نيودلهي: قال زعيم انفصالي بارز في كشمير اليوم الثلاثاء ان هناك احتمالا لعودة الجزء الهندي من كشمير الى التمرد والاحتجاجات العنيفة ما لم تدفع نيودلهي عملية السلام المتعثرة في المنطقة المتنازع عليها مع باكستان. جاءت تصريحات ياسين مالك رئيس جبهة تحرير جامو وكشمير في وقت يشهد تجددا لهجمات المتشددين في كشمير الى جانب توتر العلاقات بين الهند وباكستان مما يزيد من صعوبة الجهود الامريكية لمحاربة التشدد الاسلامي في المنطقة.

وانهارت المحادثات حول كشمير بين الحكومة الهندية التي يقودها حزب المؤتمر والجماعات الانفصالية عام 2006. ورغم مقتل 47 ألف شخص على الاقل منذ بداية التمرد عام 1989 تبدد العنف في المنطقة تدريجيا خلال السنوات القليلة الماضية. وبعد احتجاجات ضخمة أغلبها سلمي قام بها كشميريون مؤيدون للانفصال في 2008 و2009 انبعثت الامال في احتمال محاولة نيودلهي استئناف عملية السلام لكن كلا الجانبين لم يحرزا تقدما يذكر وسط الريبة المتبادلة وعلاقات نيودلهي المتوترة باسلام اباد بعد هجمات مومباي.

وقال مالك الذي تدعو جبهته لحملة سلمية لاستقلال كشمير في تصريحات لرويترز خلال مؤتمر في نيودلهي quot;استغرق الامر منا سنوات طويلة جدا وبذلنا جهودا مضنية لنتحول من حركة عنيفة الى حركة تنأى عن العنف. ينبغي احترام هذا التحول... اذا لم يلق الكشميريون احتراما فقد يعودون للماضي العنيف.quot; ويرى الكثير من الخبراء أن عملية السلام في كشمير عنصر حيوي لتحسين علاقات الهند مع باكستان وأنها ستتيح لباكستان تحويل مواردها من الحدود الشرقية للتركيز على دعم معركة الولايات المتحدة مع مقاتلي القاعدة وطالبان.

لكن الهند ما زالت تتلكأ في عقد محادثات مع باكستان وتقول ان على اسلام اباد أن تتخذ أولا اجراءات ضد المسلحين الذين شنوا هجمات على مومباي عام 2008. وبعد سنة من الهدوء النسبي قتل سبعة متشددين على الاقل خلال الاسبوع الماضي في اشتباكات منفصلة بالاسلحة النارية في الجزء الهندي من كشمير. وفي أحد هذه الاشتباكات تحصن المتشددون داخل فندق في وسط سريناجار لنحو 24 ساعة.

وقال مالك وهو مقاتل سابق quot;طوال 15 عاما كنت أدعو لعدم العنف لكن... هناك دلائل على الاحباط بين الشبان ومن هم أكبر سنا أيضا لان هناك احتجاجات هائلة ولا يصغي أحد فيما يبدو.quot; ويبرز تاريخ مالك المشكلات التي تواجه القضية الانفصالية السلمية. فقد سجن عام 1990 عندما كان يعمل بين صفوف المقاتلين ثم نبذ العنف وأعلن وقفا لاطلاق النار عام 1994 لكن تكرر سجنه ولم تسفر أهدافه السلمية عن نتائج تذكر حتى الان.

وقال quot;منذ وقف اطلاق النار فقدت 600 من زملائي وألقي القبض علي 200 مرة وكانت هناك ثلاث محاولات لاغتيالي.quot; وفي العام الماضي عرض رئيس الوزراء مانموهان سينغ تقديم المساعدة لاستئناف المحادثات بخصوص باكستان وكشمير. وقال مالك quot;ليس لدي ما يدعوني للشك في سلامة نيته... لكن تطوقه بيروقراطية عسكرية وتطوقه بيروقراطية مدنية. بعض هذه الشخصيات تقيده.quot;