراحل النوم. وفي المرحلتين الثانية والثالثة، تقوم نبضات سريعة موجزة بتخلل موجات دماغية بطيئة، تحدث حين لا نكون مستيقظين، وتُعرف بـ quot;المغازلquot;. وقد وجدت دراسة سابقة أن نشاط المخ الذي ينتج مغازل، وهو ما يحدث أثناء النوم فقط، يمنع ملعومات حسية من المرور عبر منطقة في الدماغ تُعرف بـ quot;المهادquot;. وأفاد الباحثون بأن إشارات كهربائية تمر عبر المهاد في طريقها إلى قشرة الدماغ، حيث يقوم المخ بإدراك الأصوات، لذا إنْ توقفت الإشارات في المهاد، فإن الشخص لا يصبح مدركا ً للضوضاء. وخلص الباحثون في النهاية إلى أن الضوضاء البيئة قد تحظى بأثير أكبر على جودة النوم مما يمكن أن يلاحظه الأفراد.