الرياض: حضت منظمة التعاون الإسلامي الأحد حركة طالبان والمجتمع الدولي على ضمان عدم استخدام افغانستان مجددا "كمنصة وملاذ آمن للإرهاب والتطرف"، في إشارة لايوائها تنظيم القاعدة خلال فترة حكمها السابقة.

وعقدت المنظمة اجتماعا استثنائيا على مستوى المندوبين الدائمين الأحد في جدة بطلب من السعودية لمناقشة الأوضاع المتدهورة في جمهورية أفغانستان الإسلامية العضو في المنظمة.

ودعت المنظمة في بيانها الختامي "القيادة الأفغانية المستقبلية والمجتمع الدولي إلى العمل معًا على ضمان عدم استخدام أفغانستان مرة أخرى كمنصة أو ملاذ آمن للإرهابيين وعدم السماح بوجود موطئ قدم للتنظيمات الإرهابية".

واستولت طالبان الاسبوع الماضي على السلطة في أفغانستان إثر هجوم خاطف سيطرت خلاله على العاصمة كابول، مستغلة قرب انتهاء انسحاب القوات الأميركية والأجنبية من البلد المضطرب منذ عقود.

وسيطرت الحركة الإسلامية المتمردة سابقا على البلاد بين 1996 و2001، وكانت تؤوي زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي أعلن مسؤوليته عن اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 التي خلفت ثلاثة آلاف قتيل في الولايات المتحدة.

في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2001، أي بعد أقل من شهر على الاعتداءات الدامية، شن الرئيس الاسبق جورج بوش هجوماً عسكرياً واسع النطاق في افغانستان بعد أن رفضت تسليم أسامة بن لادن.

رسالة

ودعا الاجتماع الاحد إلى إيفاد وفد رفيع المستوى من الأمانة العامة للمنظمة لزيارة أفغانستان "لإيصال رسالة المنظمة تجاه دعم استقرار السلام والمصالحة الوطنية في أفغانستان".

وشددت المنظمة على "ضرورة إجراء حوار شامل بين جميع الأطراف الأفغانية الممثلة للشعب الأفغاني من أجل مستقبل بلادهم".

ومنذ سيطرة طالبان على كابول يحاول آلاف الأفغان الهرب من البلاد، وتسود الفوضى عمليات إجلاء هؤلاء الأفغان والأجانب من العاصمة الأفغانية.

وذكر شهود عيان وتقارير أن عناصر طالبان يضربون ويهينون المتوجهين للمطار.

وأكدت المنظمة الأحد ضرورة "التعاون في تسهيل عمليات الإجلاء الأمنة وضرورة السماح للمدنيين الراغبين في مغادرة أفغانستان".

وقال الأمين العام للمنظمة يوسف العثيمين في كلمته في بداية الاجتماع إن المنظمة ننتظر من طالبان "حماية واحترام الحق في الحياة والأمن وكرامة ابناء الشعب الافغاني وفقا للصكوك الدولية لحقوق الانسان".

وأكّد أنّ "إحلال السلام الدائم والاستقرار في افغانستان لن يتأتى الا من خلال اعتماد نهج شمولي يتضمن المصالحة بين جميع فئات المجتمع الافغاني والحكم الرشيد وتحقيق التنمية وحكومة تجمع فئات المجتمع الافغاني كافة".