سارع مفتي السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للإفتاء، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ للرد على الهجوم الذي شنه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على المؤسسة الدينية في المملكة، واتهمه بإطلاق quot;مغالطاتquot;، مؤكدا اتزان علماء السعودية وإتباعهم للكتاب والسنة.

الرياض: كان المالكي انتقد بشدة المؤسسة الدينية في السعودية، وقال عقب لقائه المرجع الشيعي علي السيستاني في النجف أن الحكومة السعودية تتحمل قسطا من مسؤولية ما اعتبره هجوما من رجل دين سعودي على السيستاني، وأكد أنها مطالبة بالرد على الذين يكفرون ويثيرون الفتنة.

واعتبر الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أن كلام المالكي عن المؤسسة الدينية السعودية فيه quot;مغالطةquot; واتهمه بالدأب على بمهاجمة الموقف السعودي من بلاده، قبل أشهر قليلة من الانتخابات المقبلة في العراق.

وقال الشيخ في تصريحات نقلتها صحيفة quot;الشرق الأوسطquot; اللندنية إن quot;علماء السعودية أهل اتزان في ما يقولون وليسوا أهل تكفير أو تبديع، ولكنهم متبعون للكتاب والسنة، فهم يتعاملون مع كل شيء على حسب ما دل عليه الكتاب والسنةquot;.

وفند هجوم نوري المالكي على المؤسسة الدينية الرسمية وعلمائها، وقال quot;دعوى أنهم يحملون فكرا تكفيريا فهذه دعوى مغالطةquot;، مؤكدا أن العلماء السعوديين quot;لا يسعون في تكفير أحد بلا حقquot;، وأضاف quot;ومن تأمل منهج علماء هذا البلد من خلال رسائلهم ومؤلفاتهم وتعاملهم، وجد أنهم بعيدون عن التكفير، إنما هم متمسكون بالكتاب والسنة، ولا يسعون في تكفير أحد بلا حق، إنما هم متبعون للكتاب والسنة، وليسوا يحملون منهجا تكفيريا، وإنما يحملون وعيا سليما ودعوة صادقة ونصيحة لكل مسلم، وتوجيه الخيرquot;.

وشدد مفتي السعودية على أنه quot;لا ينبغي إطلاق مثل هذه المغالطات على دولة إسلامية مشهود لها بالخير والاعتدال في أحوالها كلهاquot;، في إشارة إلى الانتقادات الحادة التي وجهها نوري المالكي للمؤسسة الدينية الرسمية قبل يومين.

وفي رده على أهمية الترفع عن التهجم على الرموز الدينية قال quot;اتهام البعض علماء السعودية ومؤسساتها بأنها تكفيرية، هذه دعوى مغالطة، بل هي مؤسسات علمية خيرة منهجها الكتاب والسنةquot;، وأكد الشيخ عبد العزيز آل الشيح، على ضرورة quot;أن نسعى لما يوحد الكلمة ويجمع الصف وأن لا نكيل المغالطات للآخرين من دون برهان أو تأكدquot;.

دعوة quot;للضبطquot;
وعقب لقاءه السيستاني في النجف أكد المالكي أنه لم يتحدث مع المرجع حول مهاجمة الداعية السعودي الشيخ محمد العريفي له لكنه قال إن بعضا quot;ممن يسمون أنفسهم علماءquot; في المؤسسة الدينية السعودية يتجاوزون على الآخرينquot; من منطلق تكفيري حاقد على حد وصفه، وأشار إلى ضرورة قيام هذه المؤسسة quot; بضبط هؤلاء ومنعهم من التجاوز على رجالات الدين والعلماء والمراجع.

وأشار المالكي إلى أن زيارة السيستاني بين فترة وأخرى ضرورة لاعتبارات واهتمامات كثيرة quot;لما عرفناه وما عهدناه من حكمة وسداد في الرأيquot; في وقت تتجه البلاد الآن نحو استكمال عملية بناء من خلال الانتخابات المنتظرة وما يسبقها من تحديات أمنية أو سياسية ومتطلبات لاستكمال بناء الدولة السياسية. وأوضح أن المرجع السيستاني يحث العراقيين على المشاركة الواسعة في الانتخابات ليمارس المواطنين حقهم في اختيار ممثليهم.

وسبق تصريحات المالكي تأكيد من علي الدباغ الناطق باسم الحكومة العراقية بأن حكومته لم تتلق ردا حتى الآن من السلطات السعودية، لكنه توقع أن تتخذ السلطات السعودية quot;موقفا حازماquot; تجاه من اسماهم quot;أولئك الذين يزرعون الكراهية وثقافة الكراهية بين المسلمينquot;.